رام الله-أخبار المال والأعمال- أعادت سلسلة الهزات الأرضية التي رصدت في اليومين الأخيرين، إلى الواجهة من جديد التساؤل حول: "متى ستحدث هزة أرضية مدمّرة، مشابهة للهزة التي ضربت فلسطين في عام 1927".
وتم رصد عدة هزات أرضية ليلة السبت ويوم الأحد، تراوحت قوتها بين 3-4 درجات على مقياس ريختر، وتركزت في منطقة طبريا وغور الأردن وبيسان، من بينها هزة أرضية وقعت في تمام الساعة 23:36 من مساء السبت، وشعر بها سكان في الأردن وفلسطين وداخل أراضي الـ48.
وتبين المعطيات الإحصائية أن الهزات الأرضية العنيفة في فلسطين كانت تحدث كل نحو 100 عام. ففي عام 1837، دمرت هزة أرضية جزءًا من مدينة طبريا، حيث قتل نحو 800 شخص. وفي عام 1927 تسبب هزة أرضية بقوة 6.2 على مقياس ريختر في قتل نحو 300 شخص وجرح الآلاف. ودمرت أجزاء من صفد وطبريا وبيسان ونابلس، وكان مركز الزلزال في منطقة أريحا.
وكشفت دراسة أجرتها "جامعة تل أبيب" وصدرت في أواخر عام 2020، وتركزت على منطقة البحر الميت، وجود احتمالية لحدوث هزة أرضية بقوة 6.5 درجة على مقياس ريختر خلال السنوات المقبلة.
وقال خبير الجيولوجيا وطبقات الأرض، د. مصطفى عصفور، إن حدوث هزة أرضية عنيفة هو مسألة وقت، ولكن العلم لا يمكنه التنبؤ بتوقيت حدوثها.
وأوضح عصفور في حديث إذاعي، اليوم الاثنين، أن "منطقة بلادنا تقع على الشق السوري الأفريقي، وهو شق يبدأ من موزمبيق في أفريقيا مرورا بالعقبة وغور الأردن إلى سوريا وتركيا، وهو شق بطول 6 آلاف كيلومتر، وبدأ قبل 25 مليون سنة، ومع الوقت يتسع في المحور الزمني الجيولوجي، واللوح العربي والشرقي يبتعدان، لذلك نرى ظاهرة غور الأردن الذي تولّد بسبب الشق، ونحن نتحدث عن تحرك في صخور وطبقات الأرض، مرفق بهزات أرضية".
وأضاف: "لا يمكن التنبؤ في وقت وقوع هزة أرضية أو مداها وعمقها وإلى غير ذلك من معلومات، لذلك الأبحاث العلمية متواصلة لمحاولة التوصل إلى قانون أو علاقة معينة نتبيّن من خلالها توقيت الهزة".
وأشار إلى أن المنطقة تشهد هزات أرضية خفيفة بصورة دائمة، وبالتالي لا يمكن اعتبار أن الهزات التي حدثت في اليومين الماضيين مقدمة لحدوث هزة قوية.
ولفت عصفور إلى أن الأضرار التي تنجم عن هزة أرضية تعتمد على 3 عوامل، الأول عمق الهزة الأرضية، كلما كانت قريبة من سطح الأرض كلما كانت الأضرار أكبر، وكلما كانت المنطقة الجغرافية أقرب إلى مركز الهزة كانت أكثر تضررًا، وكلما ابتعدنا جغرافيًا عن مركزها كلما كانت الأضرار أقل، أما العامل الثالث فهو قوة الهزة الأرضية، كلما زادت قوة الهزة ووقتها كلما كانت الأضرار أكبر.
وأوضح أن الهزات يمكن تتسبب بأضرار في بلادنا في حال تجاوزت قوتها الـ5 درجات على مقياس ريختر.
وتطرق الخبير الجيولوجي إلى مجموعة من النصائح للسكان عند حدوث هزة أرضية، من بينها العمل على تثبيت أي أجسام ثقيلة أو كبيرة يمكن أن تحدث ضررًا في حال سقطت داخل المنزل، بالإضافة إلى إخلاء المبنى والخروج في منطقة مفتوحة في أسرع وقت ممكن، أو على أقل تقدير إلى بيت الدرج.