رام الله-أخبار المال والأعمال- أعلنت مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية، عن حصول فلسطين على الاعتراف الدولي بشهادة المطابقة الوطنية، خلال فعالية وطنية نظمت في رام الله تحت رعاية رئيس الوزراء محمد مصطفى وبمشاركة عدد من الوزراء وممثلي القطاعين العام والخاص وشركاء دوليين، ما يعزز قدرة المنتجات الفلسطينية على المنافسة في الأسواق الإقليمية والدولية.
وفي كلمته، أشاد وزير الصناعة عرفات عصفور بهذا الإنجاز النوعي، مؤكدا أن الاعتراف الدولي يعكس التزام فلسطين بمعايير الجودة العالمية ويدعم تطلعاتها الاقتصادية.
وأضاف أن هذا التطور يعزّز الثقة بالمنتج الوطني، ويفتح آفاقاً جديدة للصناعات الفلسطينية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والتحديات التي تواجهها.
وشكر برنامج "تصدير" الممول من القنصلية البريطانية على دعمه المستمر وعلى الشراكة الاستراتيجية مع وزارة الصناعة ومع مؤسسة المواصفات والمقاييس، وكذلك شكر طواقم المؤسسة على جهودهم في تحقيق هذا الإنجاز.
الشراكة مع برنامج "تصدير"
بدوره، قدم مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس حيدر حجة، عرضاً تفصيلياً استعرض خلاله الفوائد الكبيرة لهذا الاعتراف الدولي، موضحاً الخطوات المطلوبة من القطاعين العام والخاص للاستفادة القصوى من هذا الإنجاز.
وأكد حجة أن المؤسسة مستمرة في تطوير البنية التحتية للجودة بما يخدم المصنّعين الفلسطينيين ويدعم تنافسيتهم عالمياً.
من جانبها، أكدت مدير التطوير في القنصلية البريطانية فيلدا استراتشان، أهمية الشراكة بين برنامج "تصدير" ومؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية للوصول إلى هذا الإنجاز.
وأشادت بالدور الفاعل للبرنامج في دعم الصناعات الفلسطينية وتمكينها من تلبية متطلبات الأسواق العالمية، مؤكدة أن الاعتراف الدولي هو ثمرة جهود مشتركة.
بدوره، أشاد سفير المملكة الأردنية الهاشمية عصام البدور بالجهود التي تبذلها مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية، مؤكداً أن المملكة ستواصل تقديم كافة التسهيلات والدعم لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتيسير حركة المنتجات الفلسطينية إلى الأسواق الأردنية والعالمية.
وأضاف أن هذا الإنجاز يعكس تطور البنية التحتية للجودة في فلسطين، ويعزّز مكانتها الاقتصادية على المستوى الإقليمي.
نقاشات مهمة
وشهدت الفعالية نقاشات مهمة، كان أبرزها كلمة رئيس الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة المواصفات والمقاييس نصار نصار، الذي أكد أن هذا الاعتراف الدولي يشكّل فرصة كبيرة للقطاع الصناعي الفلسطيني لتعزيز صادراته وتطوير منتجاته وفق المعايير الدولية.
ودعا نصار إلى ضرورة استمرار التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص لتوفير الدعم اللازم للصناعات الوطنية.
بدوره، أوضح رئيس اتحاد الغرف التجارية الصناعية الزراعية الفلسطينية عبده إدريس، أن الاعتراف الدولي يسهم في تحسين بيئة الأعمال وتسهيل حركة المنتجات الفلسطينية عبر الحدود، داعياً إلى تعزيز التكامل بين المؤسسات التجارية والصناعية لدعم الاقتصاد الوطني.
كما أعرب رئيس مجلس إدارة شركة سنقرط القابضة مازن سنقرط، عن فخره بهذا الإنجاز الذي يعكس تطور الصناعات الفلسطينية، مشيراً إلى أن الشراكة بين القطاعين العام والخاص هي السبيل الأمثل لتعزيز التنافسية وتحقيق التنمية الاقتصادية.
تجارب ناجحة للصناعات الفلسطينية
وشهدت الفعالية تقديم تجربتان ناجحتان لشركات استفادت من الاعتمادات الدولية.
وأوضح روبين الجولاني، ممثل شركة "إيجل فليكس"، أن الاعتراف الدولي بشهادة المطابقة ساعد شركته على تصدير منتجاتها إلى الأسواق الخليجية دون الحاجة لإجراءات فحص إضافي، مما وفر الوقت والمال ورفع مستوى الثقة بالمنتج.
من جانبه، أكد سليم أبو غزالة، ممثل شركة "الريف"، أن الاعتماد الدولي عزّز من قدرة شركته على تسويق زيت الزيتون الفلسطيني في الأسواق الأوروبية، مشيرًا إلى أن الاعتراف بمختبر الفحوصات الحسية للفريق الوطني الفلسطيني لتذوق زيت الزيتون كان له أثر مباشر في تحقيق هذا النجاح.
وفي ختام الفعالية، شددت مؤسسة المواصفات والمقاييس على ضرورة تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص للاستفادة من هذه الاعتمادات.
كما دعت المؤسسة، جميع الجهات الصناعية والتجارية إلى الانخراط في منظومة الجودة الوطنية، مؤكدة أن هذه الخطوة ستسهم في تحسين الإنتاج، وتعزيز مكانة المنتج الفلسطيني في الأسواق العالمية.
وقالت: "هذا الإنجاز لم يكن ليتم لولا الدعم المقدم من برنامج تصدير والشراكات الفعالة مع المؤسسات الدولية، مثل معهد المترولوجيا الألماني ومركز الاعتماد الخليجي، والجهود الكبيرة لمؤسسة المواصفات والمقاييس في بناء بنية تحتية قوية للجودة".
