رام الله-أخبار المال والأعمال-عرض خبراء محليون ودوليون من شركات أنظمة المعلومات والتكنولوجيا، اليوم الثلاثاء، أحدث ابتكارات التكنولوجيا المالية في العالم، والعوامل المساعدة على نمو هذا القطاع في فلسطين، وسبل تجاوز كافة المعيقات للتحول من الخدمات المالية التقليدية إلى الأنظمة الرقمية والتكنولوجية الحديثة، والتجارب الناجحة لعدد من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية في فلسطين.
وأبرز الخبراء المشاركون في جلسات مؤتمر أسبوع فلسطين التكنولوجي "اكسبوتك 2019" في مدينة رام الله، دور الحكومة وسلطة النقد وكافة السلطات الرقابية في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والمالي من خلال مراقبة عمل هذه الشركات والتخفيف من أي مخاطر نظامية لاحقة قد تنشأ عن الإفراط في استخدام التكنولوجيا المالية.
وافتتح أسبوع فلسطين التكنولوجي "اكسبوتك 2019" في عامه السادس عشر أعماله، تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، حاملا شعار "التكنولوجيا المالية وسلاسل الكتل"، بتنظيم اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية "بيتا"، والحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات "بكتي"، وبرعاية رئيسية من مجموعة الاتصالات الفلسطينية وبرعاية استراتيجية من بنك القدس.
وحضر فعاليات الافتتاح رئيس مجلس الإبداع والتميز عدنان سمارة ممثلا للرئيس محمود عباس، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اسحق سدر، ومحافظ سلطة النقد عزام الشوا، وأمين عام مجلس الوزراء أمجد غانم، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" صبري صيدم، ورئيس مجلس إدارة "بيتا" سعيد زيدان، والرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية عمار العكر، والرئيس التنفيذي لبنك القدس صلاح هدمي، ومجموعة من رجال الأعمال والشخصيات الاعتبارية والوطنية، إضافة إلى خبراء شركات أنظمة المعلومات والتكنولوجيا في فلسطين والعالم.
ونقل سمارة، تحيات الرئيس محمود عباس للحضور، مهنئا إياهم بانطلاق اكسبوتك 2019، مؤكدا أن مخرجات المؤتمر وتوصياته ستكون محل اهتمام سيادته.
وقال: "فلسطين قادرة على الوقوف وإنشاء مؤسسات قوية، لأن شعبنا هو من ساهم في تأسيس العديد من الدول ومؤسساتها في العالم، وهذا يؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح لإقامة دولة فلسطينية مستقلة حديثة، بجهود جميع أبناء شعبنا".
وأضاف: "أصبحت التكنولوجيا المحرك الرئيسي للإبداع والابتكار، لأنها تسهم في تسهيل الخدمات، وفي قطاعات الصحة والتعليم والرياضة والزراعة، كما أن قطاع تكنولوجيا المعلومات حوّل العالم إلى قرية صغيرة، من دون حواجز ولا جدار فصل عنصري".
وتابع: "في المنتدى الوطني الرابع الذي عقده المجلس بحضور الرئيس تم الإعلان عن أن فلسطين دخلت عقد الثورة الصناعية الرابعة، لأنها تتخطى الحدود والحواجز".
وطالب الحكومة والمؤسسات والجهات المختصة بأن تضع القوانين والأنظمة لنكون السبّاقين ولا ننتظر مبادرات الآخرين.
وقال: "علينا البدء في موضوع سلاسل الكتل والتكنولوجيا المالية، ونحن قادرون على ذلك بخبرة الجميع".
بدوره، قال زيدان: إننا سعداء اليوم بإطلاق فعاليات اكسبوتك 2019 تحت شعار "التكنولوجيا المالية وسلاسل الكتل"، هذا الموضوع الذي يعتبر واحدا من أهم التوجهات العالمية في العالم، ونحن في "بيتا" نؤمن بشكل مطلق أن قطاع تكنولوجيا المعلومات أفضل وأنجع القطاعات للاستثمار، لأنه يشكّل رافعة اقتصادية حقيقية للدول التي تستثمر به.
وأضاف أن قطاع تكنولوجيا المعلومات ليس له حدود إلا السماء، ولا يعترف بأي جغرافية أو أي جدران، مشيراً إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الفلسطيني استطاع دخول العديد من الدول وتصدير الخدمات لها وتقديم حلول تكنولوجية مختلفة.
وتابع: "ليس لدينا بترول لكن لدينا العقول النيرة والشباب أصحاب الكفاءة العالية، لذلك فإن الجامعات الفلسطينية تعد شريكا للعمل مع القطاع الخاص، ونحن في بيتا وبيكتي لدينا أكثر من مشروع للتعاون مع الجامعات الفلسطينية في قطاع تكنولوجيا المعلومات".
من جهته، قال العكر إن دعمنا المتواصل لفعاليات "اكسبوتك" يأتي من حرصنا على النهوض بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في فلسطين بشكل عام، ودعم الشركات التكنولوجية الفلسطينية الناشئة بشكل خاص وتسليط الضوء على انجازاتها في هذا المجال، ولهذا أسسنا وأطلقنا مركز مجموعة الاتصالات للإبداع "فكرة"، داعيا إلى زيارته والاطلاع على المشاريع والبرامج التي يتبناها.
