الخليل-أخبار المال والأعمال-وضع رئيس الوزراء محمد اشتية، اليوم السبت، حجري الأساس لمشروعي محطة معالجة المياه العادمة، وخط وادي السمن لمحافظة الخليل، اللذين يأتيان استكمالا لسلسلة من المشاريع الحيوية التي نفذتها سلطة المياه في المحافظة.
وقال اشتية خلال افتتاح المشروع الذي جرى بحضور وممثل الاتحاد الأوروبي سفن كون فون بورغسدورف، والقنصل الفرنسي العام السيد رينيه تروكاز: "نحن سعداء بوضع حجري الأساس لمشروعين سيستفيد منهما حوالي 800 ألف مواطن في منطقة الخليل، الأول بقيمة حوالي 41 مليون دولار مقدمة من الاتحاد الأوروبي وفرنسا والبنك الدولي، والثاني بقيمة 30 مليون شيقل بتمويل من الحكومة".
وأضاف رئيس الوزراء، أن هذه المشاريع في البنية التحتية تأتي لتعزيز صمود الناس من جهة، والحفاظ على البيئة من جهة ثانية، والحفاظ على حقوقنا المائية من جهة ثالثة، موضحًا أن المياه التي يتم إعادة تدويرها سوف تساهم في ري مساحات واسعة من الأراضي.
وتابع اشتية: "هذه المشاريع بالنسبة لنا هي التزام من الحكومة لاستكمال البنية التحتية، واسرائيل تخصم علينا بالمقاصة حولي 13 مليون شيقل شهريًا، عبارة عن فاتورة المياه التي تصل للجانب الاسرائيلي والتي يتم تكريرها وإعادة تدويرها وتستفيد هي منها، بينما نحن لا نستفيد شيئا، وترسل لنا الفاتورة، حيث أن هذه المشاريع ستوفّر على الخزينة الفلسطينية 15 مليون دولار شهريًا، والتي تأتي بتوجيهات من الرئيس محمود عباس على أن نبقى أوفياء للناس وتبقى أيدينا على نبض المواطن، بما يحتاجه من خدمات".
وأردف اشتية: "هناك أيضًا مدارس في يطا وتأهيل للشارع الرئيسي، إضافة الى احتياجات لمحافظة الخليل سوف يجري تنفيذها قريبًا، فهي أكبر محافظة في الوطن، وقدمت وتقدم الحالة النضالية وسنقدم لها كل الدعم والتأييد في مواجهة بشاعة الاستيطان والاستيلاء على الأراضي والتضييق على المواطنين، كما محافظات الوطن كافة".
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الإعداد لهذا المشروع كان في السابق، لكنه تأخر بسبب جائحة كورونا، والآن التمويل موجود والعمل بدأ، وسنرى إنجاز هذه المشاريع على أكمل وجه.
واختتم اشتية "أشكر القائمين على هذا الأمر من رؤساء البلديات والعمال والمهندسين والمقاولين، ونأمل أن يكون هذا المشروع نموذجا يحتذى به، كالمشاريع المشابهة في قطاع غزة، حيث قبل أيام افتتحنا مشروعا في محافظة طوباس، وبالتالي استراتيجيتنا في تدوير المياه، ان نستفيد منها لخدمة اهلنا والحفاظ على البيئة أيضا".
من جانبه، أكد رئيس سلطة المياه مازن غنيم، أن أهم انعكاسات المشروع تتمثل بحصول قرابة 800 ألف مواطن في محافظتي الخليل وبيت لحم على إمدادات المياه من مستودع المياه الجوفي الشرقي، حيث سيستفيدون بشكل غير مباشر منه عبر حماية طبقات المياه الجوفية من التلوث، وضمان تواجدها للاستخدام المستمر من قبل سكان المنطقة.
وذكر أن قيمة المشروع الإجمالية بكل مكوناته بمرحلته الاولى تصل الى 80 مليون دولار، بما يشمل اضافة الى البنية التحتية والمحطة، المكونات الاخرى المتعلقة بإدارة المشروع وبناء القدرات، وتشغيل وصيانة المحطة، واعداد المخطط الشامل للاستثمارات المستقبلية في قطاع الصرف الصحي في المحافظة، إضافة إلى تمويل الحكومة الفلسطينية لتنفيذ وادي السمن بقيمة 30 مليون شيقل.
بدوره، ثمن محافظ الخليل جبرين البكري صمود أهالي المنطقة وإصرارهم على تحسين الوضعين المائي والبيئي، الذي توج بهذا المشروع المهم الذي بُذل فيه جهد واضح من الحكومة، التي سخرت كافة الامكانيات اللازمة لخدمة ابناء شعبنا.
وتعتبر هذه المشاريع الاولى من نوعها بهذا الحجم والمكونات من حيث معالجته لقضايا مختلفة فإنشاء محطة التنقية يساهم في حل المشاكل البيئية والاجتماعية والصحية الناتجة من المياه العادمة، والتي تمر من خلال التجمعات السكانية، وما كان يترتب على تدفقها من خسائر مادية بسبب الاموال التي يقتطعها الاحتلال بحجة المياه العادمة العابرة للحدود.
ويسهم المشروع بأنه يساعد على إيجاد مصدر بديل للمياه للاستخدامات الزراعية، والمقدرة بـ23 الف كوب يوميا، ولتنظيف مجرى الوادي الطبيعي من المياه العادمة وتأهيله ليعود مجرى مائيا صحيا يخدم سكان المنطقة.
ومن الجدير ذكره انه خلال الخمس سنوات الماضية تم العمل على أكثر من 16 مشروعا بقيمة مالية تجاوزت 140 مليون دولار أميركي، والتي خدمت مدن المحافظة والكثير من التجمعات الفلسطينية.