غزة تعاني من شحّ في إمدادات الخضار والبيض والدجاج

تاريخ النشر
صورة توضيحية-مواطنون ينزحون من منازلهم في غزة-تصوير وكالات

غزة-(الأيام)- تعاني الأسواق التقليدية في محافظتَي غزة وشمال غزة من نقص حاد وكبير في إمدادات الخضراوات بجميع أصنافها، والدجاج اللاحم وبيض المائدة؛ بسبب صعوبة وصول المزارعين والعمال إلى المناطق الزراعية إثر تعرضها المتواصل للقصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي.
وظهر هذا النقص جلياً وواضحاً في أسواق المحافظتين اللتين تتعرضان للنصيب الأكبر من العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ تسعة أيام، ما أدى إلى ارتفاع أسعار بعض الأصناف المتوفرة بكميات قليلة.
وأضحى تجار المحافظتين يعتمدون على ما يصل من المحافظات الأخرى كرفح وخان يونس والوسطى، في ظل عدم قدرة المزارعين على الوصول إلى أراضيهم في شرق وشمال محافظة شمال غزة.
ويقع أكثر من 98% من الأراضي المزروعة في المحافظتين، بالإضافة إلى مزارع تربية الدجاج اللاحم والبياض في منطقة الشريط الحدودي الشرقية والشمالية، والتي تعتبر من المناطق الأكثر التهاباً باعتبارها منطقة عمليات عسكرية لجيش الاحتلال الذي استهدفها بأكثر من 700 غارة جوية وبحرية وقذيفة مدفعية منذ بدء العدوان، أسفرت عن تدمير مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة، فضلاً عن إلحاق أضرار بالغة في مئات مزارع الطيور.
وفشلت محاولات الكثير من المزارعين في الوصول إلى أراضيهم لقطف الثمار، كما يقول المزارع هشام العطار، والذي عرض نفسه لموت محقق بعد أن اقترب من المنطقة الزراعية الشمالية.
وقال العطار الذي اضطر إلى إخلاء ومغادرة منزله الواقع في منطقة العطاطرة شمال مدينة بيت لاهيا لـ"الأيام": إنه حاول جاهداً أكثر من مرة الوصول لمزرعته إلا أنه فشل بسبب إطلاق طائرات الاحتلال القذائف باتجاههم.
فيم وصف أسعد أبو حليمة، صاحب عدة مزارع للدجاج البياض في المنطقة الشمالية لمدينة بيت لاهيا، عملية دخول المزارعين لمزارعهم كالقيام بعملية عسكرية من وجهة نظر قوات الاحتلال، التي تراقب سماء المنطقة بعدد هائل من الطائرات المسيّرة والتي لا تتردد في قتل كل مواطن يتحرك في المنطقة.

نفوق الدواجن والطيور

ويخشى أبو حليمة، خلال حديثه لـ"الأيام"، من نفوق أعداد كبيرة من الطيور لعدم قدرته على الوصول إلى المزرعة والاعتناء بالطيور.
من جانبها، قالت وزارة الزراعة بغزة: إن قيمة الأضرار والخسائر التي لحقت بالقطاع الزراعي في قطاع غزة؛ جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ تسعة أيام، فاقت 20 مليون دولار.
وتوقعت الوزارة، في بيان لها، وزعته أمس، أن تتضاعف الأضرار والخسائر في القطاع الزراعي، نتيجة تواصل القصف المركز لمئات الدونمات وعشرات المنشآت الزراعية، وكذلك استهداف مخازن ومستودعات مدخلات ومستلزمات الإنتاج الزراعي بشكل مباشر.
وأشارت إلى أن طواقمها الفنية والإدارية في مديريات الزراعة الخمس في القطاع ما زالت تستقبل طلبات المتضررين، وتتابع عمليات إحصاء الأضرار الأولية بالتواصل مع اللجان المحلية والمزارعين الرياديين، وذلك للحصر والتقييم إلى حين توقف العدوان لمعاينة الأضرار على أرض الواقع.
ولفتت إلى أن الأضرار تمثلت بتلف مباشر للأراضي المزروعة بالخضراوات والفواكه، وتدمير كلي وجزئي للمنشآت الزراعية والبنية التحتية الزراعية من خطوط ناقلة وشبكات ري، بالإضافة للآبار الزراعية وخزنات المياه والمشاتل، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بحقول القمح ومزارع تربية الدواجن والثروة الحيوانية بشكل عام، وعدم تمكن المزارعين من الوصول لممارسة أعمالهم الزراعية وتسويق منتجاتهم، علماً أن كثيراً من المزارعين الذين اضطروا للوصول إلى أراضيهم تم استهدافهم داخل أراضيهم.

التحذير من كارثة حقيقية

وحذرت الوزارة من حدوث كارثة حقيقية في قطاع الإنتاج الحيواني بسبب استمرار إغلاق المعابر، منوهة إلى أن الأعلاف الخاصة بالدواجن والأغنام والأبقار لم تعد تكفي بالمطلق لتغذية الحيوانات.
وفيما يخص قطاع الصيد، نوهت الوزارة إلى أن الخسائر غير المباشرة أكبر بكثير من الخسائر المباشرة والمتمثلة في الانقطاع عن العمل داخل البحر، يضاف إلى ذلك الخسائر اليومية والتي تزيد على نصف مليون دولار من المنتجات النباتية والأسماك التي لم يتم تصديرها بشكل يومي نتيجة إغلاق المعابر.
في سياق متصل، كانت وزارة الزراعة قد أعلنت عبر موقعها الإلكتروني ومنصاتها الرسمية، لمزارعي الإنتاج النباتي ومستلزماتها، ومربي الثروة الحيوانية ومستلزماتها، والصيادين، إلى الإبلاغ عن الأضرار والخسائر التي لحقت بأراضيهم وممتلكاتهم الزراعية كل في محافظته، وذلك عبر نشرها أرقام تواصل مباشرة مع موظفيها في المديريات الخمس التابعة لها في القطاع.