رام الله-أخبار المال والأعمال- احتفى اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية –بيتا، بإطلاق فعاليات أسبوع فلسطين التكنولوجي "إكسبوتك 2022" للعام الثامن عشر، في حفل عشاء "التشبيك وتعزيز العلاقات" الذي أقيم تحت رعاية وحضور رئيس الوزراء محمد اشتية، برعاية رئيسية من مجموعة الاتصالات الفلسطينية.
وحضر حفل العشاء والتشبيك إلى جانب رئيس الوزراء، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إسحق سدر، ووزير الاقتصاد الوطني خالد عسيلي، ووزير الريادة والتمكين أسامة السعداوي، ومحافظ سلطة النقد فراس ملحم، ورئيس مجلس إدارة "بيتا" تامر برنسي، ومؤسس مدينة روابي، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الاتصالات الفلسطينية بشار مصري، والرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات عبد المجيد ملحم، ومدير عام بنك فلسطين محمود الشوا، ومجموعة من رجال الأعمال والشخصيات الاعتبارية والوطنية، إضافة إلى خبراء شركات أنظمة المعلومات والتكنولوجيا في فلسطين والعالم.
كما شارك في الحفل وفد من المملكة الأردنية الهاشمية برئاسة، الرئيس التنفيذي لهيئة قطاع الاتصالات الأردني بسام السرحان، إضافة إلى وفد من جمهورية ليتوانيا برئاسة، نائب وزير الاقتصاد والريادة الليتوانية كارلوس زيماتيس، إضافة إلى عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى دولة فلسطين.
وتضمن حفل العشاء والتشبيك مناقشات مهمة حول سياسات وأهمية دمج التكنولوجيا في مختلف القطاعات الاقتصادية التي يسعى "بيتا" جاهدة لتحقيقها مع مختلف اللاعبين في السوق الفلسطينية من أجل تطوير القطاع وتحسين نموه واستثماراته.
وفي هذا السياق، أكد اشتية أن الحكومة ستبقى الداعم الأساسي لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وشركاته، لما لهذا القطاع من أهمية كبيرة.
بدوره، قال برانسي إن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هو محرك التنمية المكبّل في فلسطين، وهو بمثابة الركيزة الأساسية لقيادة وتنمية الاقتصاد الفلسطيني ونموه الاجتماعي، ونعتقد أن التحديات التي تمر بها فلسطين فيما يتعلق بالقيود والعوائق الاقتصادية هي حتماً ليست بالأمر الهين، لذلك يكثف بيتا جهوده للنهوض بهذا القطاع ودعم الشركات العاملة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتطويرها على جميع الأصعدة محلياً وعالمياً للأهمية الذي يلعبه القطاع في تعظيم وصقل الاقتصاد الفلسطيني وتحقيق التنمية وتطوير كافة القطاعات الفلسطينية الانتاجية.
وأضاف أن "بيتا" المظلة التي تحتضن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهو القوة الدافعة نحو تعزيز مصالح هذا القطاع، ويسخّر خبرته في تبني وتنفيذ العديد من الاستراتيجيات والتوجهات التي بدورها تقوي دور القطاع وتعزز حراك الاقتصاد الرقمي، والجهود التي يبذلها "ييتا" هي أكبر دليل على ذلك، فمن خلال التدخلات والبرامج التي يتم تنفيذها، تمكن الاتحاد من إفادة ما يقارب 80 شركة تحت مظلته، بمجمل مبلغ 613 ألف دولار من شركات برمجيات، وشركات متخصصة في تقديم خدمات تكنولوجية، وشركات مزودي خدمات الانترنت، وشركات تدريب واستشارات.
وأشار إلى أن إيرادات الاتحاد ارتفعت خلال العام الفائت حوالي 43%، تم وتغطية كامل المصاريف التشغيلية من خلال المشاريع، وزاد صافي الموجودات ما يعادل مليون دولار تقريباً، وارتفع عدد أعضاء "بيتا" المنتسبين بنسبة 20% من الشركات العاملة في القطاع في كل من الضفة وقطاع غزة، ليصل إلى 180 عضوا حتى الآن.
