رام الله-أعلنت وزيرة الاقتصاد الوطني عبير عودة، يوم الخميس، عن إطلاق مشروع إنشاء مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار في الجامعات الفلسطينية، تنفيذا للاتفاقية الموقعة بين الوزارة والمنظمة العالمية للملكية الفكرية لتعزيز ثقافة الابداع والتميز والابتكار، والتحفيز على البحث العلمي لما له من اثر على الاقتصاد الفلسطيني.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها الوزارة بالشراكة مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية وبالتعاون مع المجلس الأعلى للإبداع والتميز، بمشاركة الوزيرة عودة، ورئيس المجلس عدنان سمارة، ومساعد مدير عام في منظمة الملكية الفكرية العالمية يوشوكي تاكاجي، وبحضور ممثلين عن القطاعين العام والخاص الفلسطيني والمؤسسات الاكاديمية المستهدفة في هذا المشروع.
ويأتي توقيع الاتفاقية انسجاماً مع أجندة السياسات الوطنية (2017-2022) ومع تطلعات وزارة الاقتصاد الوطني الهادفة لخلق ثقافة وطنية بالابتكارات والاختراعات تهدف إلى تشجيع الأبحاث العلمية وربطها بمتطلبات القطاع الخاص، والاستفادة منها بما يحقق نقلة نوعية في عملية الإنتاج الصناعي ورفع مهارات وقدرات الموارد البشرية وإتاحة الفرصة للمنافسة في الأسواق المحلية والدولية.
وقالت الوزيرة عودة: إن الحكومة الفلسطينية وبناء على توجيهات سيادة الرئيس بضرورة توفير الرعاية والاهتمام بالمبتكرين الفلسطينيين، تولي للملكية الفكرية أهمية كبرى كونها تعتبر ركيزة أساسية من ركائز دعم التنمية الاقتصادية.
وبينت الوزيرة انه سيتم تطوير استراتيجية وطنية للابتكار والملكية الفكرية بعنوان "نحو دولة الإبداع والابتكار" بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وسيكون دور الجامعات هاما في تطويرها وتنفيذها مع جميع الجهات ذات العلاقة، خاصة أن شعبنا الفلسطيني يمتلك المقومات البشرية والعلمية التي تؤهله للاستفادة من الملكية الفكرية في تطوير اقتصاده وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
وأكدت الوزيرة العمل على توفير البيئة المناسبة لدعم المبتكرين، حيث تم تطوير قانون الملكية الصناعية، الذي يتناول الاختراعات، واستحداث نماذج المنفعة مما يساهم في دعم الابتكارات، وجاري العمل على تسهيل الإجراءات أمام المخترعين الفلسطينيين، من خلال من خلال تطوير الخدمات التي نقدمها للمواطنين ومن ضمنها استخدام نظام IPAS للعلامات التجارية والاختراعات والنماذج الصناعية، وكذلك استخدام نظامWIPO PUBLISH للعلامات التجارية، وتوفير البيانات على موقع الوزارة.
وذكرت الوزيرة عودة ان المراكز سيتم اعتمادها كنقطة اتصال بين طلبة الجامعات والعاملين فيها وبين الإدارة العامة لحقوق الملكية الفكرية، وسيتم اعتماد بعض الجامعات المؤهلة لإجراء الفحوصات الفنية على الاختراعات المقدمة للتسجيل، مطالبة جميع الجامعات الفلسطينية تبني هذا المشروع الذي سيكون مقدمة لبناء علاقات ثنائية بين الجامعات والمنظمة العالمية للملكية الفكرية للاستفادة من المساعدات التي تقدمها للجامعات في دول العالم.
وأعربت عن شكرها للمنظمة العالمية للملكية الفكرية على دعمها المتواصل لدولة فلسطين، وللسيد فرانسيس غاري مدير عام المنظمة على اهتمامه الدائم.
من جانبه ذكر رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز أن أكثر من ثلاثين مؤسسة تعمل في مجال الابداع والابتكار، وسيتم قبل نهاية العام الجاري الاعلان عن النداء العلمي التكنولوجي التركي الفلسطيني في القطاعات المختلفة بقيمة نصف مليون دولار، والاحتفال بأسبوع الريادة العالمي مع بداية الشهر القادم، وجاري العمل على تشكيل مجلس ادارة للمجلس الاعلى للإبداع والتميز في الشتات ليكون رديفاً لمجلس الادارة في الوطن، وانجاز مسودة قانون الابداع، ووضع استراتيجية وطنية للإبداع والتميز والريادة.
