القاهرة-أخبار المال والأعمال- ينعقد "مؤتمر القدس 2023 تعزيز صمود، تنمية واستثمار" في مقر جامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، اليوم الأحد، بحضور الرئيس محمود عباس وعدد من القادة ووزراء الخارجية العرب.
وعلمت صحيفة "الأيام" الفلسطينية المحلية أن عددا من القادة العرب قرروا المشاركة في المؤتمر الذي كشف وزير شؤون القدس فادي الهدمي أنه سيقدم له أكثر من 82 مشروعا جاهزة للتنفيذ، بما في ذلك صندوق للتعليم وفي قطاعات الصحة والسياحة، بما فيها الفنادق والإسكان وقطاعات الاقتصاد والشباب والمرأة.
وسيتناول المؤتمر 3 محاور رئيسية وهي: المحور السياسي والمحور القانوني والمحور الاقتصادي والتنمية، حيث يُتوقع إصدار بيان سياسي عربي مهم بشأن القدس وتشكيل فريق قانوني عربي، إضافة إلى الإعلان عن عدد من المشاريع في المجال الاقتصادي والتنموي.
وكان جرى التحضير لهذا المؤتمر منذ 6 أشهر عبر اتصالات فلسطينية حثيثة، من خلال وزارتَي شؤون القدس والخارجية والمندوبية الفلسطينية لدى جامعة الدول العربية، مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إضافة إلى إعداد وزارة شؤون القدس لقائمة المشاريع بالتشاور مع ممثلي القطاعات المختلفة بالمدينة.
وكان الرئيس عباس وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة، السبت، للمشاركة في أعمال المؤتمر، حيث من المقرر أن يلقي كلمة سياسية مهمة تتعلق أساسا بموضوع القدس.
ووصل إلى القاهرة خلال اليومين الماضيين العشرات من المقدسيين من مختلف القطاعات والخبراء والقانونيين وممثلي المؤسسات العامة والخاصة ورجال الأعمال للمشاركة في أعمال المؤتمر.
وينظر المواطنون بأهمية بالغة إلى انعقاد المؤتمر، سيما في هذه المرحلة التي تشتد فيها الهجمة الإسرائيلية على المدينة وسكانها.
وتشهد العاصمة المصرية اتصالات سياسية كثيفة من أجل إنجاح المؤتمر الذي يعتبر الأول من نوعه الذي يعقد في مقر الجامعة العربية لبحث موضوع القدس.
الهدمي: قمة من أجل القدس
واعتبر الهدمي أن "مشاركة الرئيس والحضور العربي الرفيع له دلالة سياسية بالتأكيد على ان القدس ما زالت قضية العرب الأولى، ولا أذكر حدثا مثل هذا المؤتمر بالجامعة العربية لبحث موضوع القدس، وبالتالي فنحن أمام حدث مهم، وكان عملاً متكاملاً ومشتركاً على مستوى القدس ومرجعياتها ووزارة شؤون القدس ومنظمة التحرير الفلسطينية ووزارة الخارجية، وخصوصاً مندوبية فلسطين لدى الجامعة العربية التي كان لها دور كبير في تحريك العجلة وفي عملية الوصول الى هذا اليوم".
وأضاف: "تمكنا من خلال هذا الحشد أن يكون هناك مؤتمر رفيع للقدس بهذا التوقيت، وعلى أجندة المؤتمر محور قانوني ومحور تنموي اقتصادي ومحور سياسي، وأهم ما فيه أن هناك دلالة سياسية، فقد استطعنا نحن الفلسطينيين والمقدسيين أن نضع القدس على الخارطة في قلب جامعة الدول العربية".
وتابع الهدمي: "عندما بدأنا قبل 6 أشهر بالتحضير للمؤتمر كنا نفكر بأن يكون هذا المؤتمر مختلفاً عما قبله، لأن الوجع الموجود في القدس كبير جداً، والتوقيت صعب بوجود حكومة يمينية إسرائيلية متطرفة لا تريد الوجود الإسلامي والمسيحي في القدس أصلا أن يكون، وبالتالي فإن أهمية هذا المؤتمر هو في هذا التوقيت والحشد".
وأشار وزير شؤون القدس إلى أن "الحضور النوعي الرفيع الذي سوف تشهده القاهرة اليوم هو قمة من أجل القدس، وقد تحقق هذا الإنجاز السياسي حتى قبل عقد المؤتمر، فوجود الرئيس والحضور الرفيع الذي ستشاهدونه له دلالة سياسية هامة جداً".
وكشف الهدمي النقاب عن أنه "تم تشكيل فريق قانوني عربي على مستوى رفيع ليساند الجهود القانونية الفلسطينية في مواجهة ما يجري في المدينة، وخاصة الشيخ جراح وسلوان وجبل المكبر والعيسوية والبلدة القديمة وكل بقعة في القدس".
وقال: "إن مخرج المساندة القانونية العربية الرفيعة لاستكمال جهود وزارة الخارجية والقيادة الفلسطينية، بما يخص الملفات ورفعها إلى المحاكم الدولية بشأن الاستيطان وهدم المنازل والإخلاء القسري والأسرى والتعليم".
وأضاف: "لا يوجد لدينا عصا سحرية، ولكن لدينا إرادة وشعب عظيم في القدس، فشباب وشابات القدس هم حماة المدينة ونستمد منهم الطاقة".
خوري: أهمية المؤتمر بنتائجه وقراراته وتوصياته
وقال رمزي خوري، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، "لقد تحول الى مؤتمر قمة من أجل القدس، بحضور رؤساء إضافة إلى الرئيس محمود عباس، وكل هذا الحشد هو من أجل القدس والمحافظة على المقدسات الإسلامية والمسيحية".
وأضاف: "أهمية المؤتمر بنتائجه وقراراته وتوصياته، ونحن يهمنا التوصيات والمتابعة، فأي قرارات وأي توصيات بدون متابعة ستكون صعبة".
وتابع خوري: "إن شاء الله هذا المؤتمر سيعتمد مشاريع كبيرة تمول من الصناديق العربية والإسلامية ومن الدول بما يعطي نفساً كبيراً لأهلنا في القدس وصمودهم وبقائهم".
الحسيني: نشعر بشيء من التفاؤل، فحجم العمل كبير
بدوره، قال عدنان الحسيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة القدس فيها: "القدس بأمسّ الحاجة لهذا اللقاء لمحاولة نقل كل ما يدور في المدينة من أوجاع وآلام إلى كل العالم، فالأوضاع بالمدينة في غاية الصعوبة وتحتاج الى قرارات صعبة وقوية، حتى نتمكن من استمرار رباطنا وحفاظنا على مقدساتنا ومدارسنا".
وأضاف الحسيني: "نحن نلتقي ونشعر بشيء من التفاؤل، فحجم العمل كبير والترتيبات كانت كبيرة جداً، ونشكر وزارة شؤون القدس ووزارة الخارجية وكل من ساهم في هذا العمل، ونتأمل أنه بعد ٦ أشهر من العمل الجاد أن تكون النتائج مُرضية لأهل القدس ومؤسسات المدينة".
وكان عُقد مساء السبت لقاء في العاصمة المصرية بحضور المشاركين من مدينة القدس، تم خلاله التداول بشأن التحضيرات للمؤتمر ومُخرجاته المتوقعة.