رام الله-أخبار المال والأعمال-من على سطح مدرسة ذكور بيت عور التحتا الأساسية، في مديرية تربية رام الله والبيرة، الذي تم تركيب وربط نظام خلايا شمسية عليه بقدرة 110 كيلو واط، وعلى بعد أمتار من الطريق الاستيطاني السريع الذي يلتهم أراضي بيت عور التحتا ويقطعها عن محيطها، أعلن صندوق الاستثمار الفلسطيني ووزارة التربية والتعليم البدء بأعمال تركيب خلايا شمسية على أسطح 120 مدرسة إضافية؛ ليصل العدد الإجمالي مع نهاية العام الحالي إلى 151 مدرسة حكومية.
جاء ذلك خلال جولة تفقدية للمدرسة، شارك فيها؛ وزير التربية والتعليم مروان عورتاني، ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى، ورئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية ظافر ملحم.
وقال مصطفى: "افتتحنا قبل أشهر قليلة محطة نور جنين للطاقة الشمسية بقدرة 5 ميجاواط، واليوم نعلن مباشرة العمل بتركيب أنظمة الطاقة الشمسية على أسطح 120 مدرسة إضافية في مختلف محافظات الوطن، وذلك بعد الانتهاء من تركيب وربط الأنظمة على أسطح 31 مدرسة، وهي جزء من برنامج أشمل يضم 500 مدرسة حكومية بما فيها هذه المدرسة التي نقف على سطحها".
وأكد مصطفى: "لا نقبل استمرار اعتمادنا الكلي على استيراد الطاقة من الجانب الإسرائيلي، لذلك، بدأنا بإطلاق وتنفيذ مشاريع في قطاع الطاقة بشقيها التقليدية والمتجددة، وأنهينا العام الماضي تنفيذ وتشغيل محطة نور أريحا للطاقة الشمسية، بقدرة إنتاجية تصل إلى 7.5 ميجاواط، ونتوّج اليوم إنجازاً آخر في هذه المسيرة من خلال استكمال تنفيذ برنامج الطاقة على أسطح المدارس، بحيث نطمح إلى إنتاج 35 ميجاواط كهرباء عند اكتمال البرنامج الكلي، كجزء من برنامج "نور فلسطين" للطاقة الشمسية الهادف إلى إنتاج 200 ميجاواط من الكهرباء". مضيفاً: "كما نفخر بأن برنامج "نور فلسطين" يتم تنفيذه بأيد عاملة فلسطينية ومن خلال مقاولين وشركات محلية، وبالتالي توليد الأثر الإيجابي الأهم بتوفير فرص العمل ونقل المعرفة في آخر ما وصلت إليه التكنولوجيا العالمية إلى الكوادر الوطنية الفلسطينية".
بدوره، قال عورتاني: "نفخر بالشراكة والتعاون مع صندوق الاستثمار الفلسطيني في تنفيذ برنامج الطاقة الشمسية على أسطح المدارس، هذا البرنامج الهادف إلى تحويل مدارسنا من مستهلكين إلى منتِجين للكهرباء، بحيث سيسهم هذا البرنامج في توفير فواتير الكهرباء على المدارس المشاركة، وستعمل الوزارة على استخدام الوفورات الناتجة من فاتورة الكهرباء في تغطية مصاريف المدارس، وتطوير العملية التعليمية، وبالتالي توفير مورد إضافي لتلك المدراس، ونؤكد على أن الوزارة ماضية قدمًا في تطوير قطاع التعليم في فلسطين، والتركيز على مختلف عناصر العملية التعليمية التعلمية وعلى رأسها البيئة المدرسية؛ باعتبار أن المدرسة هي وحدة متكاملة وركيزة رئيسة في النظام التربوي".
وشدد عورتاني على أهمية تعزيز نهج الطاقة النظيفة المستدامة، وتكريس الوعي لدى الأجيال بأهمية هذه المصادر والحفاظ عليها، وتوسيع دائرة الشراكة والتعاون بين القطاعين العام والخاص في هذا الإطار لتحقيق الغايات المنشودة، داعيًا إلى تعميم هذا النموذج الملهم؛ ليطال المدارس الفلسطينية كافة، وتسليط الضوء على آثاره ومنافعه على المستوى الوطني.
من جهته، قال ملحم: "إننا ندعم كافة الجهود المساهمة في تطوير قطاع الطاقة الفلسطيني، وخاصة الطاقة المتجددة، حيث تتقاطع أهدافنا مع أهداف هذا البرنامج من حيث المساهمة في تأمين وتنويع مصادر الطاقة للمواطن الفلسطيني، بحيث تكون كافية لسد احتياجات الاستهلاك المحلي والمساهمة في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة، مع استغلال كافة مصادر الطاقة المتوفرة محليًا وخاصة مصادر الطاقة النظيفة. ومن جهة أخرى، يساهم هذا البرنامج في توفير كميات إضافية من الكهرباء والتقليل قدر الإمكان على الاعتماد على استيراد هذه السلعة الأساسية من الجانب الآخر، والمساهمة في الحفاظ على البيئة".
وأكد المدير التنفيذي لشركة مصادر التابعة للصندوق عازم بشارة: "تنفذ مصادر هذا المشروع إلى جانب مشاريع أخرى في قطاع الطاقة، وتولي أهمية كبيرة لإشراك الشركات الفلسطينية في التنفيذ، حيث تم لغاية اليوم تركيب أنظمة طاقة شمسية على أسطح 31 مدرسة كمرحلة أولى، ومن ضمنها مدرسة بيت عور التحتا الأساسية للذكور التي تغطي حالياً احتياجاتها من الكهرباء من خلال نظام الطاقة الشمسية. وتم البدء بتركيب أنظمة طاقة شمسية على 120 مدرسة إضافية بقدرة تبلغ 6.5 ميجاواط في محافظات القدس ورام الله والخليل وبيت لحم".
وأضاف بشارة: "يتم تنفيذ هذا البرنامج بالشراكة مع مجموعة من الأطراف على رأسها وزارة التربية والتعليم، وشركات توزيع الكهرباء، كما تم تمويل البرنامج من خلال مؤسسات دولية مثل بنك الاستثمار الأوروبي (EIB)، ومؤسسة التمويل الدولية (IFC)، ومشروع التمويل بهدف خلق فرص عمل F4J والذي ينفذ لصالح وزارة المالية الفلسطينية وبدعم من البنك الدولي. وتبلغ القدرة الإنتاجية للبرنامج عند اكتماله 35 ميجاواط، أي ما يعادل استهلاك حوالي 15 ألف منزل من الكهرباء، كما سيساهم البرنامج في تقليل فاتورة الكهرباء السنوية للمدارس المشاركة في المشروع بمعدل 1.2 مليون دولار".
وكان الصندوق قد وقّع في وقت سابق اتفاقيات من خلال شركة مصادر مع شركة 3K لحلول الطاقة وشركة الأخوة العرب وشركة أبعاد للمقاولات من جهة ثانية، لتركيب أنظمة طاقة شمسية على أسطح 120 مدرسة حكومية في محافظات القدس ورام الله والخليل وبيت لحم، بحيث سيتم البدء بالتركيب في غضون شهر من توقيع الاتفاقية. وسيتم الانتهاء من تركيب أنظمة الطاقة الشمسية خلال 6 أشهر تقريبًا.