الخليل-أخبار البنوك-بمناسبة الأول من تشرين الأول، أطلقت مؤسسة لجان العمل الصحي/ مركز دنيا التخصصي لعلاج أورام النساء، وبنك فلسطين بالتنسيق مع محافظة الخليل وبلدية الخليل الحملة العربية للتوعية عن سرطان الثدي تحت شعار "الكشف المبكر... حياة" بمشاركة عدد كبير من مؤسسات وفعاليات الخليل إلى جانب النساء اللواتي وصلن إلى دوار ابن رشد وسط الخليل والذي جرى تزيينه باللافتات التي تدعو النساء للمسارعة للكشف المبكر إلى جانب البالونات زهرية اللون، الشعار المتعارف عليه عالميًا.
وفي كلمة محافظة الخليل خلال المؤتمر الذي خصص لإطلاق الحملة، قال مهدي مرعب مستشار المحافظ للشؤون العامة: "نبارك للجان العمل الصحي والشركاء معها هذا الجهد المخصص للمرأة الفلسطينية حامية المشروع الوطني والأكثر عرضة لانتهاكات الاحتلال"، وأضاف: "كل إمرأة هي أم وزوجة وأخت وبنت تهمنا ولذا أدعوهن جميعاً للاستفادة من الحملات التي تنظم خلال شهر اكتوبر للتوعية عن سرطان الثدي، فالكشف المبكر يخفف الآلام ويساعد على النجاة والشفاء". وقدم بإسم المحافظة الشكر لكل من يدعم المرأة ويعتني بصحتها.
بنك فلسطين...الشريك الدائم
بدوره، قال مدير فرع بنك فلسطين في الخليل يحيى الشعراوي: "يسرني أن أشارككم اليوم ممثلاً عن بنك فلسطين في هذا الحفل المميز، لنطلق وإياكم حملة إكتوبر للتوعية حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي والتي ننظمها سنوياً مع مؤسسة لجان العمل الصحي/ مركز دنيا لعلاج أورام النساء منذ سبع سنوات، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل اهتمام البنك ورؤيته تجاه دعم المرأة الفلسطينية من الناحية الصحية".
وأضاف: "نطلق اليوم حملة إكتوبر ونستذكر وإياكم قبل عامين قيامنا مع شركائنا بتنظيم أطول ماراثون موسيقي خيري في العام 2016 قاده الشريك الثقافي للبنك فرقة الثلاثي جبران، وبمشاركة أكثر من مئة فنان فلسطيني جمع فيه ما يزيد عن مليون دولار وتمكنا بها تجهيز أول عيادة وردية متنقلة ومخصصة لتعمل على تقدم خدماتها في التوعية الصحية والفحص من أجل الكشف عن سرطان الثدي في مختلف المناطق الفلسطينية البعيدة عن المدن، حيث تم إطلاق خدمات العيادة الخميس الماضي في مدينة رام الله. ولنا أن نفخر بأننا تمكنا خلال سنوات قليلة من تكريس شراكات كثيرة مع مؤسساتنا تعمل على خدمة مجتمعنا في كل المناطق الفلسطينية وفي مختلف المجالات، وأهمها بالتأكيد الصحة والتعليم. هذه الشراكات حققت انجازات حيث ستتمكن العيادة الوردية من تقديم التوعية لأكثر من 5000 امرأة وإجراء فحوصات ماموغرام لأكثر من 2500 سيدة. كما خصص جزء من المبلغ الذي تم جمعه لصالح تشجيع السيدات في قطاع غزة على الفحص المبكر وإجراء عمليات جراحية لازمة للكثير منهن بالتعاون مع شريكنا الذي نفخر به دائماً جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني".
وختم بالقول: "إن كل ما نقوم به هو من أجل مجتمعنا أولاً، لأن مسيرتنا تتعزز من خلال وجودنا كبنك مستدام يعمل على إستدامة مشاريعه وأعماله، فلدينا اليوم بنك متنقل وعيادة متنقلة، ومكتبة متنقلة أيضاً نعمل في قطاع غزة على تشجيع الأطفال الصغار على القراءة والمطالعة والمعرفة والتفكير".
من جهته، حيا بدران جابر بإسم القوى الوطنية في الخليل كل من يساهم في تخفيف ألام فلسطيني قائلاً: "اليد التي تعالج مشكورة والتي تتبرع مشكورة فجميعنا يجب أن نتكامل لنعوض ما حرمنا الاحتلال منه ولنعمل معاً لنعيد لشعبنا روحه فالبرنامج الفلسطيني متعدد الوجهات والطرق".
وأصرت سهى الحطبة من حلحول إحدى الناجيات من مرض سرطان الثدي على المشاركة في مؤتمر إطلاق الحملة العربية للتوعية عن سرطان الثدي لتقدم للمتواجدات ولغيرهن عبر وسائل الإعلام تجربتها مع هذا المرض ولحثهن على المسارعة للكشف المبكر بما يسهّل عليهن العلاج ويشكل لهن طوق نجاة من الموت.