وأكد سمارة اهمية مشروع إنشاء مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار من قبل وزارة الاقتصاد الوطني في دعم الابتكار ونقل التكنولوجيا وتحسين فرص الحصول على الادبيات العلمية والتكنولوجية وتحسين نوعية الانشطة المتعلقة ببراءات الاختراع المحلية والتكامل بين القطاعين الاكاديمي والصناعي.
وأشار سمارة إلى اهمية الخدمات التي ستقدمها المراكز في الوصول لمعلومات تكنولوجية، والمساعدة في الأبحاث والمعرفة عن قواعد الملكية الفكرية ووضع خطط عمل للمشاريع والابتكارات، والمساعدة في توفير دعم مادي للمشاريع.
وتحدث مساعد مدير عام الوايبو للبنية التحتية العالمية ييوشوكي تاكاجي عبر تقنية الفيديو كونفرنس من مقر منظمة الوايبو عن أهمية الابتكار في العالم وعن التجارب السابقة لمراكز البحث التي تم إنشائها والتعاون معها وذكر أهمية هذه المراكز في تشجيع ودعم المبتكرين والباحثين والمخترعين للبحث والإبداع وأنهم بحاجة لمكان ثابت وصامد للرجوع اليه في أبحاثهم واختراعاتهم.
واعتبر تاكاجي برامج توفير مراكز دعم للابتكار من انجح البرامج، وقال بأنه يوجد 77 عضو قاموا بإنشاء هذا البرنامج، كذلك تم التعاون مع الأعضاء وإنشاء 600 مركز بحث تابع TISCs وحاليا نحن بانتظار إنشاء مراكز البحث في فلسطين وتقديم المساعدة المطلوبة لهم.
وبين ان هذا البرنامج تم بالتعاون مع الويبو ووزارة الاقتصاد الوطني، معرباً عن شكره لوزارة التربية والتعليم والمجلس الأعلى للإبداع والتميز لتعاونهم ومشاركتهم الفعالة في هذا المشروع، كما تمنى النجاح والتوفيق لفلسطين.
من جانبه أبدى ممثل المكتب الإقليمي للدول العربية في الوايبو عمرو عبد العزيز، في مداخلة عبر تقنية الفيديو كونفرنس من مقر الوايبو، الاستعداد لتقديم كل أشكال الدعم اللازم في مجال تطوير حقوق الملكية الفكرية في فلسطين، وهذه الورشة تأتي في اطار الدعم الفني التي تقدمه الوايبو لفلسطين املا بان تكون بداية لتكريس التعاون المستقبلي في دعم فلسطين، مشيراً الى اهداف هذه الورشة في التعرف على ماهية الخدمات التي تقدمها مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار.
وأكد أن موضوع الملكية الفكرية في البلدان العربية بحاجة الى دعم القيادات السياسية، كونه موضوع جديد، مبيناً ان فلسطين حريصة على تطوير قدراتها في مجال الملكية الفكرية خصوصاً الى ان المجتمع الفلسطيني متعلم ومثقف لا ينقصه سوى دعم المبتكرين والمخترعين لدورهم المهم في بناء اقتصاد المعرفة مجدداً الاستعداد لتقديم المساعدات الفنية لفلسطين.
بدوره أكد علي ايهاب قباج ممثل وزارة التربية والتعليم على أهمية تقوية العلاقات مع كافة المؤسسات، لدعم التكنولوجيا والبحث العلمي ووضع فلسطين على خارطة البحث العلمي عالمياً، وكذلك من الناحية التكنولوجية، لافتاً الى العديد من المؤسسات التي تعمل على تعزيز التكنولوجيا، والإبداع والبحث العلمي.
وأشار قباج الى النتائج التي تمخضت عن المنتدى الوطني الفلسطيني الثالث لمؤسسات الابداع في مجال الاستثمار بالتكنولوجيا والبحث العلمي والإبداع، واستمرار وزارة التربية والتعليم، في الاستثمار بالبحث العلمي مبيناً تخصيص مبلغ مقطوع لدعم البحث العلمي والتميز والإبداع، في الجامعات اضافة الى العديد من المبادرات من مؤسسات التعليم العالي وحتى المدارس التي فازت بجوائز عالمية فلسطين.
كما أكد مواصلة تقدم كل أشكال الدعم على الرغم من سياسات الاحتلال والتحريض المستمر على مناهجنا ومؤسساتنا والقيود على باحثينا وخاصة في قطاع غزة.