دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة

تاريخ النشر
بدء عودة النازحين بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ (أ ف ب)

غزة-أخبار المال والأعمال- بعد 15 شهرا من حرب مدمرة، دخل اتفاق "وقف إطلاق النار" في قطاع غزة حيز التنفيذ بتأخير حوالى ثلاث ساعات.

وقبل يوم من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يحيي تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء آمال إحلال سلام دائم في قطاع غزة.

وبعدما كان من المقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار في الساعة 8,30 (6,30 ت غ)، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، قطاع غزة، ما أسفر عن 11 شهيدا، مشيرة إلى تأخير "حماس" في تحديد أسماء الرهائن الذين ستطلق سراحهم الأحد.

غير أن الحركة أعلنت بعد ذلك أنها سلمت “قائمة الأسماء” للوسطاء المصريين والقطريين فيما أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان تسلم القائمة.

وفي الدوحة، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في بيان “بدء وقف إطلاق النار” مشيرا إلى أنه "تم تسليم أسماء الرهائن الثلاثة الذين سيتم الإفراج عنهم اليوم للطرف الاسرائيلي، وهن ثلاث مواطنات إسرائيليات تحمل إحداهن الجنسية الرومانية وأخرى الجنسية البريطانية".

ومع بدء وقف إطلاق النار، بدأ آلاف النازحين العودة إلى منازلهم، واكتظت الشوارع الرئيسية في مدن القطاع المدمر بأعداد غفيرة من المواطنين العائدين إلى مناطقهم ولا سيما في الشمال سيرا على الأقدام أو في عربات تجرها دواب، حاملين أمتعتهم وخيمهم، وفق ما أفاد مراسلو فرانس برس.

وفي منطقة المواصي في خان يونس، قال محمد الربايعة النازح من رفح "الحرب دمرت مستقبلنا وحياتنا، البيوت أصبحت كومة ركام"، مضيفا "سنأخذ الخيمة معنا للعودة لموقع بيتنا في رفح وسنعيش حياتنا لحين إعماره".

من جانبه، أعرب محمد عبد المجيد النازح في دير البلح عن "شعور مختلط"، وقال إنه يشعر "بفرح لأن الحرب انتهت جزئيا وتوقف شلال الدم، وحزن على الأعداد الكبيرة من الضحايا ومآس متكررة تحتاج لسنوات حتى نتعافى منها".

وكان نتانياهو أعلن السبت أن "إسرائيل تحتفظ بحق استئناف القتال في غزة بدعم أميركي، متعهدا إعادة جميع الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني إلى ديارهم".

وشدد نتانياهو على أن المرحلة الأولى من الاتفاق ومدتها 42 يوما هي "وقف إطلاق نار مؤقت". وأضاف "إذا أجبرنا على استئناف الحرب فسنفعل ذلك بقوة"، لافتا إلى أن إسرائيل "غيّرت وجه الشرق الأوسط" منذ بدء الحرب.

بدوره، حذر وزير الخارجية الاسرائيلي جدعون ساعر من استمرار عدم الاستقرار الاقليمي اذا بقيت حماس ممسكة بالسلطة في غزة.

وأعلن حزب وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الأحد استقالته من الائتلاف الحاكم احتجاجا على اتفاق وقف إطلاق النار الذي وصفه بأنه "مشين" وبمثابة "استسلام لحماس".

وينص الاتفاق في مرحلة أولى تمتد ستة أسابيع، على الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في غزة. في المقابل ستُفرج إسرائيل عن 737 معتقلا فلسطينيا، على ما أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية السبت.

من جهتها، أعلنت مصر التي تؤدي دور وساطة في التهدئة بين إسرائيل وحماس، السبت أن إسرائيل ستطلق أكثر من 1890 فلسطينيا معتقلين لديها مقابل الإفراج عن 33 رهينة إسرائيليا في المرحلة الأولى من الهدنة.

– 600 شاحنة مساعدات –

وبحسب الرئيس الأميركي جو بايدن فإن المرحلة الأولى تتضمن أيضا انسحابا إسرائيليا من المناطق المكتظة بالسكان في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع الذي تقول الأمم المتحدة إنه مهدد بمجاعة.

وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي السبت أنه "تم الاتفاق على نفاذ 600 شاحنة يوميا" إلى داخل غزة، بينها "50 شاحنة للوقود".

وخلال المرحلة الأولى سيجري التفاوض على ترتيبات المرحلة الثانية لوضع "حد نهائي للحرب"، على ما قال رئيس الوزراء القطري محمّد بن عبد الرحمن آل ثاني.

ويفترض أن تتيح المرحلة الثانية الإفراج عن بقية الرهائن، على ما أوضح بايدن. أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستُكرس لإعادة بناء غزة وإعادة رفات الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.