عمان-أخبار المال والأعمال- قال وزير الداخلية الأردني مازن الفراية، اليوم الثلاثاء، إن ثمة مشاكل لوجستية على الجانب الإسرائيلي بشأن جسر الملك حسين، حيث إن المعبر من الجانب الإسرائيلي يفتح الساعة 8 صباحا، وقدوم المسافرين إلى جسر الملك حسين يبدأ مبكرا، ما ينتج عنه اكتظاظ.
وأضاف الفراية خلال تفقده صباح الثلاثاء، جسر الملك حسين، للاطلاع على سير العمل اليومي والتسهيلات والخدمات المقدمة للمسافرين من وإلى الأردن، أن "المشكلة اللوجستية تتعلق بالقدرة المنخفضة جدا للجانب الإسرائيلي باستقبال المسافرين، وهذا ما يمنع عبور جميع المسافرين عبر الجسر".
وبين أن الجانب الإسرائيلي يستقبل نحو 4 آلاف مسافر يوميا بينما يوجد على الجسر نحو 7 آلاف، مؤكدا أنه سيتم تفويج المسافرين عبر الجسر قريبا بالعدد الذي يستطيع الجانب الإسرائيلي استيعابه.
وأضاف: "لم يصلنا شيء رسمي من الجانب الإسرائيلي عن فتح جسر الملك حسين على مدار الساعة ونطالب بتطبيقه على أرض الواقع إذا كان متاحا"، مبينًا أن وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي على تواصل مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي بشأن الجسر.
وتأتي هذه الزيارة في ظل شكاوى من اكتظاظ المسافرين وطول ساعات الانتظار سواء في خدمة الـ VIP أو في قاعات المسافرين المعتادة بسبب الزيادة غير المسبوقة في أعداد المسافرين وذلك بسبب عدة عوامل منها: انقطاع السفر لمدة عامين بسبب أزمة كورونا، وعطلة المدارس، وعودة المغتربين، وفترة الصيف.
وشهد جسر الملك حسين الحدودي مع الأراضي الفلسطينية، عبور 155 ألف مسافر منذ مطلع شهر تموز/يوليو الحالي ولغاية الأحد، وفق مدير إدارة أمن الجسور رأفت المعايطة.
وأضاف "بلغت أعداد المسافرين عبر الجسر في شهر تموز/يوليو من عام 2018، نحو 158 ألف مسافر طيلة الشهر، فيما بلغ العدد 156 ألفا طيلة الشهر ذاته للعام 2019".
حيث يبلغ متوسط عدد المسافرين يومياً تقريباً 12 ألفا بين مغادر وقادم بينما في الوضع الطبيعي نحو 6 آلاف، وفق وزارة الداخلية.
وطالب مسافرون بتفعيل عمل المعابر (الملك حسين – اللنبي - الكرامة) المؤدية للأراضي الفلسطينية على مدار الساعة في ظل شكاوى من اكتظاظ المسافرين وطول ساعات الانتظار سواء في خدمة الـVIP أو في قاعات المسافرين المعتادة.
وأضافوا في حديثهم لقناة المملكة الأردنية خلال وجودهم الاثنين، عند جسر الملك حسين مغادرين الأردن باتجاه الأراضي الفلسطينية أن أزمة المسافرين تحتاج لإيجاد آلية جديدة في التعامل مع المسافرين تسمح بعمل المعابر على مدار الساعة طوال الأسبوع دون توقف خاصة فترة الصيف.
المسافر فريد شكري قال في حديثه إنه جاء إلى الأردن قادما من الولايات المتحدة الأميركية وبعد وصوله الجسر ومشاهدته للأزمة الخانقة اتجه عند الساعة التاسعة صباحا لقاعة VIP اعتقادا منه أن هناك سرعة بالإجراءات مقارنة بالقاعة المخصصة لباقي المسافرين ولكن الباص الخاص به لم يغادر إلا بحدود 3 عصرا بظروف لم يعتد عليها عندما كان المعبر يعمل على مدار الساعة، مشيرا إلى أنه وصل إلى منزله بحدود السادسة عصرا.
