بيت لحم-أخبار المال والأعمال- قدمت مبادرة "عالأرض" جرارا زراعيا للمزارعين في قرية حوسان غرب بيت لحم، لمساعدتهم في عملهم بأراضيهم المحاطة بشكل كامل بالمستوطنات المقامة عنوة على أراضي القرية، وتم تقديم الجرار من قبل المتطوعين في مبادرة عالأرض ضمن سلسلة الخطط التي تبنتها المبادرة من أجل مجابهة الاستيطان ودعم وتمكين أبناء شعبنا الذين يعانون من انتهاكات المستوطنين.
وقد قام فريق مبادرة "عالأرض" بعدة زيارات مؤخرا لتفقد وضع المزارعين والاطلاع على معاناتهم عن قرب لانتهاكات المستوطنات، والبحث عن سبل دعمهم ورفع توصياتهم للجنة التحكيم في المبادرة والتي بدورها أقرت توفير الجرار الزراعي، حيث تم تسليمه لممثلة أصحاب الأراضي والمزارعين المناضلة بسمة حمامرة (أم أنيس) التي قاومت اعتداءات المستوطنين المتكررة على أرضها، وأراضي المزارعين.
وسيساهم الجرار الزراعي في مساعدة أهالي القرية جميعا في أعمال الحراثة والزراعة، حيث تبلغ مساحة الأراضي الزراعية المحاطة كليا بالمستوطنات 1000 دونم؛ وما زال أصحاب الأرض المزارعون يعملون بها رغم محاولات المستوطنين المتكررة الاعتداء عليهم وعلى أراضيهم للاستيلاء عليها.
واستقبل رئيس مجلس قروي حوسان محمد سباتين والمزارعين الصامدين على أرضهم، فريق مبادرة "عالأرض"، مطلعا إياهم على ما تتعرض له القرية من انتهاكات الاحتلال المتواصلة، خاصة أن الاستيطان قضم أكثر من 70% من مساحتها، بسبب احتوائها على العديد من ينابيع المياه الصالحة للشرب التي يسعى الاحتلال إلى سلبها لصالح المستوطنات.
وأكد رئيس المجلس القروي أن الاستيطان استولى على معظم مصادر المياه من الينابيع، مسببا خسائر كبيرة لاقتصاد القرية التي تعتمد على الزراعة بشكل أساسي. وأعرب عن شكره الجزيل لصاحب رؤية مبادرة "عالأرض" بشار المصري لدعمه ومساندته أهالي حوسان، وتمكين المزارعين في أرضهم.
من جهته، أشاد بشار المصري بصمود المزارعين في قرية حوسان الذين يشكلون حالة مميزة وعنوانا مهما للثبات في وجه الاستيطان الذي يحاول باستمرار سلب أرضهم، مبينا أن مبادرة "عالأرض" لم تعد فقط تسهم في دعم الأفكار التي تقدم لنا، إنما نتحرك أيضا للبحث عمن يعملون بجدية ضد الاستيطان لدعم جهودهم وصمودهم، ولإكمال مشوارهم ما يمكنهم من الثبات على أرضهم.
وقال "لقد شاهدنا جميعا هبة أهلنا في بيتا في وجه الاستيطان الغاشم وحده من التوسع، حيث قمنا من خلال مبادرة "عالأرض" بتزويدهم بمعدات طبية ودعم جهودهم من خلال تقديم ورش عمل تدريبية وتوجيهية، واليوم ندعم أهلنا في حوسان الصامدين على أرضهم، وسنستمر بدعم شعبنا في كل رقعة من وطننا الحبيب للتصدي للاستيطان، هذه هي الخطوات العملية والجادة لشعبنا ليقف حاجزاً وسداً أمام الاستيطان".
من ناحيتها، أعربت أم أنيس عن شكرها لبشار المصري ومبادرة "عالأرض"، قائلة: "إن الجرار الزراعي سيعمل على رفع القدرة الإنتاجية للمحاصيل الزراعية، وزيادة سرعة العمل في الأراضي، ما يمكننا من تسويق منتجاتنا بشكل أكبر وأفضل في السوق، ما سينعكس إيجابا على كافة المزارعين هنا، وحماية أرضنا المحاطة بالمستوطنات".
وأضافت: "لن نترك أرضنا مهما حاول المستوطنين طردنا، ومهما عملوا لمنعنا من دخولها سندخلها وسنزرعها بكافة المحاصيل، جيلا بعد جيل ستبقى الأرض لنا، وتلك التي سلبونا إياها ستعود إن شاء الله لأصحابها مهما طال الزمن".
يشار إلى أن قرية حوسان تبعد حوالي 5.6 كم هوائي غربي مدينة بيت لحم، ويحدها من الشرق بلدة الخضر، ومن الشمال قرية بتير، ومن الغرب قرية وادي فوكين والخط الأخضر، ومن الجنوب قرية نحالين، تبلغ مساحتها 13,000 دونم، ويزيد عدد سكانها عن 7,500 نسمة.
يذكر أن مبادرة "عالأرض" تهدف إلى تعزيز قدرة المواطن على الصمود فوق أرضه المهددة بالنشاط الاستيطاني المتواصل والمتصاعد، ودعم أفكار خلاقة تمكن المواطن من توطيد علاقته التاريخية بالأرض، وتبرز للعالم المخاطر الجسيمة للمشروع الاستيطاني على حياة الشعب الفلسطيني وعلى السلام، وذلك عبر تقديم تمويل للأفكار التي تطابق معايير وشروط المبادرة.