رام الله-أخبار المال والأعمال- تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية، احتفلت الجامعة العربية الأمريكية بيوم البيئة العالمي لعام 2022 بعدة فعاليات، نظمها مركز التميز للتغير المناخي التابع للجامعة، بالتعاون مع سلطة جودة البيئة، بالشراكة مع سلطة المياه، وسلطة الطاقة، ودائرة الأرصاد الجوية، ووزارة الزراعة، وبدعم من بنك فلسطين وجمعية الهيدرولوجيين الفلسطينيين ومركز التعليم البيئي.
ونظمت الفعاليات في حرم الجامعة في مدينة رام الله، تحت شعار "لا نملك سوى أرض واحدة"، حيث تضمنت حفل افتتاح، وزراعة أشجار في حديقة السنديان، وحلقات علمية تحدثت عن سهل صانور في محافظة جنين كحالة دراسية.
وحضر الفعاليات كلا من، رئيس مجلس إدارة الجامعة العربية الأمريكية المؤسس الدكتور يوسف عصفور، ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري، وممثل رئيس الوزراء، رئيس سلطة جودة البيئة الدكتورة نسرين التميمي، ومحافظ محافظة رام الله والبيرة الدكتورة ليلى غنام، وعدد من الوزراء وممثلي السفارات العربية والدولية، والخبراء المهتمين بالبيئة والمناخ.
افتتح الفعاليات رئيس الجامعة العربية الأمريكية الأستاذ الدكتور أبو زهري بكلمة رحب فيها بالحضور، وقال "نتشرف باستقبالكم في فعالية يوم البيئة العالمي، والذي يضع القضية الأكبر والأخطر بين يدي حكومات ومؤسسات العالم، لدرء الخطر الذي يهدد البيئة السكانية والأمن الغذائي والاقتصاد الدولي، خاصة في الدول النامية، والتي تعاني من اقتصاد هش ألا وهو التغير المناخي".
وأضاف قائلا، "إن الآثار الناجمة والمترتبة للاحتباس الحراري أدى وسيؤدي إلى العديد من التغيرات الخطيرة على التغير المناخي في فلسطين والعالم، وهذا يلزم الجميع للعمل على تقليل آثار الضرر الناجم عن هذه التغيرات المناخية التي يشهدها العالم الآن والمتوقع أن تتفاقم، مما سيهدد سبل الحياة على كوكب الأرض".
وأوضح أن الجامعة قامت بتأسيس مركز التميز للتغير المناخي وتكنولوجيا البيئة في عام 2018 كمركز علمي فلسطيني، والذي يعمل على تقديم الدعم العلمي والبحثي لأصحاب القرار في ملف التغير المناخي، مشيرا أنه على مدار سنوات عديدة من العمل الجاد، تم تحقيق إنجازات كبيرة أهمها، إنشاء بيت زراعي زجاجي ذكي للأبحاث الزراعية من خلال التحكم بالظروف الجوية والبيئة، واستخدام تكنولوجيا الزراعة الذكية لمعرفة كيفية التكيف مع التغير المناخي.
وأردف قائلا، "كذلك أنشأت الجامعة محطة أرصاد جوية تعمل بشكل كامل من خلال المجسات الالكترونية، وكذلك نقوم الآن بإعداد وتركيب أجهزة لرصد التلوث الهوائي"، وأكد على ضرورة التركيز في هذه الفعالية على قضية هامة ومعقدة وهي مشكلة سهل صانور، الذي يعاني منذ أكثر من 100 عام، موجها الشكر لكل من ساهم وأنجح هذه الفعالية الهامة.
من جهتها، أعربت محافظ محافظة رام الله والبيرة الدكتورة ليلى غنام عن شكرها لكل من ساهم في تنظيم هذه الفعاليات المهمة، وخاصة في الوقت الذي تعاني منها فلسطين من الخطر الأول على بيئتنا الفلسطينية وهو الاحتلال، الذي يلوث كل تفاصيل الحياة الفلسطينية والأراضي الفلسطينية، مما يجعلنا أن نعمل سويا وبوحدة واحدة لكنس هذا الاحتلال، مشيرة إلى أن أخطر الأمور على البيئة الفلسطينية هي نقل النفايات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية في الضفة، وبالتحديد بالقرب من التجمعات السكانية، داعية الجميع من جهات رسمية وغير رسمية إلى ملاحقة هؤلاء، ومنعهم من تلويث أرضنا بالنفايات الإسرائيلية، داعية الجميع إلى الخروج من هذه الفعاليات بتوصيات يتم العمل بها بشكل جدي من أجل الحفاظ على البيئة الفلسطينية.
