الخليل-وفا-افتتحت وزيرة الاقتصاد الوطني عبير عودة، اليوم السبت، بالنيابة عن رئيس الوزراء رامي الحمدلله، أرض المعارض (هيبرون اكسبو) ، خلال إطلاق فعاليات ملتقى فلسطين الأول للتوظيف وريادة الأعمال.
واعتبرت عودة هذا الحدث من أنجع الأدوات الفعالة لتحسين عملية التوفيق بين جانبي العرض والطلب في سوق العمل للشباب، وأكبر دليل على انتصار الإرادة والعزيمة على المعيقات والتحديات التي جابهت هذا المشروع من أجل تجسيد فكرة إنشاء أرض المعارض الذي يعد مشروعا رياديا نفخر به جميعا.
وأكدت رسالة هذا الحدث في ضرورة تضافر كافة الجهود في هذه المرحلة، سعيا لاقتراح حلول ناجحة للعديد من التحديات التي يعاني منها مجتمعنا نتيجة التراكمات التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي، ملقية العبء الثقيل على كاهل شعبنا الفلسطيني، إضافة إلى تدمير البنية التحتية، والعراقيل التي يضعها بوجه التنمية الاقتصادية.
واستعرض عودة الإحصائيات الرسمية والدولية ذات الصلة بارتفاع معدلات البطالة والفقر في فلسطين ، حيث وصلت النسبة في الربع الأول من العام 2018 إلى (30.2%) من بين المشاركين في القوى العاملة، وبلغت في قطاع غزة 49.1%، مقابل 18.3% في الضفة الغربية.
وبينت أن هذا التسارع في ارتفاع نسبة البطالة والفقر استوجب تحرك الحكومة على كافة المستويات لكبح جماح الفقر والبطالة، انطلاقاً من أن رأس المال البشري الفلسطيني هو مصدر قوتنا الرئيسي والتي تم تضمينها في أجندة السياسة الوطنية" المواطن أولا".
وأوضحت أن أجندة السياسة الوطنية تضمنت: تحقيق الاستقلال الاقتصادي والسياسة الوطنية المتمثلة بتوفير فرص عمل لائقة للجميع، وتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسة الوطنية المتمثلة بالحد من الفقر، واستندت أجندة السياسة الوطنية إلى إيجاد بيئة مواتية وداعمة للأعمال التجارية وتشجع الاستثمار.
ولفتت وزيرة الاقتصاد إلى إدخال الحكومة العديد من الإصلاحات الهامة على الإطار التشريعي الاقتصادي، حيث تم سن القوانين واللوائح الجديدة والمعدلة بما في ذلك قانون ضمان الحق في المال المنقول، وإطلاق السجل في وزارة الاقتصاد الذي كان له الأثر في ترتيب فلسطين في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال (2018) حيث قفز ترتيب فلسطين 26 مرتبة، إضافة إلى تحديث قانون الشركات، قانون الملكية الصناعية والمنافسة.
وأشارت إلى الاستراتيجية الاقتصادية (2017 -2021) التي تركزت على إطلاق إمكانات النمو وإنشاء نظام تمكيني يحفّز الاستثمارات والابتكارات، حيث احتل قطاع المنشآت الاقتصادية المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر الحيز الأكبر، وتشكل أكثر من98% من المشروعات الاقتصادية العاملة في فلسطين، وتعتبر المشغل الرئيسي للأيدي العاملة فيها.
وتحدثت عن الإجراءات التي تم اتخاذها من أجل المساهمة في تخفيض معدلات البطالة المتزايدة خصوصا في صفوف الشباب والخريجين، من خلال العمل على زيادة إمكانية الحصول على التمويل للمنشآت الصغيرة وتمكينها من الحصول على التكنولوجيا الحديثة والابتكار والتطوير، إضافة إلى زيادة طاقتها الإنتاجية، من خلال تزويد الخريجين بالمهارات الأساسية المطلوبة في سوق العمل، وتشجيع التدريب المهني والعمل الحر، ودعم المشاريع المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر فنيا وإداريا، وبناء قدراتها للتوجه نحو التصدير، وتقديم حوافز في العديد من القطاعات الواعدة (الطاقة، التكنولوجيا)، وحوافز للمنشآت التي تشغل نسبة معينة من الأيدي العاملة.
ودعت عودة الشباب إلى أخذ زمام المبادرة للانطلاق في عالم الريادة، فالمستقبل اليوم يرتكز على الشباب والابتكار وريادة الأعمال، وإننا على ثقة بأن هذا الملتقى سيساهم في طرح الأفكار الإبداعية والتوصيات التي تساهم في خلق فرص العمل، وتشجيع الريادة بما ينعكس ايجابيا في بناء اقتصادنا الوطني وتجسيد دولتنا، فلا تّبنى البلاد إلا بسواعد أبنائها.
وأكدت أن الاستثمار في قطاع الشباب يمثل أبرز متطلبات التنمية في فلسطين، والارتقاء بواقعهم وأخذ دورهم الحقيقي وتوسيع نطاق مشاركتهم في كافة ميادين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، يحتل الأولويةً في عمل الحكومة الفلسطينية، لصنع التغيير وبناء المستقبل.
وثمنت عودة دور غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل، وكافة الشركاء في تنظيم أعمال الملتقى، ولكل من ساهم في إنجاح هذا العمل الوطني الهام.
