غزة-(الأيام)- بدأت أسراب الأسماك تهجر شواطئ قطاع غزة خلال الفترة الماضية، ما أضاف عبئاً جديداً على الصيادين المنهكين، ودفع بعضهم لترك المهنة بصورة مؤقتة، فيما بدأ آخرون بالبحث عن مهن أخرى يعيلون بها أفراد عائلاتهم.
فمنذ أكثر من أسبوعين يعتمد الصيد على الصدف، ما دفع الكثير من الصيادين لتجنب دخول البحر، أو اختيار بعض الليالي التي يظنون أنها جيدة من أجل محاولة الصيد.
أسماك شحيحة
وأكد صيادون أن تلك الفترة من العام في الغالب تكون فقيرة بالأسماك، فحرارة المياه ترتفع، وقناديل البحر بأنواعها تغزو الشاطئ، وكلها عوامل تدفع الأسماك المستوطنة للفرار إلى الأعماق، حيث تجمعات الصخور، كما أن تلك الفترة لا تشهد أي هجرة للأسماك التي تمر قبالة شواطئ القطاع.
ويقول الصياد محمود المجايدة: إنه مع بداية شهر تموز الجاري بدأ يلاحظ تراجع الأسماك، وانخفاض الصيد، فقرر التوقف بصورة مؤقتة عن المهنة، والعمل في قطاع الزراعة، مع اختيار بعض الأيام التي يشعر أنها جيدة للصيد لنزول البحر.
وأكد أن التوقعات تشير إلى استمرار الوضع على هذا المنوال حتى انتصاف شهر أيلول المقبل، حينها تبدأ باكورة الأسماك بالتحرك ناحية الشاطئ، وبعدها يمكن أن تتحسن عمليات الصيد.
وبيّن أن الكثير من الصيادين فعلوا مثله، فمن له أرض زرعها، ومن يتقن مهنة أخرى انصرف إليها، فيما يحاول آخرون، لعلهم يصدفون أسماكاً جيدة يعوضون بها شح الصيد.
في حين يقول الصياد عبد الله زعرب: إن عمليات الصيد في الفترة الحالية تشكل عبئاً وخسارة على أصحاب الحسكات الكبيرة المزودة بمحركات، فدخولها البحر يحتاج إلى كميات من الوقود لتحركها، أو لإنارة مصابيح تعمل على مولد كهرباء، إضافة إلى تكاليف أخرى، وفي حال عاد الصياد دون صيد كاف فهذا يعني أنه سيدفع تكاليف الرحلة من جيبه.
وبيّن أن معظم العاملين بالبحر في الفترة الحالية هم الهواة من صيادي الصنارة، أو ملاك مراكب صغيرة "مجداف"، التي تتحرك بوساطة مجدافَين خشبيَّين، حيث يدخل الصياد مسافة لا تزيد على ميل واحد، ويضع شباكه ثم يخرج، وهي عملية غير مكلفة، وفي حال لم يحالفه الحظ لا يتكلف أعباء رحلة الصيد.
انتظار المواسم
وأكد أن شح الأسماك، بعد أسابيع من تشديد الحصار البحري من قبل الاحتلال ومنع التصدير، زاد من معاناة الصيادين، وعمّق خسائرهم، والجميع ينتظرون قدوم مواسم الهجرة بعد أكثر من شهرين، وسط أمنيات بأن يأتي هذا الموسم في ظل أوضاع أمنية مستقرة، ما يمكن الصيادين من استغلالها، وتعويض خسائرهم.
وبدت كميات الأسماك التي تصل إلى السوق شحيحة، بعضها من نوع البذرة، وهي أسماك صغيرة جداً، إضافة إلى سمكة البلميدة، وكميات محدودة من السكمبلة والسردين.
وأكد البائع عمر فرج (40 عاماً)، أن فتح التصدير أوجد أسواقاً جديدة أمام الصيادين، فرغم شح الصيد إلا أن بعض الصيادين يصدف بأسماك ثمينة، يتم نقلها للتصدير إلى الضفة، بينما بدأت الأسواق تستقبل كميات من الأسماك التي يتم استزراعها محلياً سواء في برك عذبة أو مالحة، موضحاً أنه وفي كل الأحوال فالإقبال على الأسماك شحيح، وسيستمر هذا الشح حتى بعد عيد الأضحى، نظراً لوفرة لحوم الأضاحي.