بدورها، أعربت الدكتورة نسرين التميمي ممثلة دولة رئيس الوزراء ورئيس جودة البيئة عن شكرها وامتنانها للدكتور محمد اشتية على رعايته الكريمة لهذا الاحتفال العالمي، لما فيه من أثر طيب في تسليط الضوء على أهمية البيئة الفلسطينية وتفاعلها مع القضايا العالمية ذات الأثر في التنمية والاستدامة في دولة فلسطين.
وقالت في كلمتها، "اليوم نحتفل بيوم البيئة العالمي بذكرى إقراره الخمسين، تحت شعار لا نملك سوى أرضا واحدة، والذي يعكس التحدي الأكبر عالميا وإقليميا ووطنيا في الحفاظ على المصادر البيئية واستدامتها وديمومتها بشكل خاص في دولة فلسطين، مترجما الحاجة الحقيقية لبسط سيادتنا الكاملة وغير المجزوءة على أرضنا الفلسطينية في وجه سياسات الاحتلال".
وأردفت قائلة، "الأمر الذي يضعنا في تحدي يومي واستراتيجي أمام هذه السياسات المدمرة من قبل دولة الاحتلال والذي يدفعنا للعمل على مختلف المستويات للحفاظ على مواردنا في وجه الاحتلال، حيث نعلنها بأنه في فلسطين لا نملك سوى أرضا واحدة ولن نتخلى عنها ما حيينا".
وأكدت على أن قضايا التنمية المستدامة وأهدافها السبعة عشرة، والتي أقرتها واعتمدتها بلدان العالم عام 2015، هي أهداف مستقلة ومتكاملة وغير قابلة للتجزئة، وتنسجم مع منظومة الأهداف الفلسطينية العليا، التي تساهم في تحقيق الازدهار والتقدم والاستقلال، وأوضحت أن دولة فلسطين وقعت وأصبحت طرفا في العديد من الاتفاقيات البيئية متعددة الأطراف في مجال المناخ، والتنوع الحيوي، والنفايات الخطرة، والأوزون وغيرها، الأمر الذي يفتح الباب واسعا بالعمل مع مختلف الشركاء الدوليين والاقليميين، للسير قدما في تجنيد الأموال وتوفير البيئة الجاذبة للعمل البيئي، الذي يعود بالنفع والتنمية على دولة فلسطين، وحماية البيئة للأجيال القادمة.
تلا ذلك عرض فيديو تعريفي عن مركز التميز للتغير المناخي في الجامعة العربية الأمريكية، بالإضافة إلى فقرة فنية.
وجرى افتتاح حديقة السنديان وزراعة عدد من أشجار البلوط والسنديان المهددة بالانقراض، ومن ثم افتتاح معرض بيئي تم فيه عرض النباتات والأشجار والحيوانات والطيور المهددة بالانقراض.
وضمن فعاليات الاحتفال، عقدت جلسة علمية حول سهل صانور في محافظة جنين كحالة دراسية، حيث عرض الدكتور عبد الرحمن التميمي ورقة بحث بعنوان،"الإدارة المتكاملة للأراضي الزراعية في ظل التكيف مع التغير المناخي/ مرج صانور كحالة خاصة"، كما قدم المهندس عمر زايد من سلطة المياه ورقة بحث عن الواقع المائي، والمهندسة ابتسام أبو الهيجا من وزارة الزراعة تحدثت عن رؤية وزارة الزراعة لمرج صانور، بينما تطرقت كلا من إيمان عامودي وأماني عبد من سلطة جودة البيئة إلى التنوع الحيوي. وختمت بفتح باب الحوار والنقاش وطرح الأسئلة والاستفسار، تلا ذلك تكريم الشركاء والقائمين على الاحتفال.