وأوضح أن الاتحاد قام بعدة تدخلات تهدف إلى الترويج لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وزيادة فرص العمل مع الأسواق العالمية، إذ تم توقيع اتفاقية مع شركة ألمانية ضمن مشروع "دعم شركات التعهد الخارجي الفلسطينية لدخول السوق الألماني" والممول من قبل ال GIZ الذي يستهدف 15 شركة من أعضاء "بيتا" لتأهليهم ودعمهم لاختراق السوق الألمانية، إضافة إلى الجهود القائمة لتمكين الشركات لدخول السوق البريطانية واختراق الأسواق الأوروبية بشكل عام، والمشاركة في المعارض والمحافل الدولية والإقليمية كـ GITEX ومنتدى MENA ICT Forum الذي عُقد خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر في الأردن.
وسلط برانسي الضوء على أهم محور ألا وهو الحشد والمناصرة والتشبيك مع الجهات ذوات العلاقة، فقام "بيتا" خلال الفترة السابقة بالمتابعة مع مختلف الأطراف على بعض القضايا التي تعيق من عملية النهوض بالقطاع وتحد من تطويره، مشددا على ضرورة النهوض بالقطاع الفلسطيني التكنولوجي وتعزيز مكانة فلسطين الرقمية من خلال عدة خطوات أهمها: إقرار فوري لحزمة حوافز تخدم مصالح الشركات العاملة في القطاع وتلبي احتياجاتهم الفعلية، وتوحيد الجهود بين كل من الاتحاد ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لقيادة القطاع وبناء رؤية مشتركة لإعادة النظر في تصميم المشاريع التي تقرّ والمنهجيات المتبعة بحيث تكون كافة التدخلات قادرة فعلاً على إفادة الشركات والموظفين العاملين في القطاع، وتقديم تسهيلات وحوافز فيما يتعلق بالاستثمارات الأجنبية، والتوجه نحو تخصصات تكنولوجية محددة التي يمكن أن تحدث قفزة على المستوى الاقتصادي الدولي، وتواءم الاحتياجات التكنولوجية العالمية.
من جانبه، قال المصري إن قطاع الاتصالات وتكنلوجيا المعلومات من أهم القطاعات الواعدة لرفد الاقتصاد الفلسطيني، والكل يعلم أن الموارد الطبيعية في فلسطين محدودة، وحتى الموارد القليلة التي نملكها مثل الغاز الطبيعي يصعب استغلاله بسبب هيمنة الاحتلال الإسرائيلي، لكن الشعب الفلسطيني غني بالعقول النيّرة والإرادة القوية القادرة على البناء والتغيير، وهذا ما يميز قطاع الاتصالات وتكنلوجيا المعلومات.
وأضاف أن ما تم إنجازه بهذا القطاع متواضع وبإمكاننا إنجاز أكثر من ذلك بكثير، لذلك عملنا جاهدين أن تصبح مدينة روابي أول حاضنة لتكنلوجيا المعلومات، وبالفعل بدأنا باستقطاب الشركات العالمية مثل الشركة العملاقة Apple وأيضاً شركة Nvidia، وسنعلن عن المزيد في العام المقبل.
وأشار مصري إلى أن هذا العام تم البدء بتوفير خدمة الفايبر المنزلي ليتمكن كل فلسطيني من مواكبة التطورات العالمية المتسارعة وتصبح فلسطين رائدة في تكنلوجيا المعلومات، معربا عن شكره لطاقم وزارة الاتصالات وتكنلوجيا المعلومات بقيادة الوزير إسحق سدر، وتوجيهات رئيس الوزراء محمد اشتية، على جهودهم الجبارة لإطلاق خدمة الفايبر المنزلي، حيث رخصت الوزارة لأكثر من شركة توفير الخدمة لضمان المنافسة لمصلحة المستهلك الفلسطيني.
