البابورية.. سوق شعبي أسبوعي في بيرزيت لدعم الحرفيين

Publishing Date
البابورية.. سوق شعبي أسبوعي في بيرزيت لدعم الحرفيين
جانب من فعاليات السوق

رام الله-شينخوا-أتاح سوق شعبي افتُتح حديثاً في بلدة بيرزيت فرصة للحرفيين والمزارعين لعرض منتجاتهم في مسعى لدعمهم في ظل أزمة فيروس كورونا.

وانطلق سوق "البابورية" في البلدة القديمة من بيرزيت بالتعاون ما بين مؤسسات البلدة ومؤسسة (الروزنا) غير الحكومية التي تعنى بالشؤون الثقافية.

ويحوي السوق 32 كشكا لمنتجات حرفية ومطرزات ومأكولات شعبية، وخضروات وفواكه لمزارعين من أبناء البلدة والقرى المجاورة، على أن يستقبل الزبائن كل يوم سبت وفق إجراءات صحية مشددة منعاً لانتشار مرض كورونا.

ووجدت رناد موسى (29 عاما) في السوق ضالتها للمرة الأولى لعرض مشغولاتها اليدوية بعد أن ظلت حبيسة مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي ألقت فيه أزمة كورونا بظلالها على قدرتها في تسويق منتجاتها. وتقول موسى إنها تشاركت مع إحدى صديقاتها في إطلاق مشروع حرفي لصناعة الإكسسوارات والمشغولات اليدوية والحرفية والتطريز، لكن في ظل أزمة كورونا لم يكن بمقدورهن توسيع التسويق للمنتجات. وتوضح أن المشروع انطلق خلال فترة الحجر الصحي بانتشار وباء كورونا بهدف إيجاد مصدر دخل مالي إضافي لهن في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعانيها الأراضي الفلسطينية.

ورناد موسى خريجة تخصص الصحافة والإعلام وتعمل منسقة إعلامية في مؤسسة محلية، وتؤكد أن المشاركة في سوق البابورية أتاح لها فرصة الترويج لمشروعها وعرض المنتجات بشكل مباشر للزبائن.

وتشير إلى أن السوق أتاح الفرصة للاقتراب أكثر من الزبائن وعرض المشغولات عن قرب لهم، ما قد يفتح مزيدا من العلاقات مع أصحاب المشاريع المتنوعة وتبادل خبرات معهم.
كما تأمل أن يمكنها ذلك من تكوين روابط مع منسقين لأسواق ومعارض مستقبلية، ما قد يساهم في تطوير المشروع والترويج له بشكل أوسع.

وأقيم السوق في البلدة القديمة من بيرزيت، وتم اختيار اسمه نسبة إلى "البابور" الذي كان منتشرا بكثافة في منازل الفلسطينيين خلال أربعينيات القرن الماضي ويستخدم في الطهي.
وتقول نجوى خوري إحدى منسقات مشروع سوق البابورية لـ "شينخوا"، إن اختيار موقع إقامة السوق مرتبط بما تحمله البلدة القديمة من بيرزيت من معان تراثية للحفاظ على الإرث التاريخي في المنطقة.

وتوضح خوري أن فكرة مشروع السوق تقوم على عرض منتجات زراعية وحرفية من أجل تعزيز النشاطات الاقتصادية الفردية والتخفيف من حدة الأوضاع الاقتصادية بسبب أزمة كورونا.

وتضيف أن السوق يفتح أبوابه أسبوعيا ويتيح المجال للمزارعين والحرفيين الشباب الذين لديهم طاقة وقدرة على الإبداع بعرض منتجاتهم ومساعدتهم في التواصل المباشر مع الزبائن.
وعانت الأراضي الفلسطينية من تفاقم في الركود الاقتصادي على إثر فرض إغلاق عام استمر عدة أشهر منذ مطلع آذار الماضي بعد تسجيل أول إصابات محلية بمرض كورونا.

ويقول رأفت جميل منسق مشروع السوق من مؤسسة روزنا لـ "شينخوا"، إن الوضع الاقتصادي الفلسطيني استثنائي يختلف عن أي بقعة في العالم بسبب وجود الاحتلال الإسرائيلي من جهة وشدة المنافسة على تسويق السلع الزراعية في السوق المحلية من جهة أخرى.

ويشير جميل الى أن ما نسبته 64 في المائة من الأراضي الزراعية في الضفة الغربية تقع في المناطق المصنفة (ج) الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية أمنيا وإداريا والتي يتعرض المزارعون فيها لمضايقات يومية. ويوضح أن من بين تلك المضايقات منع وصول المزارعين إلى أرضهم أو حرمانهم من مصادر مياه الري وغيرها من الإجراءات، الأمر الذي يترك عبئاً مضاعفاً عليهم، ومن هنا جاءت فكرة توفير السوق لتسويق منتجاتهم بشكل أسهل ودون أية تكاليف.

ويشدد جميل على أنه في ظل أزمة مرض كورونا تضرر الكثير من الحرفيين الفلسطينيين الذين لم يجدوا مكانا لعرض منتجاتهم ومشغولاتهم اليدوية وهو ما حاولت فكرة تأسيس السوق توفيره لهم.

واشتمل السوق مع انطلاقه على توفير مساحات فنية لعروض مختلفة تشمل أمسيات طربية لفرق محلية، وعروض سيرك لمدرسة سيرك فلسطين، إضافة للحكواتي الشعبي وفقرات فولكلورية تراثية متنوعة.

ويأمل القائمون على السوق في توسع فكرته لتمتد إلى كل الأراضي الفلسطينية وجمع مشاركين في تخصصات متنوعة وتعزيز الإبداع لدى فئة الشباب الحرفيين.