واشنطن/جدة (السعودية) (رويترز) - اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) برفع أسعار النفط ”على نحو مصطنع“ بعد أكثر من عام على اتفاق بين أوبك والمنتجين المستقلين قلص مخزونات الخام العالمية.
وأثارت انتقادات ترامب ردود فعل من الدول المنتجة للنفط مع تراجع أسعار الخام عقب تعليقاته.
وكتب ترامب في تغريدة على تويتر يقول ”يبدو أن أوبك تعيد الكرّة من جديد. في ظل الكميات القياسية من النفط في كل مكان، بما في ذلك السفن المحملة عن آخرها في البحر، أسعار النفط مرتفعة جدا على نحو مصطنع وهذا ليس جيدا ولن يكون مقبولا“.
ومن غير الواضح ما الذي دفع ترامب إلى إطلاق هذه التغريدة، وهي أول ذكر لأوبك على لسان الرئيس الأمريكي عبر وسائل الإعلام الاجتماعي منذ تولى منصبه قبل أكثر من عام.
كما أنها تأتي بعد وقت قليل من قول مسؤولين سعوديين إنهم ما زالوا بعيدين عن تحقيق هدفهم المتمثل في تقليص تخمة في الإمدادات العالمية مستمرة منذ ثلاث سنوات، حيث أبلغ ثلاثة مسؤولين من أكبر بلد مصدر للخام في العالم رويترز هذا الأسبوع أنهم سيكونون سعداء إذا رأوا النفط عند 80 دولارا أو 100 دولار للبرميل.
وارتفعت أسعار النفط هذا الأسبوع إلى مستويات لم تشهدها منذ أواخر عام 2014. ومن المتوقع أن تكبح المنظمة إمداداتها حتى نهاية هذا العام، وربما في عام 2019.
ورد عدد من أعضاء أوبك على تغريدة ترامب قائلين إن الأسعار ليست متضخمة على نحو مصطنع.
وقال مندوبون حضروا اجتماع لجنة المراقبة المشتركة بين أوبك والمنتجين المستقلين في مدينة جدة السعودية، إن أسعار النفط مرتفعة لأسباب من بينها التوترات السياسية العالمية مشيرين إلى العقوبات المفروضة على فنزويلا والتهديدات المحدقة باتفاق إيران النووي والضربات التي وُجهت إلى سوريا والتلويح باستخدام القوة في ملف كوريا الشمالية.
وقال أمين عام أوبك محمد باركيندو إن الاتفاق المبرم بين المنظمة ومنتجين خارجها بشأن خفض الإنتاج حال دون انهيار أسعار النفط العالمية التي باتت ”الآن على مسار استعادة الاستقرار على أساس مستدام يصب في مصلحة المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي“.
وأردف قائلا في رده على تغريدة ترامب ”ليس لدينا أي سعر مستهدف في أوبك أو بالاتفاق مع منتجين غير أعضاء في المنظمة... السعر ليس هدفنا. هدفنا ما زال استعادة الاستقرار... على أساس قابل للاستمرار“.
ومن المقرر أن تجتمع المجموعة في يونيو حزيران لاتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية بعد أن خفضت الإنتاج منذ يناير كانون الثاني 2017 إلى جانب منتجين آخرين من بينهم روسيا.
ولم يفصح ترامب عن تفاصيل بشأن نوع الإجراء الذي قد تتخذه إدارته فيما يتعلق بالنفط أو بأوبك، ولم يرد ممثلون عن البيت الأبيض على الفور على طلب للتعقيب.
وهبط إنتاج أوبك في مارس آذار إلى أدنى مستوى في 11 شهرا وفقا لمسح أجرته رويترز. وكانت المنظمة تستهدف الوصول بالمخزونات إلى متوسط خمس سنوات في الدول الصناعية الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية البالغ عددها 35 دولة كمعيار لنجاح الاتفاق. وبحلول منتصف أبريل نيسان، بلغ مستوى تلك المخزنات 2.85 مليار برميل، بما يزيد 43 مليون برميل عن متوسط الخمس سنوات. وقبل عام كانت المخزونات عند 268 مليون برميل فوق هذا المتوسط.
وسجلت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أعلى مستوياتها منذ نوفمبر تشرين الثاني 2014 في وقت سابق هذا الأسبوع عند 74.75 دولار و69.56 دولار للبرميل على الترتيب.
وبلغ برنت عند التسوية اليوم 74.06 دولار للبرميل مرتفعا 28 سنتا، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 9 سنتات إلى 68.38 دولار للبرميل.
وبعيدا عن إدارة أوبك للإمدادات، تلقت أسعار الخام دعما أيضا من توقعات بأن الولايات المتحدة ستعيد فرض عقوبات على إيران، وهي عضو في المنظمة. وقد توسع العقوبات ضد فنزويلا بعد الانتخابات الرئاسية هناك الشهر المقبل.
وقال بنك ستاندرد تشارترد في مذكرة هذا الأسبوع إن ”القضية الجيوسياسية الرئيسية الأولى هي انتهاء التعليق الحالي من الولايات المتحدة لعقوبات مهمة مفروضة على إيران“.
ولا يمكن للولايات المتحدة التأثير بشكل مشروع على النفط سوى من خلال السحب من الاحتياطي الاستراتيجي لديها، وهو ما كانت تفعله بين الحين والآخر.
ويشمل اتفاق ميزانية العام الجاري بيع نحو 100 مليون برميل من النفط الخام، وهو ما يمثل نحو 15 بالمئة من الاحتياطي، بينما سجل إنتاج الخام في الولايات المتحدة مؤخرا مستوى قياسيا مرتفعا عند أكثر من عشرة ملايين برميل يوميا.