وتابع مصري أن المجموعة أطلقت شركة أركان العقارية لتدير أصول المجموعة العقارية والمالية، بقيادة عمار العكر رئيس مجلس إدارة الشركة الجديدة، والتي تم إدراجها في بورصة فلسطين، وهذه الخطوة ستتيح لإدارة المجموعة أن تركّز أكثر على تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وقال مصري: إنه لا يزال أمام الجميع معركة للحصول على حق تشغيل شبكات الجيل الرابع (4G)، كلنا في فلسطين نعمل وننجز وننجح رغم التحديات، يداً بيد نعمل سوياً مع الحكومة ممثلة بوزارة الاتصالات، ونعمل أيضا مع شركة أوريدو منافس شركة جوال لانتزاع حقنا الفلسطيني.
من ناحيته، قال السرحان إن من يعمل في قطاع الاتصالات هنا في فلسطين يعي تماما المصاعب التي يواجهها القطاع، خاصة عندما يكون هناك إغلاقات ومنع إدخال مواد، والتحديات كبيرة هنا، لكن هذا لن يقف أمام فلسطين والشركات الفلسطينية أبدا، مؤكدا استمرار الأردن في دعم كافة قطاعات الحكومة والمجالات المتاحة.
وقدم نائب رئيس اتحاد قطاع الاتصالات العالمي (ITU) توماس لامنوسكس، كلمة مسجلة موجهة لشركات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطيني.
كما كرم "بيتا" الشركات الراعية لإكسبوتك 2022: الراعي الرئيسي مجموعة الاتصالات الفلسطينية، والراعي الاستراتيجي بنك فلسطين، والراعي الفضي شركة أوريدو، والراعي البروني صندوق الاستثمار الفلسطيني، وراعي الابداع والابتكار شركة BCI، وراعي الريادة التكنولوجية منظمة Spark، وراعي الدفع الرقمي PCNC، والممولون Enabe، والوكالة الألمانية للتنمية الدولية (GIZ)، والراعي التكنولوجي شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، وراعي التسجيل الإلكتروني شركة صبري، وشركة Iconect، incube وiconect، والراعي الإعلامي تلفزيون فلسطين، وراعي التلفزيون الفجر الجديد، وكلك الراعي الإذاعي راديو أجيال، والشركاء وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وفي قطاع غزة، انطلقت الفعاليات بحفل بدأ بكلمة نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد بيتا أشرف اليازوري، الذي أكد أن هذا المحفل بات منصة متميزة نتشارك من خلالها الرؤى لتنمية صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بما يتواكب مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
وشدد على أن فلسطين الرقمية التي نسعى لبنائها لا تقتصر فقط على وضع استراتيجية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لكنه يشمل دمج التكنولوجيا في كل أنشطة الإنتاج والتصنيع والقطاع الخاص.
وأوضح أن الهدف الأكبر والأسمى الذي يسعوا له، هو تقديم خدمات مميزة وفتح أسواق جديدة وفرص عمل أكبر لشركات الأعضاء، مضيفا أن الدول لا تتقدم إلا إذا امنا بإمكانيات المستقبل وعملنا جميعا على تحقيقها.
بدوره، قال المدير عام في شركة جوال إقليم غزة عمر شمالي، إن رعاية مجموعة الاتصالات لهذا المؤتمر تندرج ضمن خططنا في دعم القطاع التكنولوجي، وأضاف "كنا نأمل أن نعلن اليوم عن إطلاق خدمات الجيل الرابع في غزة، لأنها تشكل تحدي رئيسي لمواكبة التكنولوجيا العصرية".
من جهته، قال وكيل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سهيل مدوخ إن التكنولوجيا الرقمية والتحول الرقمي أصبحا منتج للقيمة الاقتصادية وأن لها دور مهم في كل مناحي الحياة، مبينا أن الوزارة أعدت بالشراكة مع مؤسسات ذات العلاقة استراتيجية للاتصال الرقمي.
وأكد أنه يتم تنفيذ مشروع حكومي من خلال وزارة المالية والعمل والاتصالات بهدف تأهيل الخريجين للعمل عن بعد في مجالات البرمجة والديكور والمحاسبة الترجمة وكتابة المحتوى وغيرها.
وأضاف نحن نعاني من احتلال رقمي حقيقي أخطر من الاحتلال الفيزيائي، ونريد تحول رقمي حقيقي وأننا يجب أن نتخلص من الفجوة الرقمية.