نيويورك/واشنطن (رويترز) - قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن الرئيس دونالد ترامب وافق فقط على السماح لشركة مايكروسوفت بالتفاوض على الاستحواذ على تطبيق تيك توك لمقاطع الفيديو القصيرة إذا استطاعت التوصل إلى صفقة خلال 45 يوما.
وتمثل هذه الخطوة تحولا في موقف ترامب وقد دفعت مايكروسوفت عملاق التكنولوجيا لإعلان اهتمامها بإتمام صفقة الاستحواذ على تطبيق التواصل الاجتماعي في خطوة قد تغذي التوتر في العلاقات الأمريكية الصينية.
وكان ترامب قال يوم الجمعة إنه يعتزم حظر تطبيق تيك توك وسط مخاوف من أن تمثل ملكيته الصينية خطرا على الأمن الوطني بسبب البيانات الشخصية التي يعالجها التطبيق.
وسيتيح الاستحواذ على تطبيق تيك توك، الذي يفخر بوجود 100 مليون مستخدم أمريكي له، فرصة نادرة لكي تصبح مايكروسوفت منافسا كبيرا لعمالقة التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وسناب. وتملك مايكروسوفت أيضا شبكة لينكد إن للتواصل الاجتماعي.
وكان ترامب رفض فكرة بيع التطبيق لمايكروسوفت يوم الجمعة. إلا أنه في أعقاب مناقشة جرت بينه وبين ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي للشركة قالت مايكروسوفت في بيان يوم الأحد إنها سنواصل المفاوضات لشراء تيك توك من بايت دانس وإنها تستهدف التوصل لاتفاق بحلول 15 سبتمبر أيلول.
وقالت المصادر إن هذه المهلة حددتها لشركتي بايت دانس ومايكروسوفت لجنة الاستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة التي تتولى فحص الصفقات المنطوية على مخاطر تتعلق بالأمن الوطني.
وقال مصدر إن ترامب غير رأيه في أعقاب ضغوط من بعض مستشاريه وقيادات كثيرة في الحزب الجمهوري. ومن شأن حظر التطبيق أن يستعدي كثيرين من مستخدميه الشباب قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني كما أنه سيفتح الباب أمام موجة من الطعون القضائية.
وقد أصدر عدد من كبار أعضاء الكونجرس الجمهوريين بيانات في اليومين الأخيرين يحثون فيها ترامب على تأييد بيع تيك توك إلى مايكروسوفت.
وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها قبل صدور بيان من البيت الأبيض إن لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة ستشرف على المفاوضات بين بايت دانس ومايكروسوفت. ومن حق لجنة الاستثمار الأجنبي التابعة للحكومة الأمريكية منع أي اتفاق.
وقالت مايكروسوفت في بيان إن "مايكروسوفت تقدّر بشكل كامل أهمية معالجة مخاوف الرئيس. وهي ملتزمة بالاستحواذ على تيك توك مع مراجعة أمنية كاملة وتوفير مزايا اقتصادية ملائمة للولايات المتحدة بما في ذلك الخزانة الأمريكية".
ولم ترد بايت دانس والبيت الأبيض بعد على طلبات للتعليق. وفي بيان صدر مساء يوم الأحد لم يرد فيه ذكر لتطبيق تيك توك قالت بايت دانس إنها تواجه "صعوبات معقدة يصعب تصورها" في الانتقال من المحلية إلى العالمية.
ومع تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بسبب قضايا التجارة وهونج كونج والأمن الإلكتروني وانتشار فيروس كورونا المستجد، ظهرت تيك توك كبؤرة توتر جديدة في النزاع الدائر بين أكبر اقتصادين في العالم.
ووصفت صحيفة تشاينا ديلي اليومية يوم الاثنين بايت دانس بأنها ضحية "اضطهاد" أمريكي وقالت إن واشنطن لم تقدم أدلة تؤيد مزاعمها أن تيك توك تمثل خطرا على الأمن الأمريكي.
وبموجب الصفقة المقترحة قالت مايكروسوفت إنها ستسيطر على عمليات تيك توك في الولايات المتحدة وكندا واستراليا ونيوزيلندا. وأضافت أنها ستضمن نقل كل البيانات الشخصية للمستخدمين الأمريكيين لتطبيق تيك توك وبقاءها في الولايات المتحدة.
وقالت الشركة إن مايكروسوفت قد تدعو مستثمرين أمريكيين آخرين للحصول على حصص أقلية في تيك توك. ويأتي نحو 70 في المئة من مستثمري بايت دانس من الولايات المتحدة.
ولم يتضح حجم المبلغ الذي قد تدفعه مايكروسوفت مقابل تيك توك. وذكرت رويترز الأسبوع الماضي إن توقعات تقييم بايت دانس للتطبيق تجاوزت 50 مليار دولار على الرغم من أن الضغوط الأمريكية لتصفيته قد تخفض هذا السعر.
بايت دانس تقول إنها تدرس نقل مقر تيك توك
قالت بايت دانس الشركة الصينية الأم لتيك توك يوم الاثنين إنه ربما يجري تأسيس مقر لمنصة مشاركة المقاطع المصورة خارج الولايات المتحدة، وذلك بعد تقرير عن أن أنشطة المنصة قد يجري نقلها إلى لندن.
وقال المتحدث باسم بايت دانس "تلتزم بايت دانس بكونها شركة عالمية. في ضوء الوضع الحالي، تقيم بايت دانس إمكانية تأسيس مقر لتيك توك خارج الولايات المتحدة من أجل خدمة مستخدمينا عالميا بشكل أفضل".
كانت صحيفة صن البريطانية أوردت يوم الاثنين أن مؤسسي بايت دانس سيعلنون قريبا عن نيتهم إنشاء مقر لتيك توك في العاصمة البريطانية، حيث ستنضم إلى شركات تكنولوجية كبيرة أخرى مثل جوجل وفيسبوك اللتين لهما وجود قوي هناك.
مستشار بالبيت الأبيض يشكك في علاقة مايكروسوفت بالصين وسط محادثات تيك توك
قال مستشار بالبيت الأبيض يوم الاثنين إن أي مشتر محتمل لتيك توك له أنشطة في الصين قد يكون مشكلة، وذلك في ظل تقارير عن أن الرئيس دونالد ترامب يدرس السماح لشركة أمريكية لشراء تطبيق المقاطع المصورة القصيرة الشهير المملوك للصين بدلا من حظره بشكل صريح.
وبسؤاله على شبكة فوكس نيوز بشأن تصريحات مايكروسوفت عن أنها تسعى للاستحواذ على الشركة، أشار مستشار ترامب التجاري بيتر نافارو إلى محرك مايكروسوفت البحثي بينج ومنصتها سكايب، قائلا إنهما "من العوامل المساعدة بشكل فعلي للرقابة والمتابعة والرصد من قبل الصين".