عفانة: إسرائيل تشنّ حرب اقتصادية شرسة على الشعب الفلسطيني

تاريخ النشر
خلال ندوة لمجموعة من الطلبة الأوروبيين

رام الله-أخبار المال والأعمال- قال الخبير الاقتصادي مؤيد عفانة، إن إسرائيل تشنّ حرب اقتصادية شرسة على الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع حرب الإبادة في قطاع غزة، والحرب في الضفة الغربية، سيّما في مدن شمال الضفة الغربية.

وأشار عفانة، خلال ندوة مع مجموعة من طلبة الجامعات الأوروبية من بلجيكا وفرنسا وإيطاليا، إلى أن الحرب الاقتصادية الإسرائيلية تتضمن أبعادا متعددة، منها التدمير الممنهج والشامل للبنية التحتية للاقتصاد في قطاع غزة، من مصانع ومنشآت الأعمال المختلفة، إضافة الى القيود على حركة التجارة والأفراد في الضفة الغربية من خلال 898 حاجزا وبوابة تقطع أوصال الضفة الغربية كافة، أما المحور الأخطر فهو احتجاز وسرقة الإيرادات العامة الفلسطينية، من خلال قرصنة إيرادات المقاصّة (عائدات الضرائب الفلسطينية)، والتي تشكل حوالي 67% من الإيرادات العامة للسلطة الفلسطينية.

واستعرض عفانة بلغة الأرقام الاحتجازات الإسرائيلية لإيرادات المقاصة، والتي بلغت حوالي (7) مليارات شيقل من أموال المقاصة منذ عام 2019 وحتى شهر بداية العام 2025، منها حوالي 2 مليار شيقل بدل ما تنفقه السلطة الفلسطينية على قطاع غزة، لخدمات التعليم والصحة والحماية الاجتماعية ومخصصات الفقراء، و3.7 مليار شيقل خُصمت تحت بند "مخصصات عائلات الشهداء والأسرى"، علاوة على احتجاز 1.2 مليار شيقل اقتطعت كرسوم ضريبة المغادرة إلى الأردن. حيث عملت إسرائيل ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، على اقتطاع أكثر من 50% من القيمة الإجمالية الشهرية لإيرادات المقاصة، إضافة الى تأخير تأخير تحويلها للسلطة الفلسطينية إلى أكثر من 15 يوما من تاريخ استحقاقها الشهري.

وأوضح عفانة أن إسرائيل وضمن خطتها لتصفير إيرادات المقاصّة، عملت على إقرار قانون عنصري غير شرعي بتعويض القتلى والمصابين الإسرائيليين من إيرادات المقاصّة وبأرقام فلكية تصل الى 10 ملايين شيقل لكل قتيل و5 ملايين شيقل لكل جريح، مشيراً إلى أن قرصنة واقتطاعات إيرادات المقاصة لها انعكاسات مالية خطيرة على الماليّة العامة، والتزامات السلطة الفلسطينية تجاه موظفي القطاع العام، والموردين، والخدمات المختلفة، مما فاقم من تراكم الأزمة المالية بسبب افتقاد السوق الفلسطيني للسيولة النقدية.

ودعا عفانة إلى رفع دعوى دولية على إسرائيل لقرصنتها إيرادات الشعب الفلسطيني، وانتهاكها الاتفاقيات الناظمة للعلاقة المالية ما بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، كما دعا الطلبة إلى إطلاق حملات ضغط ومناصرة في دولهم لوقف القرصنة الإسرائيلية، ووقف الحرب الاقتصادية على الشعب الفلسطيني.