رام الله-(الحياة الجديدة)- يعلق الفلسطينيون من رياديين ورجال أعمال ومستثمرين، آمالًا كبيرة على تطبيقات تقنية الجيل الرابع في فلسطين لبناء وتطوير اقتصاد رقمي متقدم، وفي التغلب على تداعيات جائحة كورونا وتحديات إجراءات الاحتلال على مكونات الاقتصاد الوطني بكافة مرافقه لا سيما العقبات الجغرافية، وتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل أفضل بمساعدة الشباب الرياديين البارعين في التكنولوجيا، ويتحقق ذلك من خلال القدرة على الوصول إلى الموارد اللازمة وعلى تطوير البنى التحتية الرقمية، والتي تتطلب من شركات الاتصالات الخلوية رصد محفظة استثمارية تتراوح قيمتها ما بين 50 – 100 مليون دولار، لتطوير شبكاتها وأجهزتها وتأهيلها لتكون قادرة على توفير متطلبات تقنية الجيل الرابع.
وتُعرف منظمـة مؤتمر الأمم المتحـدة للتجـارة والتنمیـة "الأونكتـاد" الاقتصــــاد الرقمي "Economy Digital" على أنـه الاقتصــــاد الـذي یوظف التقنیـات الرقمیـة في تطویر الأنشــطة الاقتصــادیة والاجتماعیة من خلال زیادة كفاءة انتاج الســـلع وإنجاز الخدمات وتحســـین نوعيتها وتوفیر فرص لخلق ســــلاســــل قیمـة جـدیـدة وزیــادة رفــاه الـفـرد. بينما تعرف الـتـحـوّل الـرقـمـي "Digitalization" على أنـه التحول إلى اقتصـــــاد رقمي أي اقتصاد یستند إلى البیانات الرقمیة ویستخدم التقنیات الرقمیة.
ستسهم في تعزيز الاقتصاد وخصوصًا الرقمي منه
وبهذا الصدد، يؤكد وزير الاقتصاد الوطني خالد العسيلي لصحيفة الحياة الجديدة الرسمية المحلية، أهمية خدمة الجيل الرابع من الاتصالات، في حياة المواطنين، وستسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وخصوصًا الرقمي منه المتطور، حيث تمتاز هذه الخدمة بالسرعة العالية في استخدام الانترنت، والتطبيقات الحديثة في قطاع الاتصالات.
ويرى الوزير العسيلي، أن هذه التقنية في حال توفرها، ستلعب دورا مهما في تطوير قطاع الاتصالات، لما له من آثار اقتصادية مباشرة في التوظيف وخلق مصادر دخل جديدة، إضافة لتعزيز دوره كقطاع داعم ومساند لجميع القطاعات الاقتصادية الاخرى، حيث أن خدمات الانترنت بشكل عام تشكّل بنية تحتية اساسية لكافة القطاعات الاقتصادية، وان تطوير هذه الخدمات من ناحية الانتشار والسرعات والسعات يسهم في خدمة كافة القطاعات الاقتصادية وتطوير عملياتها بمختلف مراحلها "الادارية، المالية، التسويقية، والانتاجية".
تشجّع الابتكار وتعزّز ريادة الأعمال
وبين العسيلي أن هذه الخدمة تشجّع الابتكار في جميع المجالات بواسطة اعتماد حلول تقنية تشاركية ستمكن هذه القطاعات من أن تكون أكثر تنافسية وإنتاجية، كما ستسهم في زيادة فاعلية جميع قطاعات الأعمال الصغيرة والمتوسطة.
وقال: "ستعمل خدمة الجيل الرابع على تعزيز ريادة الأعمال وخصوصًا في مجال الشركات الناشئة، حيث تعمل وزارة الاقتصاد الوطني مع الشركاء في هذا المجال على قانون متخصص وجديد لهذه الشركات، كما سيكون لهذه الخدمة دور مهم في مجال التجارة الالكترونية وتوسيع انتشارها".
وأكد العسيلي أن إطلاق هذا الجيل سيقلل من الخسائر الاقتصادية التي يتعرض لها قطاع الاتصالات الفلسطيني نتيجة لإجراءات الاحتلال، والتي تقدر بحوالي 100 مليون دولار وذلك بسبب استخدام شبكات الاتصالات الاسرائيلية في فلسطين.
تنظيم قطاع التجارة الالكترونية
وأضاف: "تعمل الوزارة وبالتشارك مع وزارتي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمالية وسلطة النقد على دراسة تنظيم قطاع التجارة الالكترونية وبما يسهم في تعزيز هذا القطاع من جهة، وحماية حقوق المستهلكين والمنتجين والتجار من جهة اخرى، وان إطلاق هذه الخدمة سيعمل على المساعدة في إطلاق المزيد من الخدمات الالكترونية، والربط البيني ما بين المؤسسات الحكومية، ويعزز الحكومة الالكترونية والرقمية".