وأضاف أنه "سيتم بالقريب العاجل توقيع اتفاقية "أبجد نت" مع وزارة التربية والتعليم، هذا البرنامج الذي يمد المدارس الفلسطينية بالإنترنت منذ سبع سنوات، ويربط ما يقارب الـ2000 مدرسة بالشبكة العنكبوتية وبسرعات عالية لمواكبة التطور في المسيرة التعليمية خاصة في مجال التعلم الالكتروني.
وتابع: "نسعى اليوم إلى تبني التكنولوجيا الرقمية والحلول المعلوماتية والتكنولوجية المتكاملة من خلال الاعتماد على شبكتنا لإطلاق العديد من المشاريع القائمة على الانترنت، وهذا ما يتجسد في مركز بيانات بالتل، والذي يقدم خدماته لمختلف القطاعات بما في ذلك القطاع المالي والبنوك والتجارة والصحة والتعليم والقطاع الحكومي ليترتب على ذلك تزويدهم بخدمات استضافة الخوادم".
وفي كلمته، قال هدمي إن التكنولوجيا المالية برزت كواحدة من العوامل الرئيسية التي غيرت في أسلوب عمل الصناعة المصرفية التقليدية، وساعدت الخدمات المصرفية المبتكرة في زيادة الكفاءة وخفض الكلفة، مشيراً إلى أن البنوك والمؤسسات المالية وبالشراكة مع الجهات الحكومية وسلطة النقد تسعى إلى إدخال بعض التغييرات الضرورية في نماذج أعمالها من خلال توسيع الاستثمار في التكنولوجيا، والدخول في شراكات مع شركات التكنولوجيا المالية الناشئة لتعزيز رقمنة الخدمات المالية وتحسين قدرتها التنافسية وتحقيق بيئة تكنولوجية مالية.
ودعا إلى الخروج بدراسة تشخيصية حول واقع التكنولوجيا المالية، والفرص المستقبلية المتاحة للمساعدة على صياغة استراتيجية وطنية؛ بهدف النهوض بالقطاع المالي الفلسطيني وتعزيز مواكبته لتطورات التكنولوجيا، حتى تقوم البنوك بتطوير واستثمار التكنولوجيا المالية من أجل توفير تجربة تتسم بالكفاءة من حيث التكلفة وتكون فعالة وآمنة.
من جانبه، قال الرئيس التجاري لشركة BCI تامر برانسي إن هذا المؤتمر يهدف إلى إحداث التطور في المجتمع، وأن يساهم في إحداث طفرة سواء علمية أو عملية، عبر القضايا الرئيسية التي يطرحها لهذا العام حول التكنولوجيا المالية.
وأشار إلى أن الايمان في التطور هو أحد أسس عمل شركة BCIلإيجاد الحلول الذكية والتقنية في المجالات المالية، وأحدثها في العالم، موضحاً أن الشركة تعمل بجد لتصبح التجربة واقعا لتقوية الواقع المحلي، عبر توفير أحدث التقنيات في السوق المحلية الفلسطينية.
وتخلل مؤتمر "اكسبوتك" أربع جلسات رئيسية متخصصة، حيث حملت الجلسة الأولى عنوان "السياسات التنظيمية في قضية التكنولوجيا المالية"، وأدارها الرئيس التنفيذي لشركة "جافا نت" يحيى السلقان، وتحدث فيها: محافظ سلطة النقد عزام الشوا، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اسحق سدر، وأمين عام مجلس الوزراء أمجد غانم، ورئيس هيئة مكافحة الفساد أحمد برّاك.
والجلسة الثانية حول "بناء نظام شامل للتكنولوجيا المالية" وأدارها: رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي في بنك القدس زيد جراب، وتحدث فيها مدير عام شركة جوال عبد المجيد ملحم، ورئيس لجنة التكنولوجيا المالية في "بيتا" محمد عويضة، وعضو هيئة التدريس في دائرة المالية والمصرفية في جامعة بيرزيت زياد زغروت، والرئيس التنفيذي لشركة "ألفا" الدولية لاستطلاعات الرأي والمعلوماتية فيصل عورتاني.
والجلسة الثالثة حول "الخبرات العالمية في التكنولوجيا المالية"، وأدارها مدير إدارة العمليات وتكنولوجيا المعلومات في بنك فلسطين حسن العفيفي، وتحدث فيها الشريك المشارك في الاستراتيجية الرقمية والتجربة التفاعلية خالد الحجوج، والخبير الفني الدولي جاي تيكام، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة Path Banking Solutions من الكويت محمد الخطيب.
أما الجلسة الرابعة حول "التكنولوجيا المالية الالكترونية في فلسطين" وأدارها رئيس لجنة التكنولوجيا المالية في "بيتا" محمد عويضة، وتحدث فيها الشريك الإداري لـCPA، CIA، MBA عبدالله صابات، والمدير العام لشركة PalPayإياد قمصية، والرئيس التنفيذي لـ Jawwal Payإبراهيم الخماش، ومدير عمليات شركة "مدفوعاتكم" فاطمة القاضي، ومدير عام الحكومة الإلكترونية في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فادي مرجانة.