رام الله-أخبار المال والأعمال- أعلن في رام الله، اليوم الخميس، عن إطلاق مشروع مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة من أجل التعافي والانتعاش (SMART) الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، بقيمة 40 مليون دولار، حيث يتواصل المشروع حتى عام 2025.
وشارك في حفل الإطلاق رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي على رأس وفد من الكونغرس، ورئيسة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID في الضفة الغربية وغزة ألر جروبس، والمدير الإقليمي لشركة البدائل التطويرية DAI سعيد أبو حجلة، ورئيس جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين محمد العامور، وعدد من رجال الأعمال وممثلي القطاع الخاص والشركات الفلسطينية الناشئة.
وفي كلمتها خلال الحفل، قالت بيلوسي: "إن المساعدة الخارجية الأمريكية للشعب الفلسطيني تخدم المصالح والقيم الأمريكية المهمة. إنها توفر إغاثة بالغة الأهمية لمن هم في أمس الحاجة إليها، وتعزّز التنمية الاقتصادية، وتدعم التفاهم الإسرائيلي الفلسطيني والأمن والتنسيق والاستقرار. كما أنها تتوافق مع قيم ومصالح حلفائنا وشركائنا".
وأضافت: "تلتزم الولايات المتحدة بتعزيز الازدهار والأمن والحرية لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين بطرق ملموسة في المدى القريب، وهذا أمر مهم بحد ذاته، ولكنها أيضًا وسيلة للتقدم نحو حل دولتين متفاوض عليه".
بدورها، قالت جروبس إن "هذا المشروع هو جزء من جهود أكبر تبذلها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لتحسين حياة الشعب الفلسطيني وبناء الأساس لحل الدولتين في نهاية المطاف، وسلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين".
ولفتت إلى أنه نتيجةً لجائحة كورونا، تأثرت 93% من الشركات الفلسطينية بشكل سلبي حيث انخفضت عملياتها الإنتاجية والخدمات المقدمة، وسجلت مبيعاتها انخفاضًا بلغ ما يقارب 50%.
من جهته، قال العامور إن القطاع الخاص الفلسطيني يواجه العديد من التحديات والمعيقات التي تحول دون تحقيق نمو للإقتصاد الفلسطيني بالشكل المطلوب، وأبرز هذه المعيقات هي الاحتلال، حيث ليس من السهل أن يكون هنالك اقتصاد واعد وسليم دون أمن واستقرار، إضافة الى إغلاق قطاع غزة وفرض القيود على الواردات وخاصة المواد الخام وربط قانون الضرائب الفلسطيني بقانون الضرائب الإسرائيلي دون مراعاة فرق الدخل بين المنطقتين، إضافة الى الانخفاض الكبير في المساعدات الدولية، والانقطاع الكامل تقريبًا في التمويل الأمريكي للاقتصاد الفلسطيني منذ عام 2018.
وأكد العامور أن القطاع الخاص الفلسطيني يسعى باستمرار للتغلب على هذه التحديات من خلال التخطيط والعمل الجاد والتصميم والتعاون مع المجتمع الدولي لخلق قصص نجاح فريدة رغم كل القيود والمعيقات التي يواجهها.
وأشاد العامور بأهمية إطلاق مشاريع اقتصادية تنموية في فلسطين ومنها إطلاق مشروع (SMART) الذي يدعم بشكل مباشر المشاريع الصغيرة والمتوسطة ويساعد في التعافي وتنشيط الإقتصاد الوطني، معربًا عن أهمية استمرار التعاون المشترك للنهوض بالاقتصاد الوطني وتوفير البيئة الاستثمارية الواعدة.
وقدم أبو حجلة عرضًا عن المشروع والفئات المستهدفة من شركات القطاع الخاص والشركات الناشئة والمشاريع النسوية والشبابية، موضحًا أن المشروع سيعمل على مساعدة الشركات الفلسطينية لتجاوز الخسائر الناتجة عن جائحة كورونا ووضعها على طريق النمو الاقتصادي المستدام.
ويهدف مشروع SMART في عامه الأول إلى تقديم الدعم لأكثر من 100 شركة فلسطينية (شركات صغيرة ومتوسطة وشركات ناشئة) للتعافي من الآثار الاقتصادية التي خلفتها الجائحة، وذلك من خلال تقديم المنح الصغيرة والتدريب على التقنيات الجديدة ودعم الوصول إلى الأسواق.
كما يهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية للقطاع الخاص، والتقليل من القيود التجارية، وجذب الاستثمارات المحلية والدولية.
وسيساهم الدعم المقدم من المشروع في زيادة القدرة التنافسية للشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، وتوفير الأدوات اللازمة لزيادة حصتهم في السوق وزيادة فرص العمل. كما سيساهم المشروع على نطاق واسع في النمو الاقتصادي والاعتماد على الذات في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وسيقوم المشروع على عمل دراسات خاصة بالأسواق والسياسات العامة بهدف مساعدة الشركات في اتخاذ قراراتها الاستثمارية. وسوف تستهدف تدخلات المشروع الشركات لتحديد التحديات الاقتصادية والمعيقات المؤسساتية الخاصة بكل شركة للاستفادة من الفرص السوقية بشكل إستراتيجي.
ويشجع مشروع SMART كافة الشركات التي تتمتع بفرص للنمو على التقدم بطلب لبرامج التعافي والانتعاش المتوفرة عبر موقع المشروع الإلكتروني. وسيتم إعطاء الأولوية للمتقدمين بناء على امتثال الشركة لضوابط حماية البيئة، كما وسيتم إعطاء الأولوية للنساء والشباب والمجموعات المهمشة.
في عام 2021 قدمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أكثر من 110 مليون دولار من المساعدات التنموية والإنسانية للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة.