رام الله-قالت مستشارة رئيس الوزراء خيرية رصاص: إنه "رغم تفاقم وخطورة الوضع المائي، فقد شهدت بلادنا عملا متسارعا ومدروسا للوصول بخدمات المياه والصرف الصحي إلى كافة التجمعات، وارتكزت جهودنا على تطوير المصادر البديلة للمياه وفق مبادئ الإدارة المتكاملة".
واستعرضت رصاص في كلمة لها نيابة عن رئيس الوزراء رامي الحمد الله، خلال إطلاق فعاليات منتدى فلسطين الدولي الأول للمياه، مساء اليوم الاثنين، في رام الله، أبرز المشروعات المائية في هذا المجال، ومنها إنشاء محطة معالجة المياه العادمة غرب نابلس، وافتتاح مشروع محطة معالجة المياه في أريحا، واستكمال إنشاء محطة معالجة المياه العادمة الجديدة في شمال غزة وشرق نابلس، وتوسعة محطة تحلية مياه البحر المحدودة الكمية في دير البلح، وافتتاح محطة تحلية محدودة الكمية أيضا في خان يونس، والعمل على إنشاء محطة تحلية محدودة أيضا في وسط وجنوب غزة، كما ويتسارع العمل حاليا في مشروع محطة المعالجة في الخليل، إضافة لتنفيذ مشاريع أخرى في الضفة الغربية للمياه والصرف الصحي للتخفيف من أزمة التجمعات الفلسطينية من الموازنة الحكومية".
وحضر منتدى فلسطين الدولي الأول للمياه، رئيس سلطة المياه مازن غنيم، ونائب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط جيمي ماكولدريك، وممثل جامعة الدول العربية حمو العمراني، ونائب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط ميجيل جارسيا، إضافة الى عدد من الوزراء وأعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح وقادة المؤسسة الأمنية، والشخصيات الرسمية وممثلي الدول والمنظمات والمؤسسات الدولية.
وأضافت رصاص: "لقد تابعنا أيضا تنفيذ المشاريع في قطاع غزة ضمن توجهاتنا لاحتواء التلوث والتصدي للوضع الإنساني المتدهور فيه، حيث بدأت سلطة المياه، أولى الخطوات العملية للمباشرة ببناء محطة التحلية المركزية في غزة، التي حشدنا أكثر من 80% من التمويل اللازم لها، أشكر الدول والمنظمات المانحة الداعمة لهذا المشروع، وأحيي شركاءنا فيه، وعلى رأسهم، بنك الاستثمار الأوروبي، والاتحاد من أجل المتوسط، والبنك الدولي، والاتحاد الأوروبي، وبنك التنمية الإسلامي".
وتابعت: "لقد اتبعت إسرائيل سياسة التقليص والحرمان من حقوقنا المائية، حيث تسيطر على أكثر من 85% من مصادرنا المائية، فيما يحرم أصحاب الأرض منها، ويتجاوز استهلاك المستوطن الإسرائيلي سبعة أضعاف مما هو متاح للمواطن الفلسطيني، وتشكل لجنة المياه المشتركة، أحد أهم العقبات التي تحول دون تطوير قطاع المياه، بسبب تعطل أعمالها وربط الموافقة على مشاريعنا بالموافقة على مشاريع تخص المستوطنات الإسرائيلية، هذا إلى جانب هدم الآبار أو حتى منع إقامتها من الأساس، يأتي كل هذا، في إطار سياسة ممنهجة لمنع وتقويض وصولنا إلى ثرواتنا الطبيعية، التي هي مقدرات الشعب ومقومات الدولة، بل وأحد أبرز عوامل سيادتها واستقلالها".
وقالت المستشارة رصاص: "يشرفني أن أشارك معكم في هذا المنتدى العلمي الواعد الذي به ننقل فلسطين إلى حيز تستطيع فيه التفاعل مع أحدث التقنيات والممارسات في الإدارة المتكاملة للموارد المائية، فنحن نرى في هذا المنتدى، فرصة سانحة، لتوسيع العمل الدولي المشترك والاستفادة من الخبرات والتجارب الدولية التي نتعرف اليوم على جانب مهم منها".
وحيّت رصاص، نيابة عن رئيس الوزراء، الحضور الرفيع من الخبراء والباحثين والأكاديميين من فلسطين وضيوفها الكرام، واعربت عن اعتزازها بهذه الشراكة النوعية المتميزة والتنسيق العربي والدولي، وقالت: إن "الأزمة المائية التي تتهددنا جميعا تتطلب منا أعلى مستويات التضامن والدعم".
واشارت رصاص الى أن عقد هذا المنتدى "يكتسب أهمية مضاعفة في فلسطين، فهي لا تواجه كباقي دول العالم التحديات المناخية والبيئية وأخطار شح المياه، بل وتتصدى أيضا لهيمنة الاحتلال الإسرائيلي على أحواضنا الجوفية ومصادرنا المائية، ومصادرته لحقنا في التمتع بها واستغلالها، ووضعه العراقيل أمام تنفيذ مشاريع
المياه والصرف الصحي، وبالتالي فقد تزايد العجز في المياه وتراجعت حصة الفرد الفلسطيني من المياه عن المعدلات التي يوصى بها عالميا، وفي هذا الإطار، يعتبر "منتدى فلسطين الدولي الأول للمياه"، نافذة هامة لنقل تجربة فلسطين كدولة تسعى للنمو والنهوض والتطور، بالرغم من كونها واقعة تحت الاحتلال، وفي منطقة جغرافية تتعاظم فيها التحديات".
وأوضحت: "نلتقي اليوم بكم على أرض فلسطين، وكثير من المعاناة والألم والقهر يحاصرها، فإسرائيل، تواصل فرض مخططاتها في تهجير واقتلاع شعبنا في القدس ومحيطها وفي الأغوار وسائر المناطق المسماة (ج)، وتتعمد قتل الأبرياء العزل من أبناء شعبنا، حيث قتلت قواتها، منذ اعلان ترمب، مئة وسبعة وسبعين فلسطينيا، منهم ثلاث سيدات واثنان وعشرون طفلا، وهدمت أكثر من مئتي منزل ومنشأة منذ بداية هذا العام، هذا وتعتبر اعتداءات المستوطنين الأكثر عنفا منذ ثلاثة أعوام".
وقالت مستشارة رئيس الوزراء: "أشكركم جميعا على تنظيم وحضور وإثراء هذه الفعالية الهامة، التي نكرس من خلالها حقنا التاريخي في هذه الأرض وما عليها وفيها من موارد، وأسجل اعتزازي بفريق وطواقم سلطة المياه الذين يبذلون قصارى جهودهم لضمان استدامة وجودة خدمات المياه والصرف الصحي".
واختتمت رصاص: "نؤكد لكم على أننا سنتمكن من تحرير قطاع المياه من كافة المعيقات التي تعترضه فقط بزوال الاحتلال الإسرائيلي ولجم انتهاكاته، وإن التنمية الشاملة ستكون دائما مستحيلة في ظل استمرار ممارساته القمعية والعنصرية التي تحيط عملنا المؤسسي والتنموي".