مؤسسة MECI تواصل برنامجها "إبداع التكنولجيا في التعليم"

تاريخ النشر
مختبر الحاسوب في مدرسة بنات قاسم الريماوي الثانوية في بيت ريما

رام الله-أخبار المال والأعمال- أطلقت مؤسسة الشرق الأوسط للأطفالMECI  مخيمها السنوي "مخيم السلام الثاني" والذي يشمل أنشطة صيفية وتدريبات على استخدام التكنولوجيا.
ويُعتبر المخيم الأول من نوعه في بلدتي بيت ريما ودير غسانة، وذلك ضمن برنامج إبداع التكنولوجيا في التعليم (
Technovate to Educate) والذي أطلقته مؤسسة الشرق الأوسط للأطفال MECI في تشرين أول من العام الماضي بالتعاون مع شركة كوول نت لخدمات النطاق العريض، مستهدفةً أربع مدارس حكومية في البلدتيْن بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، إضافة إلى جمعية سيدات دير غسانة، وذلك بهدف تمكين طلبة المدارس والجامعات والكادر التعليمي وأولياء الأمور والنساء من مهارات التكنولوجيا وإتاحة الإنترنت المجاني لاسيما بعد ازدياد الحاجة لاستخدامات التكنولوجيا إثر تفشي وباء كورونا وفرض الإغلاقات والتحوّل إلى التعليم والعمل عن بُعد.

وسيقدّم المخيم الصيفي والذي سيستمر حتى الخامس عشر من آب القادم، فرصة للأطفال لتعلّم مهارات الكمبيوتر واستخدامات الإنترنت، حيث تم تجهيز مختبر حاسوب في مدرسة بنات قاسم الريماوي الثانوية من قِبل مؤسسة MECI، فيما قامت شركة كوول نت بربط المدرسة بالإنترنت فائق السرعة مجاناً. كما قامت مؤسسة  MECI بتدريب وتوظيف عدد من السيدات والخريجات للإشراف على الأطفال من أجل صقل مهاراتهم في استخدام الحاسوب والإنترنت وتمكينهم من توظيفها في التعلم والبحث.

وفي إطار برنامج إبداع التكنولوجيا في التعليم، عملت MECI على تجهيز مختبر الحاسوب في مدرسة بنات قاسم الريماوي الثانوية، بالإضافة إلى تجهيز مقهى إنترنت في جمعية سيدات دير غسانة من أجل تدريب السيدات والأمهات وإتاحة المجال لهن للاستفادة من استخدامات الإنترنت والتكنولوجيا.
وتم تجهيز المختبريْن بالتعاون مع شركة كوول نت والتي قدّمت الاستشارات الفنية. كما تبرعت كوول نت بربط الإنترنت فائق السرعة مجاناً لجمعية سيدات دير غسانة ولكل من مدارس ذكور بشير البرغوثي، 
بنات قاسم الريماوي الثانوية، بنات بني زيد الأساسية وذكور بني زيد الأساسية.

واشتمل المشروع الذي تم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومجلس أولياء الأمور وبلدية بني زيد الغربية، على تدريب الطلبة والكادر التعليمي في مدرستي ذكور بشير البرغوثي الثانوية وبنات قاسم الريماوي الثانوية على مهارات الحاسوب والإنترنت، وتدريب عدد من أمهات الطلبة لتمكينهن من دعم أبنائهن وبناتهن في التعلم عبر الإنترنت وتسهيل عملية التعلم في المنزل، كما تم تدريب عدد من طلبة الجامعات ليتمكنوا من استخدام التكنولوجيا في تعلمهم الجامعي. وأعربت السيدة تحرير وهي أم لتسعة أطفال يشاركون في برامج MECI، عن تقديرها لجهود المؤسسة والجمعية لتجهيز مختبر الكمبيوتر، وأوضحت "إننا نواجه أوقاتاً اقتصادية صعبة خاصة في القرى الفلسطينية، لكننا محظوظون لأن لديناMECI  وبرامجها الرائعة التي يستفيد منها الأمهات والأطفال".

ويوفر المشروع برنامجاً متكاملاً للتدريب والتمكين التكنولوجي لطلبة المدارس والجامعات وأولياء الأمور والمعلمين والمستشارين والنساء المهمشات من برامج تمكين المرأة، حيث يسعى المشروع إلى تمكين نحو 1000 طالب وطالبة في المدارس الأربعة و100 طالب وطالبة جامعيين من الوصول إلى التكنولوجيا وخدمات الإنترنت المجاني الآمن لمواصلة التعلّم عن بُعد، إضافة إلى 60 سيدة من أمهات الطلبة والمشرفات وصاحبات المشاريع.

