أريحا-نظم مكتب الممثلية اليابانية في فلسطين، يوم الثلاثاء، جولة ميدانية إلى عدد من المشاريع التي تمولها اليابان في محافظة أريحا والأغوار.
وشملت الجولة زيارة مدينة أريحا الزراعية الصناعية، وقصر هشام، الى جانب حضور افتتاح المسابقة الرقمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وافتتاح اجتماع رجال الأعمال اليابانيين والفلسطينيين.
وقال الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للمدن الصناعية والمناطق الصناعية الحرة د.علي شعث إن 37 شركة فلسطينية وقعت عقود إيجار مع مدينة أريحا الزراعية الصناعية، حيث باشرت 12 شركة بعملية الانتاج، لافتًا إلى أنه تم توظيف 200 فلسطيني في المدينة، وسيتم توظيف حوالي 3400 عند الانتهاء من المرحلة الثانية من المشروع.
وأشار شعث إلى أن المرحلة الأولى من المشروع ما زالت قيد التطوير، والتي تشمل 115 دونم، أما المرحلة الثانية فتشمل 500 دونم، والثالثة 500 دونم أخرى، موضحًا أن اليابان قدمت ما يزيد عن 21 مليون دولار لتطوير المدينة، كما دعمت مشاريع تنمية أخرى في أريحا مثل بناء الطرق ومنشأة لمعالجة مياه الصرف الصحي لاعادة استخدام المياه في ري المزروعات، ومحطة معالجة النفايات الصلبة، والتي تخدم جميعها التطور والنمو في مدينة أريحا الزراعية الصناعية.
جهود وتحديات
وحول التحديات المقبلة، قال شعث إن العمل متواصل لزيادة عدد المستأجرين واستقطاب المستثمرين، إلى جانب تأمين إمدادات ثابتة ومستقرة من المياه والكهرباء، وتطوير قنوات التوزيع للأسواق في الخارج.
ويعمل في المدينة حاليًا 12 شركة يتنوع انتاجها بين المشروبات والمنتجات الغذائية وإعادة تدوير الأوراق والصابون العضوي، والتي تعمل على تسويق منتجاتها في السوق الفلسطيني، إلى جانب التصدير إلى الخارج. وجرى تزويد المدينة بحقل للطاقة الكهروضوئية، وخزان مياه، بهدف تقليل التكاليف على المستثمرين.
فادي باكير، المدير التنفيذي لشركة المسرى للمشروبات والصناعات الغذائية، إحدى الشركات التي بدأت تعمل في مدينة أريحا الزراعية الصناعية، قال إن شركته تعمل على انتاج مشروبات تنافس في جودتها وسعرها نظيرتها الإسرائيلية والعالمية، لافتًا الى أن قيمة الاستثمار في الشركة بلغ قرابة ال5 مليون دولار، مؤكدًا على المدينة توفر العديد من العوامل الجاذبة للمستثمرين.
وتعد مدينة أريحا الزراعية الصناعية أحد المشاريع الريادية لمبادرة "ممر السلام والازدهار" والتي أطلقتها الحكومة اليابانية لتعزيز ودعم الاقتصاد الوطني المستدام لفلسطين من خلال التعاون الإقليمي. وخلال زيارة وزير الخارجية الياباني يوهي كونو إلى فلسطين في كانون أول 2017، تم الاعلان عن رفع مستوى المبادرة من خلال تعزيز قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتسهيل الخدمات اللوجستية.
شجرة الأمل
وقال سفير الشؤون الفلسطينية وممثل اليابان لدى فلسطين تاكيشي أوكوبو، "إن شجرة الأمل في مدينة أريحا الزراعية الصناعية تنمو بنجاح من بذرة صغيرة إلى شجرة أثمرت حتى الآن 12 شركة منتجة لأنواع متعددة من السلع وسبب هذا النجاح يعود إلى الجهود الهائلة التي يبذلها جميع الشركاء".
وأضاف السفير في كلمته خلال افتتاح المسابقة الرقمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات إن حكومة اليابان قررت تنظيم هذه المسابقة باعتبارها واحدة من أهم الخطوات لتجسيد خطة التطوير في المدينة، وبناء عليه باشر برنامج الأمم المتحدة الانمائي وبتمويل من حكومة اليابان بالتحضير لبناء مركز لتنمية القدرات الفلسطينية في قطاع الصناع من خلال إضافة طابقين لمبنى الإدارة في المدينة وتخطط اليابان لاستخدامه كقاعدة لدعم رواد الأعمال في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وشارك في المسابقة 13 مشروعًا من قطاع غزة و12 مشروعًا من الضفة الغربية، حيث جرى اختيار 5 أفكار ريادية، بإشراف اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية (بيتا) والحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (بيكتي)، وسيتم الاعلان النهائي عن الفائزين خلال أنشطة أسبوع فلسطين التكنولوجي (اكسبوتك 2018).
وتخلل الجولة في مدينة أريحا الزراعية الصناعية لقاء بين رجال أعمال فلسطينيين ويابانيين. وقال رئيس مجلس إدارة شركة أريحا لتطوير وإدارة وتشغيل المدينة الزراعية الصناعية، إن هذه اللقاء تأتي في إطار الدعم المتواصل الذي تقدمه الحكومة اليابانية لتطوير مدينة أريحا الزراعية الصناعية، لافتًا إلى أن هذه اللقاءات تقدم الفرصة للمشاركين لتبادل الخبرات وبناء القدرات وتشبيك العلاقات.
تغطية "الفسيفساء"
وفي قصر هشام، يتواصل العمل بأيدي فلسطينية وبإشراف من مهندسين يابانيين وتمويل من الحكومة اليابانية عبر الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، للكشف عن أرضية الفسيفساء الموجودة في منطقة "الحمام الكبير"، وبناء غطاء معدني على شكل قبة، يتضمن مسارات تتيح للزوار مشاهدة الفسيفساء.
وقال إياد حمدان مدير عام دائرة السياحة والآثار في محافظة أريحا إن هذا المشروع سيساهم في زيادة أعداد السياح والزوار القادمين إلى أريحا بشكل عام، وإلى قصر هشام بشكل خاص.
وأوضح أن الوزارة تعمل على تنفيذ مشروع تغطية أرضية الفسيفساء بسقف خاص سيأخذ بعين الاعتبار أهمية الموقع والحفاظ على المشهد الثقافي للقصر ومحيطه، على ألا يؤثر ذلك على القيمة الأثرية للموقع.
ومن المنتظر الانتهاء من المشروع في شهر تشرين ثاني من العام القادم.