القاهرة-معًا-أشرف سويلم- كشفت مصادر أمنية مصرية رفيعة المستوى ان مصر لم ولن تسمح بأي تنازل عن أي جزء من أراضيها أو تسمح بأي حلول اقتصادية لقطاع غزة مستقبلا انطلاقا من الارضي المصرية بسيناء وان ما سيجري فقط من حلول اقتصادية من داخل الاراضي الفلسطينية بقطاع غزة فقط بعيدا عن الاراضي المصرية في سيناء وهذا الامر متوافق عليه مصريا وفلسطينيا وعربيا.
كما كشفت المصادر المصرية عن توحد وتكاتف مصر والسعودية والأردن في إفشال "صفقة القرن" الامريكية وتقارب وجهات النظر بين الدول الثلاثة حول موقف هذه"الصفقة المشبوهة" التي تهدف الى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية نهائيا من خلال تمرير مشروعات اقتصادية واهية لقطاع غزة لإلهاء قطاع غزة عن الدعوة للمصالحة الفلسطينية.
وأضافت المصادر ان المساعدات الاقتصادية التي تلوح بها كل من امريكا وإسرائيل بهدف فصل غزة عن الضفة نهائيا وتحويل القضية الفلسطينية الى مجرد قضية مساعدات اقتصادية وليس قضيةاقامة دولة فلسطينية جميعها محاولات ومشروعات في طريقها للفشل لأنها بعيدة عن الثوابت الفلسطينية والعربية التي أقرها القانون الدولي بإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشريف وهو الامر الذي تحاول أمريكا وإسرائيل القفز عليه.
وتابعت المصادر ان امريكا تشعر بخيبة أمل كبيرة تجاه مصر تحديدا فيما يتعلق بتمرير صفقة القرن خاصة عقب اللقاء الاخير للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الوفد الامريكي الموفد من الرئيس ترامب للمنطقة لتمرير صفقة القرن بقيادة كبير مستشاري ترامب جاريد كوشنر وممثله الخاص للمفاوضات الدولية جيسون جرينبلات والذي استمع الوفد الامريكي لوجهة نظر الرئيس المصري أن مصر لن تقبل بغير أقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية وهو الموقف المصري الواضح والمحبط لصفقة القرن بالتوازي مع موقف كل من السعودية والاردن وهو عكس ما توقعته الادارة الامريكية من مراوغات مع اطراف عربية معنية بالقضية الفلسطينية قد يتغير موقفها وتستطيع الضغط على أبو مازن لتمرير الصفقة ولكن الادارة الامريكية مازالت مرتبكة بسبب مواقف مصر والأردن والسعودية تحديدا.
وأكد الكاتب الصحفي أشرف أبو الهول نائب رئيس تحرير جريدة الاهرام المصرية أن مبادرة صفقة القرن فشلت قبل أن تولد لأنها استبعدت الطرف الفلسطيني كما أن الاطراف المعنية لم تقبل بتمرير صفقة القرن التي لايوافق عليها الفلسطينيون أصحاب الشأن أولا كما لم ولن تقبل الدول العربية بحلول تستبعد مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية لذا صفقة القرن ولدت ميتة وستتلاشى مع الزمن ولن تتحرك قدما للأمام إلا اذا عدلتها الادارة الامريكية الحالية.
وأضاف أبو الهول أن السعودية ومصر والاردن رفضت صفقة القرن طالما لاتتماشى مع المبادئ المتفق عليها فلسطينيا وعربيا وهي اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع مع يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية كما ان مصر تقف بقوة وراء القيادة الفلسطينية ولن تسمح مصر لنفسها أن تتفاوض نيابة عن الفلسطينيين وقد لمسنا ذلك خلال لقاء الرئيس السيسي مع كبير مستشاري ترامب.
وانتقد أبو الهول تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو التي يلمح فيها اعلاميا بين الحين والاخر عن وجود دول عربية تدعم اسرائيل وتساندها وهي تصريحات تهدف الى الوقيعة بين الدول العربية.
كما أكد أبو الهول ان موقف حركة حماس من المصالحة الفلسطينية لن يتضح الا بعد خوض حماس جولة المصالحة الفلسطينية القادمة في القاهرة.