ويقدم مقهى الإنترنت تجربة جديدة تتيح للنساء والأطفال والشباب والمجتمع المحلي ككل الوصول إلى أجهزة الحاسوب والإنترنت من أجل التعلم والبحث والتفاعل ضمن مساحة آمنة، حيث سيتمكن الأطفال والشباب من التزوّد بمهارات القرن الحادي والعشرين وتعلم كيفية متابعة نظام التعليم عبر الإنترنت بعد توجه وزارة التربية والتعليم العام الماضي إلى التعلم الإلكتروني لمواجهة الوباء، كما يسهم مقهى الإنترنت في محو الأمية الرقمية وتشجيع البحث والتعلم المستقل وحل المشكلات والتفكير النقدي.

وأكدت الطالبة لارا الشعيبي والتي تدرس تخصص المحاسبة في إحدى الجامعات الوطنية، على أهمية وجود مقهى الإنترنت لمساعدة الطلبة، وأوضحت "سيساعد مختبر الكمبيوتر الطلاب كثيراً، فهناك تحول إلى التعلم عبر الإنترنت، وسيكون مقهى الإنترنت مركزًا مهما بالنسبة لنا وسيمنح الطلاب إمكانية الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر والإنترنت حيث لا يمتلك الجميع أجهزة كمبيوتر، كما سيساعدنا على الالتقاء لغرض الدراسة ودعم بعضنا البعض".

كما يتيح مقهى الإنترنت المجال أمام السيدات لاسيما صاحبات المشاريع والأفكار الريادية لاستخدام الإنترنت في متابعة مشاريعهن بما يسهم في تحقيق أهداف التمكين الاقتصادي للنساء. واعتبرت السيدة إنصاف الشعيبي رئيسة جميعة دير غسانة أن مقهى الإنترنت يُعد فكرة مبتكرة، مضيفةً "إن التدريب على مهارات الكمبيوتر سيساعد النساء على الإيمان بأنفسهن وبناء ثقتهن في قدراتهن، كما سيسهم في تمكين الأمهات والطلاب وأي شخص يرغب في الانضمام".

بدوره، أكد السيد محمد سعيد مدير مؤسسة الشرق الأوسط للأطفال MECI في فلسطين، أن المؤسسة ملتزمة برؤيتها ورسالتها لخلق الأمل من خلال التعليم وتحويل حياة الأطفال والنساء المهمشين في الشرق الأوسط للأفضل، وجاء إطلاق برنامج "إبداع التكنولوجيا في التعليم" انطلاقًا من هذا الالتزام، وذلك استجابة لانتشار كوفيد 19 وإغلاق المرافق التعليمية من مدارس وجامعات ومعاهد تقنية، ولتلبية الاحتياجات التعليمية الملحة للأطفال والشباب، كما يساعد البرنامج الآباء والأمهات والنساء المهمشات في رحلتهم نحو التمكين الاجتماعي والاقتصادي.

ومن جهته، أوضح المهندس هاني العلمي مدير عام شركة كوول نت أن الشركة سارعت إلى المساهمة في المشروع عبر توفير الإنترنت المجاني بسرعة فائقة لالتزامها بتمكين الفئات المهمشة والطلبة والمعلمين والسيدات في الريف من الحصول على الإنترنت والاستفادة من التكنولوجيا، الأمر الذي ينسجم مع رؤية الشركة في إتاحة المعرفة الرقمية خاصة للشرائح المهمشة، والمساهمة في التمكين الرقمي لخدمة أهداف التعليم والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. وأردف العلمي أن المشروع يسهم في تمكين المجتمع القروي من المعرفة الرقمية واستغلالها سواء لتعليم الأبناء أو لتطوير المشاريع النسوية الريادية، لاسيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وبعد تضرر المشاريع الصغيرة ما يتطلب التدخل لتهيئة البيئة التكنولوجية لدعم هذه الشرائح.

ولتحقيق أهداف تمكين المرأة نفسياً واقتصادياً، تم تدريب عدد من السيدات في البلدتيْن على مهارات الكمبيوتر والإنترنت ليتمكنّ من استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لتسويق مشاريعهن ومنتجاتهنوأشادت طالبة تخصص الإدارة الصحية هيا الصقري بالتوجه نحو تدريب الطلبة والسيدات قائلة "إننا نتعلم الآن عبر الإنترنت باستخدام أجهزة الكمبيوتر، لذا فإن هذا التدريب سيساعد النساء على التأثير في المجتمع في جميع جوانب الحياة". وخلال الأشهر الماضية، تم تدريب فريق من السيدات على المهارات التقنية والمعرفة اللازمة لدمج وإشراك الطلبة للاستفادة من المشروع. ولاحقاً وظفت MECI حوالي 35 من المتدربات للإشراف على برنامج أنشطة ما بعد المدرسة (After School Program  ) والذي تم تنفيذه في السنة الدراسية المنقضية لإثراء أوقات الفراغ لدى الطلبة عبر الأنشطة الرياضية والفنية والموسيقية.