
واشنطن-أخبار المال والأعمال- وافقت شركة "ألفابت"، الشركة الأم لـ"جوجل"، على الاستحواذ على شركة "ويز (Wiz)" للأمن السيبراني مقابل 32 مليار دولار نقداً، مُعززةً بذلك الصفقة بعد أقل من عام من فشل المفاوضات الأولية بسبب رغبة شركة الحوسبة السحابية الناشئة في البقاء مستقلة.
وصرحت الشركتان في بيان، يوم الثلاثاء، بأنه بمجرد إتمام الصفقة، ستنضم "ويز" إلى أعمال "جوجل" السحابية.
تأتي هذه الصفقة، التي ستكون الأكبر لشركة "ألفابت" حتى الآن، بعد أن رفضت "ويز" عرضاً بقيمة 23 مليار دولار من عملاق البحث على الإنترنت العام الماضي بعد عدة أشهر من المناقشات. في ذلك الوقت، انسحبت "ويز" بعد أن قررت أن السعي وراء طرح عام أولي قد يكون أكثر جدوى في نهاية المطاف. كما أثرت المخاوف بشأن التحديات التنظيمية على القرار.
منافسة مايكروسوفت وأمازون
يوفر شراء "ويز" لأعمال الحوسبة السحابية التابعة لـ"جوجل" منتجات أمنية جديدة لتقديمها للعملاء في سعيها للحاق بشركتي "مايكروسوفت" و"أمازون"، منافسيها الأكبر في السوق التنافسية سريعة النمو.
تقدم الشركة أدوات أمن سيبراني مخصصة للسحابة تعمل على جميع المنصات، مما يحدد التهديدات ويرتب أولوياتها عبر بيئات السحابة المعقدة في كثير من الأحيان للمؤسسات.
وأعلنت الشركتان في بيانهما: "ستستمر منتجات ويز في العمل وستكون متاحةً عبر جميع السحابات الرئيسية، بما في ذلك (أمازون ويب سيرفيسز) و(مايكروسوفت أزور) و(أوراكل كلاود)، وسيتم تقديمها للعملاء من خلال مجموعة من حلول أمن الشركاء".
وتأسست Wiz عام 2020، ونمت بسرعة، بمساعدة مجموعة من المستثمرين، من بينهم: "Greenoaks" و"Sequoia Capital" و"Index Ventures" و"Insight Partners" و"Cyberstarts".
وقُدّرت قيمة الشركة بـ12 مليار دولار في جولة تمويلية في أيار/ مايو 2024.
معضلة الموافقات التنظيمية
وصف الرئيس التنفيذي للشركة عساف رابابورت، عرض "ألفابت" السابق بأنه "متواضع"، لكنه قال آنذاك إنه يرحب بفكرة تطوير "ويز" لتصبح عملاقاً مستقلاً في مجال الأمن السيبراني، لمنافسة شركات مثل "كراود سترايك" و"بالو ألتو نتووركس".
كما رفضت الشركة الناشئة ومستثمروها عرض "جوجل" العام الماضي، ويعود ذلك جزئياً إلى مخاوف من إطالة أمد إجراءات الموافقة التنظيمية، حيث تُدقق هيئات المنافسة في الولايات المتحدة وأوروبا في قطاع التكنولوجيا بحثاً عن نفوذه الاقتصادي وقوته السوقية. وبينما يُرجح أن تُقدم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بيئةً أكثر مرونةً في التعاملات، إلا أن عرض ألفابت لشركة "ويز" قد يخضع لتدقيق من جهات مكافحة الاحتكار.
واجهت "جوجل" بالفعل العديد من التحديات في هذا الصدد، بما في ذلك اتهام وزارة العدل للشركة بإساءة استغلال هيمنتها في مجال البحث عبر الإنترنت. في تلك القضية، حكم قاضٍ فيدرالي العام الماضي بأن "جوجل" حافظت على احتكار غير قانوني في مجال البحث. وتواجه الشركة الآن قضية احتكار أخرى تتعلق بأدواتها الإعلانية الرقمية.
ويعمل في شركة "ويز" أكثر من ألفي موظف، معظمهم في مركز التطوير في تل أبيب ومكاتب المبيعات في الولايات المتحدة وأوروبا.
وبعد اتمام صفقة الاستحواذ، ستجني الحكومة الإسرائيلية نحو 13 مليار شيقل ضرائب، ما يعادل خُمس مدخولاتها من الضرائب. وستظل الشركة كقسم مستقل ضمن "ألفابت"، كما سيبقى مقرها الرئيسي في إسرائيل، ومن المتوقع أن يربح المؤسسون الأربعة ما بين 2 إلى 3 مليارات دولار لكل منهم، كما سيستفيد جميع موظفي الشركة من منح "البيع والحفاظ على الموظفين"، والتي تتراوح بين مئات الآلاف إلى ملايين الدولارات، بحسب المصادر الإسرائيلية.