رام الله-أخبار المال والأعمال- سجّل الشيقل الإسرائيلي خلال الأشهر الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا أمام الدولار الأميركي واليورو الأوروبي. ويبلغ سعر الشيقل أمام الدولار حاليًا 3.09 شيقل (الجمعة الساعة 17:45) بعد أن وصل إلى 3.07 في اليومين الماضيين، وهو الأدنى منذ تسعينيات القرن الماضي.
لماذا ينخفض الدولار أمام الشيقل؟
يتعلّق سعر صرف الدولار عادةً بعدّة عوامل، منها سعر الفائدة في البنوك، وميزان الصادرات مقابل الواردات.
في السنوات الأخيرة، أدخل قطاعا التكنولوجيا الفائقة (الهايتك) والغاز إلى إسرائيل مليارات الدولار، بالإضافة إلى عدم سفر الإسرائيليين إلى الخارج بعد نهاية الصيف والأعياد، أي أنهم لا يشترون الدولارات تقريبًا.
وبحسب ما نقلت صحيفة "ذا ماركير" الاقتصادية الإسرائيلية، الخميس، عن محافظ بنك إسرائيل أمير يرون، ترافق ارتفاع الشيقل مع "مسار طويل المدى للانتقال من اقتصاد يميل للصناعة إلى اقتصاد يميل للخدمات (هايتك بالأساس) أقلّ حساسيّة لاحتياطات النقد الأجنبي".
وذهبت الصحيفة إلى أن بنك إسرائيل لن يغيّر هذا الاتجاه، إنما سيستمرّ في "شراء وقت الاعتياد على هذا المسار"، "يبدو أن البنك لا يخاف من تأثير ازدياد قوّة الشيقل على البطالة، إنما من المهمّ له ألا تكون وتيرة الارتفاع سريعة جدًا".
بالإضافة إلى ذلك تعافى الاقتصاد الإسرائيلي أسرع من معظم دول العالم من أزمة كورونا، وتبيّن المعطيات ازدهارًا بنسبة مرتفعة واستهلاكًا شخصيًا مرتفعًا، يُعبّر عنها بضرائب بمبالغ مرتفعة، تقلّل العجز الكبير الذي نشأ في فترة كورونا، وفق موقع "واللا"، الذي أضاف أنّ "البطالة تنخفض حاليًا، رغم أن نسبتها ما تزال مرتفعة (7%)، تمرير الميزانية بعد سنتين من دونها تبثّ استقرارًا اقتصاديًا للعالم".
لماذا يعتبر هذا الأمر سيئًا للمصنّعين والمصدّرين؟
الإجابة بسيطة جدًا، بحسب موقع "واينت"، العام الماضي حصل المصدّرون على 340 شيقل مقابل كل 100 دولار، اليوم يحصلون على 307. ولكنّهم، مع ذلك، دفعوا كافة مصاريفهم بالشيقل.
إذًا، هل ستنخفض أسعار البضاعة المستوردة الآن؟
من الواضح أن المستوردين يدفعون دولارات ويوروهات أقلّ عندما يستوردون سيارات وبرادات وغسّالات وحواسيب، لكنّهم لا يسرعون إلى التجاوب وخفض الأسعار. ما يعني أن خفض الأسعار بخلاف عندما يرتفع الدولار لن يكون فوريًا، بحسب "واينت".
ما الذي سينخفض سعره بشكل فوري؟
كل ما هو مرتبط بالعملة الأجنبية، مثل المنتجات التي تطلب من الخارج مباشرة عبر الإنترنت، حتى لو كان الاستيراد من الصين وليس فقط من دول اليورو والدولار. وبالطبع كل ما هو مرتبط بالسفر إلى الخارج، فتذاكر السفر والفنادق والسيارات وكل ما يرتبط بها يُدفع بالدولار مباشرة.
هل ينصح بشراء الدولارات أو اليوروهات الآن؟
لا يمكن التنبؤ بذلك، وفق موقع "واينت"، ومن غير المؤكّد أن هذا السعر هو الأدنى للدولار واليورو، ومن غير المؤكد تمامًا أن اليورو لن ينخفض إلى أدنى مستوى في تاريخه خلال الأيام المقبلة (3.41 شيقل). لذلك، يوصى بالتزوّد بالعملات الأجنبية للرحلة المقبلة فقط، دون المجازفة. اشتداد أزمة كورونا في الولايات المتحدة أو في أوروبا من المحتمل أن تؤدّي إلى إضعاف العملات الأجنبية أكثر أمام الشيقل. في المقابل، يمكن لتدخل البنك المركزي أن يرفع من سعر الدولار.
