رام الله-أخبار المال والأعمال- وقّع بنك فلسطين وصندوق الاستثمار الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، اتفاقية شراكة استراتيجية لدعم مبادرة RISE Palestine التي تهدف لدعم منظومة الابتكار والشركات التكنولوجية الناشئة في فلسطين، التي تضرّرت بشدة جراء الحرب المدمرة على قطاع غزة والتي تقوم "انترسيكت"، وهي في صدارة التأثير الاجتماعي وجهود الريادة والابتكار لمجموعة بنك فلسطين، بتنفيذها.
وبموجب الاتفاقية، ينضم صندوق الاستثمار الفلسطيني كشريك استراتيجي في المبادرة التي تهدف إلى دعم العاملين في قطاع التكنولوجيا في قطاع غزة، إلى جانب بنك فلسطين وعدد من رجال الأعمال الفلسطينيين المغتربين والعرب في منطقة الخليج العربي، من خلال المساهمة بتقديم دعم بقيمة 150,000 دولار أميركي.
وأدت هذه المساهمة إلى الوصول إلى الهدف التمويلي اللازم لإطلاق المبادرة وفتح باب التقديم للمنح التمويلية، والبالغ 500 ألف دولار أميركي، بعد مساهمة بنك فلسطين منذ إطلاق المبادرة في آذار/مارس الماضي بذات القيمة، بالإضافة إلى مساهمة رجال الأعمال المغتربين والعرب في مبالغ متباينة وصل بعضها إلى 100,000 دولار أميركي.
ويتكون برنامج RISE Palestine من منحتين رئيستيْن، حيث تستهدف المنحة الأولى، وهي منحة الشركة الناشئة؛ 50 شركة فلسطينية ناشئة في قطاع التكنولوجيا في مراحلها المبكرة، في قطاع غزة والضفة الغربية، لتوفّر لها دعمًا ماليًا لنشاطاتها اليومية من أجل ضمان استمراريتها وتطوّرها، وتبلغ قيمة المنحة بحدٍّ أقصى 50 ألف دولار أميركي.
فيما تقدم المنحة الثانية، منحة الفريق، منحًا للشركات القائمة بحدٍّ أعلى يبلغ 10 آلاف دولار أميركي، كما تقدم منحًا للمتعاقدين المستقلين [Freelancers] بحدٍّ أعلى قيمته 1,500 دولار أميركي شهريًا لفترة قد تصل بحد أقصى إلى تسعة أشهر، وذلك من أجل توفير رواتب موظفيها المقيمين في غزة، ورواتب موظفين بدلاء مؤقتين يقيمون في الضفة الغربية والقدس الشرقية، كتعويض عن الخسائر، ما يمكّن الشركة من الاستمرار في احترام التزاماتها التعاقدية مع الشركات الخارجية التي تقوم بخدمتها وتعزيز فرصة استدامتها.
وتتمثل مهمة مبادرة RISE Palestine في تحديد وتوفير الاحتياجات الأساسية والضرورية للمواهب والكوادر التكنولوجية والشركات الناشئة في فلسطين مع التركيز على قطاع غزّة. وقد عمل بنك فلسطين على إطلاق المبادرة انطلاقًا من إيمانه بضرورة حماية هذه المنظومة في الضفة الغربية وقطاع غزة، والحفاظ على مواهب وإنجازات الشباب الريادي التي جذبت خلال السنوات الماضية اهتمام الشركات التكنولوجية العالمية والخبراء الدوليين. لذا، يحرص البنك على العمل مع الشركاء المحليين والدوليين من أجل توفير الدعم العاجل لضمان صمود هذا القطاع واستمراريته في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، كما يعمل البنك على تشجيع رياديي الضفة على المساهمة في دعم نظرائهم في قطاع غزة لمواجهة هذه المحنة.
ويُشرف على برنامج المنح RISE Palestine ثلاث لجان هي: المجلس الاستشاري ولجنة التقييم والاختيار واللجنة المالية، وذلك لضمان شفافية وفعالية إدارة البرنامج.
وتتألف اللجان من شخصيات مرموقة وخبراء مختصين في مجال الريادة والتكنولوجيا، حيث يساهمون بشكل أساسي في الإشراف الاستراتيجي على البرنامج، وتقييم طلبات المنح الواردة، واختيار المستفيدين والإدارة المالية لموارد البرنامج.
وعبّر المدير العام لبنك فلسطين محمود الشوا، عن فخره بهذه الشراكة التي تتوج جهود البنك والصندوق نحو دعم وحماية المنظومة الريادية في فلسطين، وخصوصًا تلك التي تأثرت جراء الحرب المتواصلة على أهلنا في قطاع غزة. وأشار إلى أن مثل هذه الشراكات تعزّز من قدرتنا على مجابهة التحديات والصعاب التي نواجهها دائمًا، معربًا عن أمله بأن تظلل روح الشراكة والتعاون بين المؤسسات الفلسطينية كافة، بقطاعاتها الحكومية والمدنية، وعبر شركات القطاع الخاص، لتتوج وحدتنا في مواجهة الظروف الصعبة.
