رام الله-أخبار المال والأعمال- عملية حرق التبغ هي عبارة عن سلسلة من الآليات التي تؤدي إلى توليد المواد الكيميائية الضارة عن طريق الانحلال الحراري والاحتراق، وتكوين الدخان. كل آلية وتفاعلاتها لها تأثير عميق على مستويات المكونات الكيميائية الموجودة في دخان التبغ.
عندما يشعل المدخن سيجارته، فإن تفاعلاً شديد الحرارة يُعرف بالحرق يبدأ، وما أن يبدأ تدخين سيجارته المشتعلة، فإن احتراق اللفافة الورقية بما فيها من أوراق تبغ يزيد حتى تتحول اللفافة إلى رماد، منتجاً خليطاً دخانياً ينفثه المدخن من فمه. هذا الدخان الذي يتم نفثه يتألف من نكهات من مزيج التبغ، بالإضافة إلى مادة النيكوتين التي بات من المعروف أيضاً أنها موجودة بشكل طبيعي في أوراق التبغ ولا تشكل سبباً رئيساً للأمراض المرتبطة بالتدخين بالرغم من أنها قد تؤدي للإدمان، بالإضافة إلى مجموعة من المواد الكيمائية الضارة.
السيجارة المحترقة هي نظام معقد تحدث فيه أنواع عديدة من التفاعلات الكيميائية، منها تفاعلات الأكسجين مع التبغ المكربن، وينتج غازات مثل ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون والهيدروجين، وذلك جنباً إلى جنب مع الحرارة التي تحافظ على الاحتراق (احتراق التبغ) الذي تصل درجة الحرارة ضمنه إلى 850 درجة مئوية عند نفث دخان السيجارة. ومن التفاعلات الهامة أيضاً، هو ما ينتج عنه الجزء الأكبر من ما يقارب 6 آلاف من المواد الكيميائية الموجودة في الدخان.
وبالنظر إلى هذه المعلومات، فقد تم منذ منتصف القرن الماضي إجراء العديد من المحاولات لإزالة أو تقليل المواد الكيميائية الناتجة عن دخان السيجارة التقليدية، والتي يُعتقد أنها مرتبطة بالتأثيرات الصحية الضارة، وأنها تتسبب في معظم الأمراض المرتبطة بالتدخين. هذه المحاولات كانت قد أسفرت عن ابتكار منتجات بديلة خالية من الدخان في السنوات الأخيرة بالاستناد إلى العلم والتكنولوجيا، مثل التبغ المُسخن، علماً بأنها لا تخلو تماماً من المخاطر، والتي تعمل على إقصاء عملية احتراق التبغ وتكوين هباء جوي عوضاً عن الدخان، وبالتالي تقليل إنتاج المواد الكيميائية المرتبطة بمبدأ الحرق في السجائر التقليدية.
ويعمل نظام التسخين البديل عن الحرق على إنتاج النيكوتين الموجود بشكل طبيعي في التبغ من خلال التسخين لدرجة حرارة منخفضة تصل إلى 350 درجة مئوية، وبالتالي تخفيض مستويات المواد الكيميائية الضارة الناتجة بشكل كبير مقارنة بدخان السجائر التقليدية التي تعمل على حرق التبغ.
ويشار إلى أن منتجات التبغ البديلة لا تخلو تماماً من المخاطر، ولكنها تعدّ بديلاً أفضل من السجائر التقليدية للمدخنين البالغين غير القادرين على الإقلاع عن استهلاك منتجات التبغ والنيكوتين، ومع ذلك يبقى الإقلاع نهائياً عن التدخين الخيار الأفضل للمجتمع وللمدخنين.