مجلس شبابي الأغوار يطالب بتعزيز التعليم ودور الشباب في ظل الأزمات

تاريخ النشر

أريحا-أخبار المال والأعمال-طالب مجلس شباب الأغوار، الحكومة دعم الزراعة، وتعزيز الخدمات الصحية، وتطوير التعليم، وتمكين الشباب، مؤكدا أن هذه خطوات حيوية نحو تعزيز صمود المواطنين في الأغوار، وضمان حقوقهم الأساسية في ظل الاحتلال.

كما دعا المجلس كافة الجهات الرسمية والأهلية إلى تكثيف الجهود وتوحيد الصفوف من أجل تحقيق هذه المطالب، بهدف تحسين الوضع المعيشي في الأغوار وحماية الأرض والإنسان الفلسطيني.

تعزيز التعليم في الأغوار

وطالب المجلس في ختام قمته التي عقدت مؤخرا في محافظة أريحا والأغوار ومقام النبي موسى، وزارة التربية والتعليم العالي بتوفير التعليم في جميع مراحله، وبتعزيز قطاع التعليم في مناطق الأغوار الفلسطينية بدءًا من التعليم التمهيدي وصولًا إلى الثانوية العامة في كافة مناطق الأغوار.

ودعا إلى إنشاء مدارس جديدة وشُعب صفية في المناطق التي تفتقر إليها، لضمان حق الأطفال في التعليم، وتعزيز صمود الأهالي في وجه الاحتلال.

كما طالب بمشاركة واسعة من الشباب والمؤسسات المجتمعية، بتوفير وسائل نقل ملائمة للمعلمين والطلبة، وتقديم الدعم النفسي والإرشادي للطلبة لمساعدتهم على تجاوز التأثيرات السلبية الناجمة عن ممارسات الاحتلال.

وأكد المجلس، ضرورة دعم التعليم كأداة أساسية من أجل التنمية المستدامة وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

وهدفت قمة شباب الأغوار إلى تسليط الضوء على قضايا شباب الأغوار وتعزيز حضورهم في المشهد الاجتماعي والسياسي الفلسطيني.

وأكد المشاركون فيها، أهمية التعليم كحق أساسي لكل مواطن، وأداة رئيسية لبناء مجتمع قوي وقادر على مواجهة التحديات. مشددين على أن التعليم هو ركيزة أساسية لمستقبل الأجيال القادمة، وأن توفير بيئة تعليمية مناسبة هو واجب وطني، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة.

وأوضح مجلس الشباب، أن التعليم في الأغوار يعاني من العديد من الإشكاليات نتيجة للسياسات الإسرائيلية التي تعيق التنمية في المنطقة. لافتا الى ان أبرز تلك الإشكاليات تمثلت في نقص البنية التحتية التعليمية، مثل قلة عدد المدارس وبُعدها عن التجمعات السكانية، مما يضطر الطلبة للسير مسافات طويلة للوصول إليها. إضافة إلى ذلك، تفتقر العديد من المدارس إلى المرافق الأساسية، فضلاً عن استخدام غرف متنقلة (كرفانات) تفتقر إلى بيئة تعليمية مناسبة.

وأشار المجلس، إلى الإجراءات التعسفية التي تنتهجها (إسرائيل) في هدم المدارس وفرض أوامر وقف البناء على المنشآت التعليمية في مناطق الأغوار، بالإضافة إلى الاعتداءات التي يتعرض لها الطلاب والمعلمون من قبل الاحتلال والمستوطنين، لافتا إلى أن الفقر والظروف الاقتصادية الصعبة تشكل عائقًا كبيرًا أمام الأسر في الأغوار لتوفير احتياجات أبنائهم التعليمية.

تعزيز الخدمات الصحية

وبهذا الخصوص، طالب المجلس، الحكومة ووزارة الصحة بتعزيز البنية التحتية الصحية في الأغوار، من خلال بناء مراكز صحية جديدة، وتوفير عيادات متنقلة للوصول إلى المناطق النائية، إضافة إلى تأمين المعدات الطبية الحديثة وتسهيل الوصول إلى الخدمات الطبية عن طريق تسوية التنقلات التي تعرقلها الحواجز العسكرية الإسرائيلية.

واكد الشباب في قمتهم، ان قطاع الصحة في الأغوار يواجه تحديات كبيرة تتضمن نقص المراكز الصحية، صعوبة الوصول إلى الرعاية الطبية، وعدم توفر الخدمات الصحية المتقدمة.   