بدوره، قال مدير عام صندوق الاستثمار الفلسطيني فادي الدويك، تعقيبًا على الاتفاقية: "فخورون بالانضمام كشريك استراتيجي في هذه المبادرة التي يقودها بنك فلسطين، والتي تكمن في صلب أولويات الصندوق الهادفة إلى دعم وتمكين الشركات التكنولوجية، وخاصة في قطاع غزة. وتشكّل هذه المبادرة جزءًا من جهود الصندوق واستراتيجيته بالاستثمار المؤثر، حيث تحقيق الأثر يشمل الأثر الاجتماعي وتمكين صمود المواطنين، خاصةً أمم استمرار الحرب والعدوان". وشدد الدويك على أن الصندوق سيواصل العمل وفق الإمكانيات المتاحة لتقديم الدعم لأبناء شعبنا، بطريقة مستدامة، وتحقق الأثر المطلوب.
وأشاد بالتعاون الاستراتيجي مع بنك فلسطين، وأهمية تكاتف مؤسسات القطاع الخاص كافة للعب دورها، سواء في دعم صمود المواطنين والوقوف معهم خلال الأزمات، أو تحقيق الأثر التنموي اللازم لإعادة الاقتصاد الوطني إلى دورته الطبيعية، على طريق النمو والاستدامة رغم التحديات.
بدورها، تحدثت رئيسة مجلس إدارة انترسيكت د. منى ضميدي، عن الجهود التي بذلتها الحاضنة منذ تأسيسها في العام 2020، بهدف تمكين الشباب الريادي الفلسطيني، وحجم الأعمال والمشاريع والوظائف التي وفرتها المشاريع التي يسرتها الحاضنة.
كما عبرت عن شكرها وتقديرها لبنك فلسطين ولصندوق الاستثمار الفلسطيني للشراكة المؤثرة التي انطلقت في ظل أصعب الظروف التي تعيشها فلسطين، خاصة قطاع غزة.
ويمثل انضمام صندوق الاستثمار الفلسطيني لهذه المبادرة، استكمالاً لجهود الصندوق لدعم صمود أهلنا، خاصةً في قطاع غزة، حيث كان الصندوق قد أطلق، خلال العام 2023، "برنامج غزة التمويلي" بحجم 1 مليون دولار، بتمويل ذاتي بهدف دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع غزة، استهدف كافة المشاريع الصغيرة والمتوسطة العاملة في مختلف القطاعات كالصناعة والخدمات والتجارة وتكنولوجيا المعلومات والأعمال الحرفية، والتعليم، والصحة، وغيرها. وحتى أيلول/سبتمبر من العام 2023، تم تنفيذ المرحلة الأولى من هذا البرنامج.
وفي أعقاب العدوان والحرب على قطاع غزة، قام الصندوق بدراسة تطويع الإمكانيات والشراكات المتعددة ضمن البرنامج، بهدف إعادة تشكيله ليتناسب مع تبعات الحرب والعدوان على القطاع، وبما يلبي الاحتياجات الطارئة التي خلّفتها الحرب المتواصلة ضد أبناء شعبنا، من خلال توظيف المبلغ المخصص للبرنامج بالكامل لهذا الغرض. وعليه، يجري العمل على تنفيذ عدد من المبادرات، منها تقديم الدعم من خلال المنح لعدد من المنشآت الصغيرة ومتناهية الصغر في قطاع غزة والتي تضررت بفعل الحرب، بهدف إعادتها للعمل، والانضمام إلى مبادرة "Rise Palestine"، فيما تتم دراسة مبادرات أخرى سيتم الإعلان عنها في حينه.
كما ركّز الصندوق منذ بداية الحرب والعدوان على دعم المبادرات المجتمعية ضمن برنامج المسؤولية المجتمعية التي تستهدف تقديم الدعم الإنساني في القطاع، حيث قدّم الصندوق دعمًا لثماني مبادرات مجتمعية بقيمة وصلت إلى أكثر من 100 ألف دولار أميركي، شملت تقديم مساعدة طارئة ووجبات غذائية ومستلزمات نظافة ومستلزمات طبية للنازحين، وتوزيع بطانيات على النازحين، وتوفير سلال غذائية تحتوي على مواد غذائية ضرورية، وتوفير طرود صحية للنساء، وتوفير سلال خضار للأسر النازحة، وتوفير حقائب الكرامة للنساء الحوامل والأطفال الرضع، وتكية غذائية للأهالي النازحين.
ودعا شركاء RISE Palestine داعمي منظومة الابتكار والريادة الفلسطينية، للمشاركة والمساهمة في المبادرتين من أجل ضمان تعافي منظومة الريادة في غزة خاصّة، وفلسطين عامّة، وتعزيز صمودها وفرص نموها وتطورها.