اقتصادي حائز على "نوبل": التنمية في الحالة الفلسطينية صعبة للغاية

تاريخ النشر
جانب من الحضور

رام الله-(الأيام)- أكد أستاذ الاقتصاد في جامعة "كولومبيا" الأميركية جوزيف ستيغلتس، الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد، أن تحقيق التنمية في الحالة الفلسطينية، مسألة في غاية الصعوبة وأكثر تعقيداً من أي وقت مضى، في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية من جهة، والعوائق التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي من جهة ثانية.
جاء ذلك خلال فعاليات محاضرة "يوسف صايغ التنموية 2021" في نسختها الـ (12)، ونظمها معهد أبحاث السياسات الاقتصادية "ماس" افتراضياً، باستخدام منصة "زووم"، وذلك بعنوان "التنمية في ظل الصعاب: التحدي العالمي".

واستذكر زيارته لفلسطين العام 1997، عندما كان جزء من فريق للبنك الدولي توصل لاستخلاصات حول إمكانية تحقيق معدلات نمو اقتصادي عالية، في حال تبني إستراتيجية تقوم على اقتصاد السوق، وتنويع الإنتاج، ووضع نظام حكم فاعل،
واعتماد إنفاق عام مستند على الاستثمار وغيره من الأدوات، مبيناً أن العوائق القائمة الآن في الحالة الفلسطينية، تجعل من التنمية سراباً.
ورأى أنه في الحالة الفلسطينية لا بد من التركيز على التعليم أسوة بدول العالم، موضحاً بالمقابل أن التغيرات في الاقتصاد العالمي ستؤثر بشكل كبير على الدول الأقل نمواً وتطوراً.
ونوّه إلى أبرز التغيرات في البنية الاقتصادية العالمية، بما يشمل التحول من الاقتصاد المبني على الصناعة إلى نظيره القائم على الخدمات، وبروز مفهوم الاقتصاد الأخضر، إلى غير ذلك.
وأشار إلى الحاجة إلى نموذج اقتصادي، يقوم على ربط الدول النامية بنظيرتها الأكثر تقدماً، علاوة على التركيز على قطاعات مثل التعليم والاستثمار فيها.

ورأى أن التحول إلى الاقتصاد الأخضر ستكون له تبعات على الدول "الريعية" التي تعتمد على مواردها، مثل انخفاض أسعار الوقود، ما سيؤثر سلباً على اقتصادات الدول النفطية.
كما لفت إلى حيوية مسألة التقدم التكنولوجي على الصعيد الاقتصادي، وربطه بقطاع التعليم الذي أشار إلى أهميته للحفاظ على المنافسة ورفع مستوى المعيشة.
وبيّن أن أحد أبرز التغيرات في البنية الاقتصادية هو البعد عن العولمة، مستذكراً جانباً من مواقف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب المعادية للعولمة.
وأوضح أن إدارة الرئيس الأميركي الحالي لم تغير كثيراً من السياسات التي وضعت إبان ولاية سلفه ترامب.
وبيّن أنه مع ظهور الجائحة ظهرت الحاجة إلى مزيد من التعاون العالمي، ما دلل عليه بمسألة إعداد اللقاحات الخاصة بمواجهة "كورونا".

وأوضح أن الجائحة أظهرت الكثير من السلبيات، مثل غياب المناعة في سلسلة التوريدات العالمية، وبروز مفاهيم مثل توطين الإنتاج.
وذكر أنه ستكون هنا أسواق جديدة للدول النامية، لافتاً بالمقابل إلى أن بعض الدول المتقدمة ارتفعت معدلات الدين فيها خلال السنوات الماضية، بالتالي ستبرز قيود إضافية على موازناتها، ما سيقلل من الدعم والمساعدات التي تقدمها لكثير من الدول النامية.
وتحدث عن التنافس والصراع الاقتصادي القائم بين أميركا والصين، مبيناً أن الأخيرة تفوقت على الأولى في عدة مجالات مثل البنية التحتية، وغيرها.

وقال: إن من نتائج المنافسة الاقتصادية، توجه أميركا نحو الاعتماد بشكل أقل على الصين، وعدم الاندفاع نحو العولمة، إضافة إلى تبني سياسات تمثل تغيراً كبيراً في الأيديولوجيا اليوم.
وذكر أن الجائحة أبرزت نجاحات مثل اكتشاف اللقاحات، وأهمية التدخل الحكومي في تعزيز عجلة الاقتصاد، لكن هناك إخفاقات مثل عدم القدرة على إنتاج جرعات كافية من اللقاحات.
وحذّر من أن عدم قدرة العالم على الارتقاء بمستوى التعاون، خاصة على الصعيد الاقتصادي، ستكون له تبعات كبيرة.
وقال: التحدي الذي نواجهه اليوم في ظل التغيرات الدراماتيكية في هيكلية الاقتصاد العالمي، والوضع الجيو-سياسي، يكمن في كيفية إيجاد اقتصاد أكثر تقدماً وبراغماتية.

وكان مدير عام "ماس" رجا الخالدي قد أشار، في مستهل الفعالية، إلى أهمية مشاركة ستيغلتس ضمن فعاليات المحاضرة السنوية، باعتباره محاضراً عالمياً مرموقاً، منوهاً إلى حيوية الموضوع مدار البحث، وهو الاتجاهات الاقتصادية العالمية الجديدة في فترة ما بعد جائحة "كورونا".
واستذكر بعض مناقب الراحل صايغ، موضحاً أنه تم إطلاق اسمه على المحاضرة السنوية، تقديراً لمساهماته في دراسات التنمية الفلسطينية.
ولفت إلى تعثر مسيرة التنمية في فلسطين، ما عزاه إلى عوامل مختلفة، بعضها ليس ذاتياً.
يذكر أن الفعالية نظمت برعاية صندوق الاستثمار.

2