مخ الإنسان يتجاوب بطريقة مختلفة مع نفس نوعية التناقضات والانفعالات حسب الحالة المزاجية التي يمر بها
واشنطن-أخبار المال والأعمال- بينت دراسة أميركية أنه عندما يكون الشخص في حالة مزاجية سيئة فإنه يكون أكثر قدرة على رصد أي تناقضات في النصوص اللغوية المكتوبة.
وتهدف هذه الدراسة التي أجراها فريق بحثي من جامعة أريزونا الأميركية ونشرتها الدورية العلمية "فرونتيرز إن كوميونيكيشن" إلى استكشاف طريقة تفاعل المخ مع اللغة عندما يكون الشخص في حالات مزاجية مختلفة.
ونقل الموقع الإلكتروني "ميديكال إكسبريس" المتخصص في الأبحاث الطبية عن الباحثة فيكي لاي المتخصصة في مجال علم النفس والعلوم الإدراكية بجامعة أريزونا قولها "لقد تبين لنا أنه عندما يكون الشخص في حالة مزاجية سيئة، فإنه يكون أكثر حرصا وتحليلا عند التعامل مع اللغة، حيث يقوم الشخص في هذه الحالة بفحص النص المكتوب فعليا ولا يرتكن إلى المعلومات التي يحتفظ بها بالفعل بخصوص الموضوع المطروح".
وفي إطار الدراسة، كان يتم قياس الحالة المزاجية للمتطوعين لتحديد ما إذا كانوا في حالة نفسية إيجابية أو سلبية وقت الخضوع للتجربة، ثم يتم إسماعهم تسجيلات صوتية لقصص قصيرة من أربع عبارات، مع إطلاعهم في الوقت نفسه على نسخ مكتوبة من هذه القصص على شاشة كمبيوتر. وكانت بعض القصص المطروحة في إطار التجربة تحتوي على تناقضات مع معلومات لغوية معينة.
دراسة تستكشف طريقة تفاعل المخ مع اللغة عندما يكون الشخص في حالات مزاجية مختلفة
وتبين من خلال الدراسة أن المتطوعين استطاعوا رصد التناقضات اللغوية في النصوص المكتوبة عندما كانوا في حالة مزاجية سيئة تعكس عضبهم وانفعالاتهم، في حين أنهم لم يستطيعوا اكتشاف نفس نوعية التناقضات عندما خضعوا للتجربة وهم في حالة مزاجية جيدة.
وتوضح الباحثة لاي أن "مخ الإنسان يتجاوب بطريقة مختلفة مع نفس نوعية التناقضات حسب الحالة المزاجية التي يمر بها"، فالحالة المزاجية السيئة تجعله أكثر ميلا للتحليل.
ومنذ أكثر من قرن تم التأكّد من أن مقدرة الفرد القصوى على استيعاب اللغة تقع في الأغلب بالشق الأيسر من الدماغ، وبالتحديد في جزأين: منطقة بروكا (المرتبطة بإنتاج الكلام والنطق)، والثانية هي منطقة فيرنيك (المسؤولة عن الإدراك)، وأي ضرر يمكن أن يلحق بأيّ من هذين الجزأين، سواء جراء إصابة أو سكتة، يمكنه أن يؤدي إلى مشاكل في اللغة أو الكلام.
وخلال العقود الماضية اكتشف علماء الأعصاب بأن استيعاب اللغة والكلام وتحليلهما ليسا بالعملية البسيطة، وأنهما لا يقتصران على جزأين فقط من الدماغ أو على شق واحد منه، وأن الدماغ يمكنه أن يكبر حجماً كلما تعلّم الفرد لغات جديدة.
وإذ كشفت دراسات حديثة بأن الكلمات ترتبط بمناطق مختلفة من أدمغة البشر وفقاً لموضوع الحديث أو معناه، يهدف علماء الأعصاب إلى إعداد رسم ثلاثي الأبعاد للمواقع التي يتفاعل بها الدماغ مع الكلمات المختلفة، وذلك بإجراء مسح لأدمغة أشخاص خلال استماعهم لمحطة راديو لعدة ساعات.