رام الله- وفا- أجمع خبراء مختصون عرب في قضايا المياه والبيئة على أن انعقاد منتدى فلسطين الدولي الأول للمياه، شكل إضافة نوعية في مجال تبادل المعلومات المتعلقة بالتقنيات والممارسات الحديث لتطبيق الادارة المتكاملة للموارد المائية، وفرصة للخبراء الدوليين للاطلاع على الواقع المائي في فلسطين في ظل الاحتلال.
وقال منسق الشبكة العربية للبيئة والتنمية في الجمهورية التونسية، رئيس جمعية حماية الطبيعة والبيئة في القيروان د يوسف النوري: هذا المؤتمر من الناحية السياسية هو تحدي كبير، وكان تحدي شخصي من المشاركين للمشاركة في المؤتمر، ومن الناحية العلمية كان مستوى عالي جدا، وكل المواضيع الحالية والآنية على مستوى العالم طرحت في هذا المنتدى، فالمنطقة العربية أكثر المناطق ندرة للمياه في العالم، والتحديات أمامها كبيرة، فأوراق العمل الغزيرة والمتنوعة أثرت معلومات المشاركين.
وأوضح النوري أن أبرز إشكال وتحدي عالمي مقبل عليه العالم هو الماء، وإسرائيل منذ السبعينات والثمانينات كان همها هو السيطرة على المياه، وهذا ما جرى، وسيطرت على الموارد المائية الفلسطينية وحرمت الفلسطينيين من السيادة عليها.
وتابع: بما أن الموارد الطبيعية سلبت من الشعب الفلسطيني عنوة وقسرا مضطرون للبحث عن البديل ولكنه سيكون صعب ومكلف لا خيار لنا، والبديل يتمثل في الاستعمالات غير التقليدية في الموارد والاستعمالات غير التقليدية. كإعادة استخدام المياه العادمة وتحلية مياه البحار.
من جهته اعتبر الباحث عبد الصمد غاشة من المغرب أن حضوره للمنتدى أضاف له على مستوى المعرفة والاطلاع على تجارب دولية وخاصة التجربة الفلسطينية في إدارة المياه، والاطلاع على الواقع المائي في فلسطين، والالتقاء وتبادل الخبرات بين الخبراء وبين العاملين في هذا المجال.
وأضاف: فلسطين لديها نفس المشاكل التي تعيشها الدول مثل ندرة المياه وجودتها وسهولة الوصول إليها، ولكن فلسطين لديها مشكلة الاحتلال، فليس لها سلطة على المياه، ومواردها المائية، وهذا يتطلب منها إيجاد حلول استراتيجية، تأخذ بعيد الاعتبار مشكلة الاحتلال وإيجاد طرق أكثر إبداعية وقابلة للتطبيق كتحلية مياه البحر، وكذلك اعادة استعمال المياه العادمة.
وتابع: الموضوع المائي في فلسطين هو موضوع انساني وحق للإنسان بالحصول على هذه الموارد، ولكن أيضا هو حق سياسي ومن خلال المنتدى كان هناك حديث عن ضرورة الانفتاح على العالم وتعميم واقع الوضع المائي في فلسطين بفعل الاحتلال للعالم، والتدخل لدعم الحقوق المائية الفلسطينية.
بدوره اعتبر اختصاصي التطوير المؤسساتي لقطاع المياه، من الاردن بشار خليل، أن المنتدى أبرز واقع المياه في ظل الاحتلال وهو واقع غير طبيعي، وله خصوصية ويعطي رسالة للعالم، إضافة إلى أنه وفر فرصة للاحتكاك وتبادل المعارف والخبرات ونقل التجارب مع المختصين الفلسطينيين، وهو نقطة انطلاق لمزيد من النشاطات لتسليط الضوء على واقع المياه والمشكلات التي يعاني منها هذا القطاع.
وتابع: كان للبعد السياسي للمنتدى أهمية؛ إذ بينت أوراق العمل أن ملف المياه في فلسطين ليس ملفا إنسانيا أو تقنيا بحتا، بل هو مرتبط بالسيادة الفلسطينية والوضع السياسي بشكل أساسي.
وحول عملية التكامل بين النشاطات والمبادرات المطروحة في فلسطين لتطوير قطاع المياه، قال: هناك جهات داعمة وهناك أفكار غزيرة في موضوع المحافظة على المياه وإدارة الموارد المائية، والتحدي أمام هذه الافكار هو كيف نخلق آلية للتكامل بين هذه المبادرات حتى نستفيد من الدعم المقدم والخروج بأكبر فائدة.
وأضاف: ولخصوصية فلسطين أنها واقعة تحت الاحتلال ويسيطر على الموارد وشح المصادر المائية يقع على عاتق الفلسطينيين مواءمة هذه الحلول مع الواقع الاستثنائي والتفكير في حلول خلاقة وابداعية لتحدى هذا الواقع والتغلب عليه.
وأعتبر خليل أن المنتدى شكل إضافة نوعية في نقل المعارف والتجارب من خلال الاطلاع على نماذج وحلول وتقيات مستدامة، في إدارة الموار المائية، خاصة إدارة المياه العادمة ومعالجتها وإعادة استخدامها.
واوضح ان التركيز خلال المنتدى على حلول للمشكلات المائية في المناطق المهمشة كان ملفتا، وهذا يدلل على أن هذه المناطق في أولويات صانع القرار الفلسطيني والجهات المسؤولة عن قطاع المياه.
واشار أنه لا بد من ان يبقى هذا المنتدى كتقليد سنوي أو منتظم لما له أهمية على استدامة الرسالة ونقل والواقع المائي الفلسطيني إلى الشركاء الاقليميين والدوليين كحق أساسي من حقوق الشعب الفلسطيني في السيادة على الموار الطبيعية.