رام الله-(وفا)- شهدت أسعار الفواكه ارتفاعًا قياسيًا في أسواق محافظة رام الله والبيرة، قبيل عيد الأضحى المبارك، ما تسبب في عزوف عن الشراء حسب عدد من الباعة في سوق الخضار المركزي "حسبة البيرة".
واعتبرت المواطنة التي عرفت عن نفسها بـ"أم محمد" التي كانت تتسوق وعائلتها، أن اسعار الفواكه مرتفعة جدًا، وهو ما يضطرها لاقتصار عمليات الشراء على الأشياء والحاجيات الضرورية والأساسية.
وقالت إنها تفاجأت بسعر كيلو التفاح الذي بلغ 10 شواقل، وكذلك المانجا، والموز بـ 7 شواقل، ما أجبرها على شراء كميات محدودة والاستغناء عن الفواكه كضيافة أساسية واستبدالها بالقهوة والتمر.
وأوضح التاجر جهاد الضامن، أن السوق يشهد ركودًا ملحوظًا، وأن حالة السوق لا تدل على أن هذه الأيام أيام وقفة العيد، وأن حسابات المواطنين المتسوقين وسلوكهم الشرائي مختلف في هذا العيد، وخاصة بعد أزمة كورونا وتردي الوضع الاقتصادي بشكل عام، وقال: الفواكه بالنسبة للمتسوقين أصبحت شيئًا ثانويًا، وأنهم يكتفون بتشكيلة متنوعة بكميات قليلة.
وعزا الضامن ارتفاع أسعار الفواكه، لرفع المورّدين لأسعارها بالجملة، خصوصًا وأن معظم الفواكه تأتي من السوق الاسرائيلية، مشيرًا الى أن التفاح يباع بالجملة من التاجر الاسرائيلي بـ 8 شواقل للكيلو الواحد.
وأوضح أن البائعين والتجار الصغار يضطرون آخر النهار لبيع بعض أصناف الفواكه بالجملة، كالموز مثلا الذي يتأثر بارتفاع درجة الحرارة ويتعرض للتلف، خاصة إذا كان لدى التاجر كمية كبيرة، وأن هذه الحالة تنسحب على مختلف الأصناف في السوق.
التاجر سمبل البهنج، أشار من جانبه الى أن أسعار الفواكه يحددها سعر الشراء من التاجر الاسرائيلي، وأن ارتفاع الأسعار "قتل السوق" على حد تعبيره، ووصف الحركة التجارية بالعادية ولا تختلف عن الأيام السابقة.
وعزا البائع "ابو محمد" ضعف القوة الشرائية في المحافظة الى مغادرة نسبة كبيرة من الموظفين الذين يسكنون المحافظة، وعودتهم الى محافظاتهم لقضاء إجازة العيد، وهو أمر بالغ الأهمية، وقال: "التاجر أمام مشكلة انه اشترى البضاعة برأس مال عالٍ ولا يوجد بيع وهذا سيجعل التجار يضطرون للبيع بأقل من رأس المال خاصة آخر يوم قبل العيد".
بدوره، أكد رئيس غرفة تجارة صناعة محافظة رام الله والبيرة عبد الغني العطاري، أن جائحة كورونا وتبعاتها التي لا تزال حتى يومنا هذا، أثرت على السلوك الاستهلاكي للمواطن، وأن المواطنين في هذه الأيام يعيشون حالة ترقب بسبب التحذيرات من موجة جديدة من كورونا وأيضًا من أزمة اقتصادية، وانعكست هذه المخاوف على السوق، علمًا أن هذه الأيام المباركة في الوضع الطبيعي تشهد حركة تجارية نشطة.
ولفت الى ان المستهلكين اضطروا خلال الفترة السابقة الى شراء الاحتياجات الضرورية وأصبحت أولوياتهم مختلفة حتى في المناسبات المهمة، وهو ما أدى الى تضرر قطاعات اقتصادية مختلفة في المحافظة والوطن.
وأشار إلى أنه يوجد في المحافظة قرابة 9 آلاف منشأة اقتصادية تأثر أغلبها بشكل سلبي وبنسب متفاوتة خلال الفترة الماضية، أهمها قطاع السياحة سواء الفنادق أو المقاهي والمطاعم أو شركات الحج والعمرة، وهذا أيضا أثر على قطاعات مرتبطة بهذا القطاع في تقديم خدمات تكميلية.