رام الله-(وفا)- يصادف السابع عشر من تشرين الأول من كل عام، اليوم الدولي للقضاء على الفقر، والذي يحمل هذا العام شعار "البناء قدما إلى الأمام: إنهاء الفقر المتواصل، واحترام الناس وكوكبنا".
هذا العام كما العام الماضي وبسبب فيروس "كورونا"، أدت الجائحة التي اجتاحت العالم إلى العودة للوراء بعقود في مكافحة الفقر، والفقر المدقع في العالم، حسب ما تؤكده الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبسبب الجائحة، أكد الخبير الاقتصادي نصر عبد الكريم، أن الكثير من المنشآت أغلقت، وتم التخلي عن الكثير من العاملين في العالم، وارتفعت البطالة، ما أدى إلى ارتفاع نسب الفقر عالميا، وفي فلسطين بشكل خاص.
وأشار عبد الكريم، في حديث لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إلى أن نسبة البطالة التي هي السبب الأساسي لارتفاع نسب الفقر، منوها إلى أنها ارتفعت وتباينت داخل فلسطين من منطقة لأخرى، ووصلت في قطاع غزة إلى حوالي 60% من الأسر، بينما وصلت في الضفة الغربية إلى 35%.
وأضاف، ان وضع فلسطين مختلف عن باقي دول العالم لعدة أسباب، منها أن اقتصادها صغير، ومعزول، ومجزأ، ومحاصر، وغير قادر على التحرك، إضافة إلى تقييد الحركة والعقوبات على النشاط الاقتصادي.
وشدد عبد الكريم على أن المعيق الأساسي لتطور وتحسن الاقتصاد الفلسطيني هو الاحتلال الإسرائيلي، وزاد من وضعه السيء تداعيات "كورونا"، ما أدى إلى ارتفاع نسب الفقر بشكل أكبر عن جاراتها من الدول المحيطة.
وأشار إلى أن الاقتصاد الفلسطيني خسر بسبب جائحة "كورونا" أكثر من 12% من حجمه في عام 2020، أي ما يقارب مليارين ونصف المليار إلى 3 مليارات دولار تقريبا.
وقال عبد الكريم إن دول العالم أنفقت ما مجموعه 16 ترليون دولار لتتجنب تداعيات جائحة "كورونا"، وإنقاذ الكثيرين من الوقوع في براثن الفقر، لكن في فلسطين الوضع مختلف تماما، لأن الحكومة غير قادرة على دفع مستحقات للمتضررين، لأنها تمر بأزمة مالية.
ولفت إلى أن ما يميز المجتمع الفلسطيني تماسك الأسر، والعمل الخيري النشط، ووجود جمعيات تقدم مساعدات، كل ذلك يصب في مصلحة الفقراء، بعدم الوصول إلى مراحل الفقر المدقع كما هو معروف في كثير من دول العالم.
وقدر تقرير البنك الدولي عن الفقر والرخاء المشترك الذي صدر 2020، أن جائحة "كورونا" دفعت ما بين 88-115 مليون شخص إلى براثن الفقر، مع وجود غالبية أولئك الفقراء الجدد في جنوب آسيا، ودول جنوب الصحراء في افريقيا، حيث إن معدلات الفقر مرتفعة أصلا.
وحسب الأمم المتحدة، فإنه من المتوقع في نهاية عام 2021، ارتفاع عدد الفقراء في العالم إلى ما بين 143 و163 مليونا. وسينضم هؤلاء "الفقراء الجدد" إلى صفوف 1.3 مليار فقير يعيشون بالفعل في فقر متعدد الأبعاد ومتواصل، ويعانون من تفاقم حرمانهم في أثناء الوباء العالمي.
ووفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، لا يزال هناك أكثر من 800 مليون شخص يعيشون على أقل من 1.25 دولار أميركي في اليوم، إضافة إلى أن 10% يعيشون في فقر مدقع وكثير منهم يفتقرون إلى الغذاء الكافي، ومياه الشرب النظيفة، والصرف الصحي.
وكان قد أعلن عن اليوم الدولي للقضاء على الفقر بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول من عام 1992.