تعزيز دور الشباب في ظل الأزمات

وفي هذا السياق، دعا شباب الأغوار في قمتهم، الجهات الرسمية، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص إلى ضرورة دعمهم، وتعزيز دورهم في الاستجابة للأزمات والطوارئ، مشددين على أهمية دعم المبادرات الشبابية التي تسهم في تحسين الجاهزية لمواجهة الأزمات، سواء كانت بشرية أو لوجستية، من خلال توفير التدريب المناسب، وتنظيم فرق عمل شابة قادرة على الاستجابة السريعة، بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات المختلفة لضمان استجابة فعالة وشاملة.

وأكد مجلس شبابي الأغوار، ضرورة تمكين الشباب من التعبير عن آرائهم وطموحاتهم، ودعم مشاريعهم التي تهدف إلى تحسين الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الأغوار، وتعزيز صمود المواطنين في مواجهة المخاطر والتحديات التي تتعرض لها المنطقة.

وأظهر الشباب في قمتهم، قدرة استثنائية على التفاعل مع الأزمات ومواجهة التحديات. ففي الوقت الذي تتراجع فيه المؤسسات الرسمية وتضعف فيها خدمات الطوارئ، كان شباب الأغوار في طليعة المتطوعين والمبادرات الإغاثية والإنسانية.

كما أثبتوا دورهم البارز في توفير الخدمات الأساسية والمساعدة في التخفيف من معاناة المواطنين.

ويعتبر المجلس، مناطق الأغوار التي تشكل حوالي 30% من مساحة الضفة الغربية، بيئة خصبة لزيادة دور الشباب في تعزيز الصمود وتفعيل المبادرات المجتمعية لا سيما ان سكانها الذين يبلغ عددهم حوالي 68,779 نسمة، يعانون من التهميش والتهديدات المستمرة، في الوقت الذي يتعرضون فيه لمخططات إسرائيلية تهدف إلى ضم المنطقة بالكامل وللعديد من الانتهاكات الاحتلالية التي تفرض تحديات إضافية على حياة المواطنين الفلسطينيين.

تعزيز دعم الزراعة والتجمعات البدوية  

وفي هذا السياق، طالبت قمة شباب الأغوار، بتعزيز دعم الزراعة في الأغوار، وتوفير حوافز مالية للمزارعين، إلى جانب تقديم الدعم في المواد والمعدات اللازمة للقطاع الزراعي بكل جوانبه، بما في ذلك تفعيل مشاريع الري، وإعادة تأهيل الآبار الجوفية الزراعية.

ودعا مجلس الشباب وزارتي الزراعة و الصناعة، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، إلى إطلاق مبادرات وحملات وطنية لتعزيز الزراعة في الأغوار، ودعم التجمعات البدوية التي تعتمد على النشاط الزراعي كمصدر رئيسي لدخلها.

وأكد شباب الأغوار، أن مطالبهم هذه تتسق مع خطة التنمية الوطنية الفلسطينية الـ 19، التي أطلقتها الحكومة الفلسطينية في برنامجها للتنمية والتطوير للأعوام 2025-2026، والتي تضمنت مبادرات لدعم الزراعة المستدامة والأمن الغذائي.

كما أكدوا أن تعزيز الزراعة في الأغوار لا يقتصر على تحسين الوضع الاقتصادي للمزارعين فقط، بل هو جزء أساسي من صمود المواطنين في وجه سياسات الاحتلال ومحاولاته لتهجيرهم ومصادرة أراضيهم، وفي ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه قطاع الزراعة، وخصوصًا في منطقة الأغوار التي تعتبر ساحة للممارسات الاستيطانية الإسرائيلية.

وشدد مجلس شبابي الأغوار، على أهمية تعزيز الزراعة ودعم المزارعين في هذا القطاع، الذي يمثل أحد أعمدة الاقتصاد الفلسطيني وأداة أساسية في مقاومة الاستيطان والحفاظ على الأراضي، لا سيما انه يعاني من تراجع ملحوظ في مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، حيث انخفضت هذه النسبة من 12% عام 1994 إلى 5.6% في عام 2023.

وأكدت قمة شباب ان الزراعة في الأغوار تمثل ركيزة أساسية للأمن الغذائي الفلسطيني، حيث تشكل مصدر دخل رئيسي للعديد من العائلات، وخاصة في المناطق الريفية كما تُعد منطقة الأغوار بموقعها الاستراتيجي أرضًا خصبة للزراعة بكل جوانبها، سواء كانت زراعة نباتية أو حيوانية، ومع ذلك، تواجه تحديات كبيرة، حيث أن حوالي 90% من أراضيها تحت السيطرة الإسرائيلية، ويُخطط الاحتلال للضم الفعلي لها، مما يهدد استمرار النشاط الزراعي فيها.