جهود مشتركة
وفي كلمة مؤسسة لجان العمل الصحي، قالت المديرة العامة للمؤسسة شذى عودة: "نجتمع اليوم هنا في خليل الرحمن بما تمثله من تجمع فلسطيني يعد الأكبر في فلسطين والأكثر إنكشافاً وعرضة للإعتداءات التي يمارسها الاحتلال والمستوطنين بحق سكانها وأرضها ومقدساتها وتاريخها، لمناسبة الأول من من أكتوبر اليوم العالمي لمكافحة سرطان الثدي ونحن نحمل رسالة النساء المتعافيات من هذا الورم للمجتمع وعبر المجتمع من أجل أن نتكاتف سوياً ونجمع جهودنا من أجل مواجهة هذا المرض وحماية نسائنا، وإننا في مؤسسة لجان العمل الصحي ونحن نطلق مع شركائنا الإستراتيجيين وعلى رأسهم بنك فلسطين الشريك الدائم معنا حملة التوعية عن سرطان الثدي من قلب الخليل وبمشاركة من مؤسساتها الفاعلة وفي مقدمتها المحافظة والبلدية والمؤسسات القاعدية والنسوية لنؤكد أننا أولينا النساء إهتماماً خاصاً في مسيرة عملنا منذ إنطلاقتنا من قلب العاصمة المحتلة مدينة القدس أواسط ثمانينيات القرن الماضي وخصصنا لهن البرامج والعيادات التي تتابع العمل معهن في مختلف مراحل العمر انطلاقا من ايماننا بحقهن في الصحة ذات النوعية الجيدة وحقهن بالوصول والحصول على الخدمات الصحية. وتوجنا هذا التوجه بولادة (دنيا)، المركز التخصصي لأورام النساء في آذار من العام 2011 كأول مركز صحي تشخيصي لأورام النساء في فلسطين يقدم خدماته التشخيصية والتوعوية للنساء الفلسطينيات عدا عن إسهامه في تأكيد وتعزيز ثقافة الكشف المبكر عن سرطان الثدي ما أنقذ حياة الكثيرات من النساء بالاستناد إلى الحقيقة العلمية التي تقول بأن نسب الشفاء من المرض في حال إكتشافه مبكراً تصل إلى 9 من كل 10 حالات".
سرطان الثدي الأكثر انتشارًا في فلسطين بين النساء
وأضافت: "لقد إستطاع دنيا بجهود طاقمه الصحي المؤهل والمدرب وإمكاناته المتطورة أن يقدم خدماته للنساء الفلسطينيات، بحيث سجلت سجلاته نمواً في أعداد المستفيدات والتي بدأت في العام 2011 ب 500 حالة لترتفع وتصل في العام 2017 إلى 2462 مراجعة منهن 1273 حالة جديدة جرى تشخيص 34 حالة منهن كمصابات بسرطان الثدي، كما أنجز المركز خلال العام 2017 الكثير من ورش العمل واللقاءات التوعوية والتدريبات على الفحص الذاتي للكشف عن سرطان الثدي والذي يعتبر ضرورة ملحة ومهمة من أجل مكافحة هذا المرض إستفادت منها حوالي 5000 إمرأة على مستوى الضفة الغربية. ومنذ فترة وجيزة سيّر العيادة الوردية المتنقلة لتصل النساء في مواقعهن وتحديدا المناطق النائية والمهمشة والأرياف، وذلك لغاية التوعية والكشف المبكر. وهذا العام ها نحن نطلق الحملة العربية الثالثة للتوعية بسرطان الثدي من الخليل بمشاركة مؤسسات متخصصة في الأورام النسائية في الأردن والجزائر والإمارات العربية المتحدة ومصر والسعودية والعراق والسودان ولبنان وبالطبع هنا في فلسطين وبمساهمة من الشركاء المحليين الذين واكبونا منذ البدايات بعد أن كانت طيلة السنوات الماضية تطلق من مدينة رام اللة بمشاركة محافظتها وبلديتها، وفي العام الماضي من مدينة نابلس لأننا نؤمن بأننا من الوطن كله وللوطن كله".
وأشارت عودة إلى أن سرطان الثدي يعد الأكثر إنتشاراً في فلسطين بين النساء من بين الأمراض السرطانية الأخرى وقد بلغت نسبته 17.8% من بين نسبة السرطانات الكلية. وهو يأتي بالدرجة الأولى بين السرطانات المبلغ عنها لدى الإناث والتي وصلت الى 33.7%.
وإنتهى المهرجان الخطابي بمسيرة إنطلقت من دوار إبن رشد وجالت الشوارع المحيطة تتقدمها الفرق الكشفية فيما أرتدى المشاركون والمشاركات ملابس حملت شعارات تدعو النساء للمسارعة بالكشف المبكر عن سرطان الثدي.