رام الله-أخبار المال والأعمال- أقر مجلس الوزراء، في جلسته الأسبوعية، اليوم الإثنين، ملحق الموازنة للعام 2023، وأوصى بالتنسيب للرئيس محمود عباس لإرفاقه بقانون الموازنة الذي تم إقراره بالعناصر الرئيسية الخاصة للإيرادات والنفقات في جلسة سابقة.
وكان مجلس الوزراء قد أفرد جلسة اليوم لمناقشة ملاحق قانون موازنة الطوارئ للعام 2023، حيث قدم وزير المالية شكري بشارة وطاقم إعداد الموازنة في الوزارة عرضا للسيناريوهات المحتملة للإيرادات والنفقات، واعتماد الأرقام النهائية الخاصة بذلك، حيث اعتمدت الموازنة هذا العام كموازنة طوارئ نقدية، يتم الصرف منها وفق ما يتاح من تدفقات نقدية على الخزينة، علما أن الموازنة تعاني من عجز لا يقل عن 360 مليون دولار، بدون الاقتطاعات الإسرائيلية الجائرة التي تتعرض لها الخزينة العامة، ما يرفع سقف العجز إلى ما يزيد على 610 ملايين دولار.
وأعرب مجلس الوزراء عن تقديره للجهد المبذول في إعداد الموازنة، في ضوء التحديات المالية والسياسية التي تفاقم من المعاناة التي يمر بها شعبنا.
وأشار رئيس الوزراء محمد اشتية، في كلمته بمستهل الجلسة (رقم 200) التي عقدت في مدينة رام الله، إلى أنه وبسبب ارتفاع الخصومات الإسرائيلية التي بلغت شهريا نحو 250 مليون شيقل، إضافة إلى تراجع المساعدات الدولية المخصصة للموازنة، ومطالب النقابات وموظفي الدولة العموميين، اضطرت الحكومة أن تقترض من البنوك ليتم دفع راتب شهر آذار خلال أيام، كما سيتم دفع راتب شهر نيسان قبل إجازة عيد الفطر، ليتمكن الموظفون من تلبية التزاماتهم المالية خلال إجازة العيد.
ودعا رئيس الوزراء المعلمين جميعا إلى العودة إلى مدارسهم مع نهاية الإجازة يوم الأحد المقبل، وتعويض ما فات الطلبة من دروس حسب الجدول المعد من قبل وزارة التربية والتعليم.
وقال: "نحترم الاتفاقيات التي وقعت معهم، والتي أساسها إضافة 15% على القسيمة، وسنقوم بذلك، وسيدفع 5% منها هذا الشهر، أما الـ10% الباقية فسترصد لهم على القسيمة وهي مدرجة في موازنة 2023، وسنفي بالتزاماتنا هذه جميعاً تجاهكم، وإن شاء الله نتمكن من ذلك قبل نهاية العام الحالي".
وتابع: "ولكن إذا استمرت الأزمة المالية وتعذر علينا ذلك، فنريد منكم أن تتفهموا وتحملوا معنا العبء، وتحملوا معنا هم البلد دون الإجحاف بما لكم، أقول هذا للمعلمين وللجميع".
وشكر اشتية الرئيس محمود عباس على حكمته وتوجيهاته، وأعضاء اللجنة المركزية، والمجلس الثوري، وأمناء سر الأقاليم، وكوادر حركة "فتح"، وقيادات الفصائل الوطنية والأجهزة الأمنية، وأولياء أمور الطلبة، ووزارتي التربية والتعليم والمالية، والشخصيات المجتمعية على ما بذلوه من جهد إيجابي "من أجل سير العملية التعليمية، وانتظامها، ومن أجل غد مشرق لأبنائنا الطلبة الأعزاء".
وتابع: "نحن شعب تحت الاحتلال ونواجه المحتل في ظروف صعبة، سياسياً وأمنياً واقتصادياً ومالياً، وهناك عدوان مستمر على شعبنا وأرضنا، إن هذا الظرف غير الطبيعي يحتاج منا وحدة موقف ووضوح رؤية، والتفافاً حول هدف واحد وهو إنهاء الاحتلال، والالتفاف حول قيادتنا وألا ندخل في صراعات جانبية تأخذنا بعيداً عن هدفنا الأساسي".
وقال رئيس الوزراء: "إن الخصومات المالية الإسرائيلية، وتراجع بعض المانحين، هدفهما الضغط علينا وإخضاعنا، ولكن يعلم الجميع أننا لا نقايض السياسة بالمال، والمهم أن نتحمل بعضنا بعضاً، ونفهم واقعنا الذي نعيشه، وأن يكون الذي بيننا هو لغة الحوار، من أجل الوصول إلى حد أدنى من التفاهم".