رام الله-أخبار المال والأعمال- ما تؤكده المعطيات الاحصائية أن التدخين بأشكاله بات أكثر إنتشاراً وخاصة لدى فئة الشباب، فهل يؤشر ذلك إلى أن إجراءات وسياسات الصحة العامة التقليدية القائمة في الكثير من دول العالم لم تعد وحدها كافية من أجل إيجاد معالجات فعالة وحلول عملية للحد من أضرار التدخين؟
وهل يمكن أن تمهد الدلائل العلمية والبحثية المتزايدة في السنوات الأخيرة حول منتجات التبغ المسخن المبتكرة التي تعتمد مبدأ الحد من الضرر، الطريق أمام مؤسسات الصحة العامة من أجل تغيير إستراتيجي في النظرة العامة وتبني نهج وسياسات مغايرة قد تكون فعالة أكثر في الحد من المخاطر المرتبطة بالتدخين؟
الأبحاث والحقائق العلمية الحديثة تؤكد أن عملية الحرق التي تتم في السجائر التقليدية هي السبب الرئيسي في الإصابة بالأمراض المرتبطة بتدخين السيجارة التقليدية، فبمجرد اشعالها، تحدث عملية الاحتراق التي تتم في درجة حرارة تتجاوز الـ600 درجة مئوية، والتي ينتج عنها دخان مُحمل بأكثر من 6 آلاف مادة كيميائية ضارة أو التي يحتمل أن تكون ضارة. ومع استنشاق هذا الدخان ودخوله إلى جسد المدخن تتسلل المكونات الضارة إلى أجهزة الجسم المختلفة، وتصيبها بأضرار شديدة.
لذا يظهر الفرق شاسعًا بين تكنولوجيا تسخين التبغ وحرقه، فبينما يتسبب حرق التبغ في العديد من الأمراض الخطيرة، فإن إقصاء عملية الحرق واستبدالها بالتسخين، لن ينتج عنه أي دخان أو رماد من الأساس، وبالتالي يتم تخفيض مستويات المواد الكيميائية الضارة.
وهنا، تبرز تجربة اليابان المغايرة تماماً في السنوات الأخيرة، والتي إنتهجت سياسات تعتمد على تقنين البدائل للمدخنين وإتاحة المنتجات البديلة المبتكرة المدعومة بالنتائج العلمية، حتى تمكنت من خفض إستهلاك السجائر التقليدية بنسبة 43% خلال خمس سنوات.