كلما زاد انتشارها يزداد نمو الدخل القومي
ولا يختلف الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية عمار العكر، مع موقف الوزير العسيلي حيث يرى أن تقنية الجيل الرابع في فلسطين، ستسهم في بناء اقتصاد رقمي متقدم، لأنها أفضل من تقنية الجيلين الثالث والثاني وتعطي سرعة أكبر لتناقل البيانات، وكلما زادت قدرة الشبكة على التعامل بشكل أسرع مع البيانات بمعنى سهولة استخدام التطبيقات ستكون أفضل واسرع مع الجمهور. وبمعنى آخر، سيزيد استخدام التطبيقات المباشرة على الهواتف النقالة في كافة المجالات الاقتصادية، ما يسهل عمل العديد من قطاعاتها، مؤكدًا الأهمية الكبيرة لخدمة الجيل الرابع في حياة المواطن اليومية والسرعة العالية في استخدام الانترنت والتعامل مع التطبيقات الحديثة ودورها في بناء اقتصاد رقمي متقدم، ومواجهة المنافسة غير الشرعية مع الشركات الإسرائيلية. اذ انها ستسهم في تنشيط استخدام الانترنت الخلوي وتسهيل التعامل مع التطبيقات البنكية والمواصلات والمطاعم، وغيرها، التي اصبحت جزءا اساسيا من حياة الناس، حيث تحتوي واجهات الجوال العديد من التطبيقات فكلما زادت سرعة تعامل الشبكة والجوال مع هذه التطبيقات وبياناتها سهلت حياة الناس واصبح هناك نمو اقتصادي بفعلها، وتسهيل استخدام تقنيات التحميل والتنزيل التي كانت تعاني من المحدودية في الجيل الثالث بسبب سيطرة الجانب الإسرائيلي على ذلك.
وأشار العكر، الى أن هناك احصائيات عديدة من قبل المنظمات الدولية لشركات الاتصالات والتي تبين انه كلما زاد انتشار الانتر نت الخلوي كان هناك نسبة مقابلة من النمو في الدخل القومي لأي بلد. لأن الجيل الرابع أو الانترنت الخلوي وحتى الثابت يسهم في تنشيط القطاعات الاقتصادية المختلفة وبالتالي يسهم في نمو الدخل القومي لأي بلد.
تقديم المزيد من الخدمات
بينما يرى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق د. صبري صيدم، انه في حال تشغيل الجيل الرابع، يعني تقديم المزيد من الخدمات التي من شأنها تسريع العجلة الاقتصادية في توفيرها واتاحتها للجميع لتدعم المتاحة منها في الجيل الثالث ولتفعل الجديدة غير المتوفرة ما سينعكس ايجابا على الاقتصاد الوطني وتعود عليه بعشرات ملايين الدولارات، فضلا عن توفير كافة الخدمات الحكومية في إطار الحكومة الالكترونية باستخدام وسائل الاتصالات كتجديد رخص السياقة واستصدار رخص البناء وتسجيل جوازات السفر او الحصول على التقارير الطبية او حتى ممارسة التطبب عن بعد، الى جانب دعم الاتجاه التعليمي عبر الجامعات والصفوف والحصص الدراسية الافتراضية ومتابعة الشؤون الصحية دون الحاجة للذهاب الى المستشفى إن أمكن أو العيادات حيثما أمكن في إطار التباعد والوقاية.
التطبيق الكامل لمنظومة الحكومة الالكترونية
ودعا صيدم، الحكومة في حال توفر خدمات الجيل الرابع الى الانتقال نحو التطبيق الكامل لمنظومة الحكومة الالكترونية، وعليه يستطيع الجيل الرابع ان يحقق تنفيذ هذه التقنيات وتعزيز دراسة وتطبيق الذكاء الاصطناعي وتشغيل البرامج المستندة لهذا النوع من التكنولوجيا وايضا تعزيز مفهوم الحوسبة السحوبية وايضا البحث في البيانات.
وقال: "عندما يبدأ تشغيل تقنية الجيل الرابع سيشهد الناس اختلافا كبيرا ما بين جيلين من الاتصالات، والذي سيمهد لنا الطريق للانتقال الى الجيل الخامس الذي ينقلنا نحو تطوير هذه التقنيات، ولكن الاهم هو تخفيف اعتماد الانسان على الاحتكاك المباشر وعليه سيتعزز الجيل الخامس بتكنولوجيا جديدة تعرف بتعلم الالة بحيث تتولى ادارة شؤون الانسان وحياته اليومية دون ان يحتاج الى الاحتكاك البشري المباشر".
أتمتة كاملة للخدمات
ولا تشكك مدير عام اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية "بيتا" أماني معدي، بقدرة الجيل الرابع على تطوير الخدمات وسيحدث قفزة نوعية وسيشكل اضافات كبيرة على الاقتصاد وتواصله عبر خدمات تكنولوجية اوسع ستقود الى زيادة وتوسع الاقتصاد الرقمي والخدمات واتمتتها بشكل عام، والتي كلها ستؤدي فعلا الى تحسين فرص نقل فلسطين بابعادها الاقتصادية وبخاصة الخدمات التكنولوجية وتحسينها وتقديم ما هو جديد فيها وزيادة التوظيف، كما انه يمكنها ان تؤسس لوجود خدمات بمستوى اعلى لقطاعات اقتصادية أخرى.
انطلاقة خدمات وقاعدة بيانات أسرع وأرخص
في حين يفترض رجل الأعمال سمير حليلة، أن تحديث تقنية الجيل الرابع انطلاقة لخدمات وقاعدة بيانات اسرع، وتطور نوعي في قدرة استخدام الانترنت على خدمة الشركات والمواطن بشكل واسع وارخص.
وهو ما يتفق معه رجل الأعمال رئيس مجلس ادارة مركز التجارة الفلسطيني "بال تريد" عرفات عصفور، في تحسين الخدمات وتوفير قاعدة البيانات والتحليلات بشكل اسرع وهو ما يعود بالنفع والفائدة على العلاقات التجارية، فضلا عن قدرة تفعيل تقنية الجيل الرابع على محاربة إغراق سوق الاتصالات الفلسطيني بالشرائح الإسرائيلية والتي تقدّر بحوالي 100 مليون شيقل تخسرها الخزينة العامة.