نابلس-وفــا-بدوية السامري-المدينة العريقة التي تقع على سفوح جبلي جرزيم وعيبال، ليمنحها الموقع تفردا جغرافياً بين مدن العالم، وميزة بأنها تجمع أبناء الديانات الثلاث، لديها الكثير لتقدمه للسائح الوافد، ولابن البلد أيضا.
نابلس كما تقول مديرة دائرة السياحة والآثار عهود لبادة، فيها الكثير من الأماكن السياحية، التي تؤهلها لتكون وجهة للفلسطينيين من كافة المحافظات، ووجهة للسياحة الوافدة أيضاً.
تضم محافظة نابلس 266 موقعاً أثرياً، وآلاف المعالم الأثرية والسياحية.
وتضيف لبادة "رغم تفرد المدينة بالعديد من الميزات والمواقع، إلا أن عدد السائحين الزائرين لها، ليس بالعدد الكبير التي تستحق، فهي بحاجة للعمل على تشجيع السياحة واستقطاب السائحين.
وتشير إلى أنه اذا ما تم الاهتمام بالمجال السياحي فإنه سيعود على المدينة بدخل كبير، وسيوفر فرص عمل للكثير من العاطلين عن العمل.
وتقول: "هناك توجه في هذا السياق، من خلال زيادة عدد المكاتب السياحية". وتبين أن عدد هذه المكاتب كان عام 2017، تسعة عشر مكتبا، وارتفعت العام الجاري إلى 22.
وتشير إلى أن هذه المكاتب تهتم بالسياحة الخارجية، وندعوها لزيادة الاهتمام بالسياحة الوافدة، وتنظيم رحلات إلى المدينة، كما يفعلون لخارجها.
وتوضح أن المقومات السياحية التي تضمها المدينة لا تقتصر على مواقع أثرية فقط، فمثلا وجود الطائفة السامرية في المدنية يمكن استثماره جيدا، والترويج له عالميا، لأن ذلك غير موجود في دول العالم وتنفرد فيه نابلس.
وطالبت لبادة بتعاون القطاع الخاص بالاستثمار في السياحة، كالعمل على زيادة عدد المنتجعات السياحية، والترويج وجذب السياحة الوافدة للمدينة.
ودعت الى تشجيع السياحة الداخلية من خلال زيادة عدد المنتجعات، وتوجيه الأنظار الى الجهة الشرقية من المدينة.
وعن قلة عدد الزائرين من السائحين إلى المحافظة، قالت إن هناك عدم تركيز على السياحة الوافدة، وتقصير في توجيهها للأماكن الصحيحة، وهناك ضعف في تسويق نابلس كبرنامج سياحي متكامل.
وبحسب وزارة السياحة، تضم نابلس 17 فندقا، واحد منها مصنف "خمس نجوم". وقالت لبادة، إن خدمات الفنادق جيدة، والمدينة بذلك مؤهلة لاستقبال سائحين أكثر من ذي قبل للإقامة.
نابلس مدينة كنعانية أسسها الكنعانيون الذين هاجروا مع الموجات السامية الأولى من الجزيرة العربية، وبنوا المدينة في الموقع المسمى تل بلاطة أطلقوا عليها اسم "شكيم" وتعتبر من أقدم مدن العالم 4000 عام ق.م.
وكان زار تل بلاطة خلال العام 2017 نحو 3976 زائرا أغلبهم من السياحة الوافدة.
ومع بداية 2018، وزار خلال شهر كانون الثاني تل بلاطة نحو 73 شخصا، ووصل عدد الزائرين خلال شهر أيار إلى 610، وانخفض العدد خلال شهر تموز الى 329.
وقالت إن مسؤولية كبرى تقع على عاتق القطاع الخاص الذي باستطاعته أن يطور هذا القطاع ويوجه الأنظار له، ويضاعف الاستثمار فيه.
وحافظت المدينة على مكانتها طوال العصر البرونزي المتأخر وفي العصر الحديدي، خضعت للملكة الشمالية في فلسطين التي سيطر عليها الآشوريون حوالي 722 ق.م.
ثم خضعت للحكم الفارسي. وحين أخضع الإسكندر الكبير فلسطين قام بتهجير سكان سبسطية إلى تل بلاطة، وأصبحت موطنا للسامريين الذين أعادوا بناء معبدهم على جبل جرزيم، وبقي هذا الوضع قائما حتى دخول الرومان.
وفي سنة 72 ميلادي شيد تيتوس المدينة الجديدة فلافيا نيابوليس بين جبلي جرزيم وعيبال، وفي سنة 636م، خضعت المدينة للمسلمين الذين استعملوا اسم نابلس، وخضعت للصليبيين في الفترة ما بين (1099-1187)، وتعرضت للغزو المغولي عام 1260. وفي الفترة العثمانية أصبحت مركزا إقليميا، واشتق اسمها من التسمية الرومانية نيابوليس "المدينة الجديدة".