غزة-وفا-زكريا المدهون-يشكّل شهر رمضان المبارك فرصة للشباب العاطلين عن العمل في قطاع غزة، الذي تنهشه البطالة والفقر جرّاء الحصار المتواصل منذ أكثر من اثني عشر عاماً، في ايجاد عمل ولو مؤقت.
تظهر هذه الأعمال الموسمية في أسواق القطاع وتعّد من الطقوس الرمضانية، كصناعة وبيع حلوى القطايف، وبيع المخللات، والعصائر، والفلافل المحشي، والجرجير، والفجل، والبوظة والمثلجات.
عام 2019 من أسوأ الأعوام التي تمر على شعبنا في قطاع غزة، في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وانعدام الأمن الغذائي لدى نسبة كبيرة جداً من الغزيين.
اياد غبن (38 عاماً) افتتح في سوق مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، "بسطة" لبيع حلويات "القطايف" ليعيل أسرته حيث أنه عاطل عن العمل منذ سنوات.
وقال غبن لـ "وفا": "إنه ينتظر حلول شهر رمضان لبيع القطايف لتحسين وضعه المادي، وتدبير مصاريف أسرته"، مشيرا الى انه عاطل عن العمل منذ سنوات بسبب انعدام فرص العمل في غزة.
واشتكى من قلة اقبال المواطنين على الشراء بسبب سوء أوضاعهم المادية، لافتا الى أن سعر الكيلو غرام "القطايف" ستة شواقل.
وأكد الخبير الاقتصادي ماهر الطبّاع، أن شهر رمضان يأتي هذا العام على سكان قطاع غزة في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية وانسانية صعبة للغاية بسبب الحصار الاسرائيلي واستمرار الانقسام.
وشدد على أن معدلات الاستهلاك ترتفع من قبل المواطنين في شهر رمضان الكريم، مما يشكل عبئاً اقتصادياً إضافيا على كاهلهم وخاصة محدودي ومعدومي الدخل، حيث تزداد احتياجاتهم وتتضاعف مصاريفهم.
وأشار الطبّاع الى أن نسبة البطالة تبلغ 52%، وأن هناك 300 ألف شخص عاطل عن العمل، منوها الى أن نسبة البطالة بين الخريجين في الفئة العمرية من (20-29 سنة) بلغت 69%.
وبيّن أن نسبة معدلات الفقر بلغت 53%، أي أن أكثر من نصف المواطنين في القطاع فقراء، اضافة الى أن ما يزيد عن مليون شخص يتلقون مساعدات من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" ،والمؤسسات الإغاثية الدولية والعربية والإسلامية العاملة في قطاع غزة.
وشدد الخبير الاقتصادي، على أن المخرج الوحيد لحل جميع مشاكل قطاع غزة، يتمثل في فك الحصار وإنهاء الانقسام البغيض وتحقيق الوحدة الوطنية بين جناحي الوطن.