بيت لحم-أخبار المال والأعمال- أصبحت الفتاة بيسان حميد من بيت لحم أول موظفة ساعية بريد في الأراضي الفلسطينية لتكسر بذلك تقاليد احتكار الرجال للمهنة.
وبدأت حميد، خريجة الإعلام، مسيرتها كأول ساعية بريد بداية العام الجاري بعد أن خضعت لفترة تدريبية داخل مقر البريد الفلسطيني في بيت لحم.
وتقول حميد، وهي في العشرينات من عمرها لوكالة أنباء "شينخوا" الصينية، إنها أنهت عملها في مجال الإعلام مع بداية عام 2019 في مدينة رام الله وعادت إلى مدينتها بيت لحم تبحث عن فرصة عمل أخرى قبل أن يعرض عليها صديق لها العمل في هذه الوظيفة الجديدة.
وتضيف أنها كانت تبحث عن فرصة عمل ولم تتردد في قبول الوظيفة الجديدة لخوض تحد جديد في حياتها ولاكتساب المزيد من الخبرات.
وتبدأ حميد، وهي تحمل حقيبة رسائل مع مجموعة عناوين لتسليم بريدها، عملها عند الساعة الثامنة صباح كل يوم وتنهيه عند الثالثة عصرا.
لكن لا يشغل حيز توزيع البريد جل وقت عملها، فهي أصبحت على قدر من الخبرة لتنظيم وقتها وترتيب مواعيدها.
وواجهت حميد مصاعب في التنقل في بداية عملها خاصة أن ساعي البريد يضطر للسير على الأقدام لتسليم بريده، وسرعان ما تغلبت على المشكلة بترتيب مواعيدها والمناطق التي تزورها.
وبعد مضي أشهر على تسلم حميد وظيفتها فإنها تكتشف أمورا جميلة عن تعامل المواطنين وردة فعلهم على عملها.
وتقول إنها تعرضت لردود فعل متباينة ما بين مؤيد وداعم لفكرة عملها وما بين من يصيبه الدهشة عند مقابلته لتسليم البريد.
وبحسب حميد فإن تلك الردود أدخلتها بحالة تحد من أجل النجاح والمثابرة في عملها لتؤكد أنها على قدر من المسؤولية والجدية للاستمرار في هذا المجال، وكسر الصورة النمطية عن عمل المرأة.
وحظيت الفتاة بتشجيع من عائلتها، ويقول والدها حسن حميد (59 عامًا)، ويعمل سائق سيارة أجرة، إنه لا يمانع في وظيفة ابنته كونها أخذت على عاتقها مسؤولية النجاح فيها.
ويضيف لـ "شينخوا"، أن ابنته طرحت الفكرة في البداية وأعجبته لاقتناعه أن من حقها أن تعمل ما تريد طالما أنها تستطيع التعامل مع ظروف عملها الجديد.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، تبلغ نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة في فلسطين 16 في المائة، علما أن الإناث يشكلن نسبة 49 في المائة من المجتمع الفلسطيني.
ويقول مدير بريد بيت لحم محمد السعدي إنه كان من مشجعي فكرة أن تعمل بيسان حميد ساعية بريد في منطقة بيت ساحور والتي تمتاز بتعايش ما بين جميع فئات المجتمع.
ويشير السعدي لـ "شينخوا"، إلى أنه بعد تسلمه إدارة البريد في نهاية العام الماضي طرح فكرة استلام بيسان وظيفتها على وزير الاتصالات الذي رحب بفكرة انضمامها الى هذا المجال.
ويوضح أنه أخضع بيسان لفترة تدريبية حول مختلف مجالات عمل البريد حتى تكون قادرة على التعامل مع المواطنين في عملها، بينما اختار أن تعمل بداية في بيت ساحور في منطقة محصورة ولا تحتاج الى جهد التنقل لمناطق أخرى حتى تتمكن من اكتساب الخبرة الكافية.
من جهته يقول مدير عام البريد الفلسطيني معاذ ضراغمة إن تطوير البريد الفلسطيني يأتي ضمن أولوية خطط الوزارة والحكومة الفلسطينية ودخول سيدات في إطار العمل لتعزيز دورها في المجتمع.
ويوضح ضراغمة لـ "شينخوا"، أن بدء عمل سيدة ساعية بريد خطوة لافتة لكثير من المواطنين وقوبل بترحيب منهم ما يشجع إدارة البريد على توسيعها مستقبلا.
ويشدد على أن البريد الفلسطيني يسعى لتطوير عمله من حيث إدخال خدمات الكترونية وإدخال خدمة البريد السريع على المستوى الداخلي والخارجي وتعزيز دور فلسطين في الاتحاد العالمي للبريد.
ويشير ضراغمة إلى بدء إجراءات في فتح فروع جديدة للبريد لتغطية معظم مناطق الضفة الغربية خاصة تلك النائية منها والمهددة مثل الأغوار وجنوب الخليل وغيرها.
لكن المسؤول الفلسطيني اتهم إسرائيل بفرض قيود وإعاقة عمل وتطوير البريد الفلسطيني خاصة أنه لا يوجد معابر رسمية خاضعة للسيطرة الفلسطينية.