وشاركت عودة بعد افتتاح أرض المعارض (هيبرون اكسبو) في جلسة حوارية ضمن فعاليات ملتقى فلسطين الأول للتوظيف وريادة الأعمال تم خلالها استعراض الجهود التي تبذلها الحكومة الفلسطينية لتحسين وتنمية الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل، ودمج الشباب في العملية الاقتصادية من خلال مجموعة البرامج والمشاريع التي تنفذها الحكومة علاوة على توفير البيئة المناسبة تستجيب لإبداعات وريادية الشباب.
بدوره، أعرب رئيس غرفة تجارة وصناعة الخليل محمد غازي الحرباوي، عن سعادته بهذا المشروع الكبير الذي ينم عن عقلية ريادية مبدعة تلمست حاجة السوق الفلسطيني وخرجت بمشروع يلبي احتياج حقيقي وواقعي، وقدم شكره للقائمين على المشروع وللجهات التي ساهمت بدعمه ومساندته من لحظة التخطيط له حتى لحظة افتتاحه.
وأكد دور الغرفة التجارية الرئيسي في التخفيف من حدة البطالة من خلال الشراكة مع المؤسسات ذات العلاقة وفي مقدمتها الجامعات الفلسطينية، مؤكدا أن غرفة الخليل تحرص دوما على رعاية المشاريع الريادية والإبداعية، وتنفيذ برامج التدريب النوعية، واستقبال طلبة التدريب الميداني من الجامعات الفلسطينية، كما خصصت برنامجا من خلال تحالف دمج الأشخاص ذوي الإعاقة لدمجهم في سوق العمل ونجحت على مدار عامين بتوظيف أكثر من 200 منهم في وظائف دائمة تتناسب مع وضعهم.
وقدم الحرباوي شكره لطواقم العمل التي وصلت الليل بالنهار لإخراج هذين الحدثين الهامين الى حيز الوجود، فكان نتيجة ذلك هذا الجمع الكبير والمميز من الشخصيات الرسمية ورجال الأعمال والأكاديميين والخريجين تحت سقف "هيبرون اكسبو"، ضمن الملتقى الفلسطيني الأول للتوظيف وريادة الأعمال الذي لا يقل أهمية عن مؤتمرات الغرفة التجارية السابقة.
بدوره، أثنى مدير عام "هيبرون اكسبو" رامي النتشة بالحضور الكريم، على دور المؤسسات التي ساندت هذا المشروع، مؤكداً أن "هيبرون اكسبو" هو مشروع لكل الوطن، وسيسعى لخدمة قطاع الأعمال في شتى المحافظات، من خلال عقد المعارض الدورية على مدار العام.
وأشار إلى أن المبنى القائم اليوم الذي تبلغ مساحته 2200 متر مربع يشكل المرحلة الأولى من المشروع، وستليها مرحلة أخرى بمساحة مماثلة خلال الفترة المقبلة.
وكرم النتشة وشريكيه عيسى النتشه وعبد الله زلوم وزيرة الاقتصاد الوطني، ممثلة رئيس الوزراء عبير عودة، ومحافظ الخليل كامل حميد، ورئيس بلدية الخليل تيسير أبو اسنينه، ورئيس الغرفة التجارية المهندس محمد غازي الحرباوي، ورئيس ملتقى رجال الأعمال محمد نافذ الحرباوي.
وأعرب صاحب فكرة ملتقى فلسطين الأول للتوظيف وريادة الأعمال، عضو اللجنة التحضيرية محمد حجازي، عن شكره للغرفة التجارية ممثلة برئيسها محمد الحرباوي لتبنيه فكرة الملتقى، كما قدم شكره لرعاة الملتقى.
من جانبه، أكد رئيس بلدية الخليل تيسير أبو اسنينه أن الخليل ريادية بطبعها، وعدد سلسلة من النشاطات التي نفذتها مؤسسات الخليل خلال الفترة الماضية وعلى رأسها الغرفة التجارية والبلدية، كما تطرق لعدد من المشاريع المستقبلية التي تخطط البلدية لتنفيذها.
من ناحيته، حيا المحافظ حميد أصحاب مشروع "هيبرون اكسبو" واللجنة القائمة على ملتقى فلسطين الأول للتوظيف وريادة الأعمال باسم الرئيس محمود عباس.
وأكد أن القيادة الفلسطينية تولي الخليل اهتماما خاصا، لتربعها على رأس قائمة المحافظات في مختلف القطاعات، وكانت كلية الطب الحكومية آخر ما قدمته الحكومة لهذه المحافظة الكبرى.
وقال: "سنشهد قريبا تدافع شركات القطاع الخاص والشركات الفلسطينية من كافة أنحاء الوطن للمشاركة في المعارض التي ستنظم في هيبرون اكسبو، ما سينعكس إيجابا على الحركة الاقتصادية في المحافظة".
وجال الضيوف برفقة رئيس الغرفة التجارية في أقسام "هيبرون اكسبو" واطلعوا على أجنحة الشركات التي حجزت مساحاتها للبحث عن موظفين مناسبين من حيث الخبرات والمهارات للوظائف المتاحة لديهم، واستمعوا من ممثل الشركات عن شرح للتحديات التي تواجههم في عمليات التوظيف.