يدفع المسافر عند استخدام خدمة الـVIP رسوما إضافية تصل على الشخص الواحد إلى 110 دولارا يضاف إليها الضرائب والرسوم المعتادة خلال السفر.
ولفت شكري أن الأزمة لا تقتصر على الجانب الأردني ولكنها عامة وبالمعابر الثلاثة مما يتطلب حلا نهائيا بتنسيق ثلاثي يقود لعودة فتح المعبر على مدار الساعة طوال الأسبوع إضافة لاتخاذ إجراءات تنظيمة أخرى مثل توسيع قاعات المسافرين وزيادة عدد الحافلات وتعزيز الكادر الإداري لتجنب الضغط والاحتكاك المباشر بالمسافر.
"فتح الجسر يساعد مستخدميه على استثمار وقتهم وعدم اللجوء لطلب إذن لاستخدام المطارات الإسرائيلية بحال كانت رغبتهم السفر من فلسطين إلى دولة أخرى عبر الأردن" وفق شكري الذي قال إنه يفضل القدوم والمغادرة عبر الأردن.
باسل وليد الذي غادر مع والدته وزوجته عبر الجسر من دون اللجوء لخدمة الـVIP اتفق مع شكري وقال إن الأزمة شديدة وهنالك تكدس للمسافرين الذين منهم النساء والأطفال والشباب.
فيما قال مسافر آخر فضل عدم ذكر اسمه أن عمل الجسر بوقت محدد وبمساحته الحالية في ظل العدد الكبير من المستخدمين سيبقى الأزمة مستمرة طوال الصيف وهذا يعطل على القادمين والمغادرين سواء جاؤوا بقصد الزيارة أو العلاج أو السفر لدولة أخرى عن طريق الأردن.
ويستخدم جسر الملك حسين من قبل المغادرين من الأردن إلى الأراضي الفلسطينية حيث يتجه المسافر بعد جسر الملك حسين إلى المعبر الإسرائيلي (اللنبي) ويخضع لإجراءات تفتشيه دقيقة تستغرق وقتا يليها المغادرة إلى الجانب الفلسطيني معبر (الكرامة) ومنه إلى الأراضي الفلسطينية.
وكشفت وزارة الداخلية، الاثنين، عن ترتيبات لجعل الدخول إلى الأردن عبر جسر الملك حسين عن طريق تذاكر تحجز مسبقاً إلكترونياً أو من مكاتب شركة النقل في عمّان، للتحكم في أعداد الموجودين على الجسر.
وقالت الوزارة رداً على استفسارات "المملكة"، إنه "من المتوقع الانتهاء من هذه الترتيبات خلال أسبوعين"، موضحة أن الكوادر العاملة يتم تعزيزها باستمرار وهي جاهزة للعمل 24 ساعة في حال تجاوب الجانب الإسرائيلي.
وأضافت: أن "قرار الإغلاق والفتح بالنسبة للمغادرين للضفة يعتمد على الجانب الإسرائيلي الذي لا يلتزم بالتوقيت ويستقبل نحو 80 حافلة فقط، مما يبقي أعدادا كبيرة لليوم التالي".
وأشارت الوزارة إلى "العمل من خلال وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بشكل يومي على حث الجانب الإسرائيلي لاستيعاب أكبر عدد من المسافرين وعدم عودتهم لعمّان".
وقال الناطق باسم مديرية الأمن العام عامر السرطاوي الأحد، إن مدير الأمن العام وجه بإقامة 3 خيام مجهزة ومكيفة لاستقبال المسافرين عبر جسر الملك حسين.
وأضاف السرطاوي أن تعليمات صدرت من مدير الأمن العام بضرورة توفير الإمكانيات اللازمة للتخفيف عن المسافرين، ولما يشهده الجسر من حركة نشطة خلال هذه الأيام تزامنت مع ارتفاع درجات الحرارة.
واشتملت التعليمات على توفير المياه الباردة وتثبيت مركبات إسعاف وطواقمها ومضاعفة عمل كوادر الجسر خلال أوقات العمل الرسمي لتسهيل مرور المسافرين بأسرع وقت ممكن.