رام الله-وفا-معن الريماوي-بالأمس، تأثرت البلاد بمنخفض جوي عميق، يستمر لغاية يوم السبت المقبل، ثم تعود الأمطار يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين. إلا أن هذه المنخفضات عادة ما تقابل بشيء من القلق في صفوف المواطنين، نتيجة للآثار السلبية التي تتركها بسبب ضعف البنية التحتية.
ومنذ الأمس، سجل الدفاع المدني عدة حالات لإغلاق طرق في عدة محافظات في الضفة الغربية على وجه التحديد، منها حالة لإغلاق شارعين في مدينة رم الله، الأول شارع فرعي في منطقة عين منجد، والآخر في المنطقة الصناعية، وشارع في منطقة أم الشرايط في البيرة، وجسر "كتف الواد" في مدينة أريحا، وعددا من الشوارع في منطقة شمال غرب القدس، نتيجة ارتفاع منسوب المياه وبقائها متراكمة على السطح، نظرًا لعدم قدرة "العبارات" على استيعاب مياه الأمطار.
كما سجلت طواقم الدفاع المدني 75 تدخلا في محافظة رام الله والبيرة وحدها، 70% منها تصريف مياه، وفي باقي المحافظات وصل عدد التدخلات إلى 260 تدخلا.
"العبارات" صممت للحالة الجوية العادية وليس لحالة الطوارئ
وقالت مديرة دائرة الهندسة في بلدية البيرة رؤى الطويل إن البلدية أجرت، استعدادا للمنخفض، خلال اليومين الماضيين حملة لفتح العبارات وتنظيفها، لكن كمية الأمطار كانت قوية، وتجاوزت كل الهطولات السابقة، الأمر الذي أدى لعدم قدرة "العبارات" على التعامل مع كم الأمطار، وحدوث ضغط على خطوط المياه، بالتالي تراكم المياه على الشوارع. إضافة الى تجاوزات من بعض المواطنين وتعديات على الشوارع والأرصفة.
وأوضحت أن "العبارات" مصممة فقط للحالات الجوية الاعتيادية، ولم تصمم للعواصف القوية، أو ما أسمتها "عاصفة الطوارئ" كالعاصفة الحالية.
وأشارت إلى أن 65% من شوارع مدينة البيرة، مزودة بشبكات تصريف مياه الأمطار، معربة عن أملها في رفع نسبة هذه الشوارع، في ظل الخطط التي تدرسها البلدية.
وقالت إن البلدية وبالتعاون مع بلدية رام الله، وبتمويل من حكومة المانيا، بصدد عمل شبكة تصريف مياه الأمطار، من خلال تمديد شبكات لنقل المياه المتراكمة الى الأودية، وبالتالي عدم تراكمها على سطح الشارع، حيث أنجزت مرحلتان من المشروع، وهو في مرحلته قبل الأخيرة، وهي مرحلة لتسليم المخططات، وأين سيتم مد الشبكات، مشيرة الى أن هذا المشروع مكلف وبحاجة إلى وقت طويل لتنفيذه.
وأضافت أن "هناك بعض الحلول المؤقتة لمنع تراكم المياه، منها وضع مطب أمام المياه، لتغيير مسارها، بالتالي يخف ضغط المياه المتجهة نحو العبارة، خاصة العبارات الموجودة أسفل المباني السكنية، لافتة إلى أن أغلب المناطق التي تتراكم فيها المياه، تصنف ضمن المناطق "ج"، وهي ليست من صلاحية البلدية.
إغلاق جزئي في منطقة عين منجد والمنطقة الصناعية
بدوره، قال مدير دائرة النفايات الصلبة والصرف الصحي في بلدية رام الله خالد غزال إن البلدية أغلقت شارع الشوبك في منطقة عين منجد، وشارع عبد الحميد شومان في المنطقة الصناعية برام الله، بسبب ارتفاع منسوب المياه على السطح، ما أدى لإغلاق الشارعين لمدة نصف ساعة، معتبرًا أن السبب يعود لقوة تساقط الأمطار، وأن معظم المناطق الأخرى لم تسجل أي حالة لتراكم الأمطار على الشوارع، أو إغلاق.
وأكد أن البلدية تعمل على إنشاء بنية تحتية قوية وشبكة مياه أمطار، كما تجري صيانة للشبكة وتوسيعها سنويًا، وذلك لتحسين جودة شبكة مياه الأمطار.
وبين أن لجنة الطوارئ في البلدية تتابع النشرة الجوية يوميًا، وتملك ميزانية للطوارئ، كما تجري طواقم البلدية قبل فصل الشتاء عمليات تنظيف للعبارات، وتصدر نشرات توعوية للمواطنين.
ولفت الى أن بعض المواطنين يقومون بشبك مياه الأمطار بشبكة الصرف الصحي، ما يزيد الحمل على شبكة الصرف الصحي، ويؤدي بالتالي لانهيارها في بعض الاحيان، وتراكم المياه على الشارع بشكل بسيط.
وشدد على أن شبكة الصرف مصممة للمياه وليست لمياه الأمطار، وبناء عليه فإن هذا التصرف يعتبر مخالفا للقانون، وللهندسة، ويوقع غرامة مالية بحق المواطن المخالف.
وبين أن فحص الشبكات في المنازل من قبل الطواقم يعتبر أمرًا صعبًا، نظرًا لعدم إمكانية دخول كافة البيوت وفحص كل الشبكات.
الحل: إنشاء شبكات تصريف المياه الى الأودية
وقال الخبير الهندسي في مجال البنية التحتية كريم الحصري إن السبب في مشكلة تراكم الأمطار على الشوارع، تعود لعدم وجود شبكات تصريف مياه أمطار، أو "نظام مواجهة فيضانات"، لنقل المياه المتراكمة إلى الأودية، مشيرًا الى أن هذه الأمر مكلف وبحاجة لدراسات معمقة.
ولفت إلى أن الفوضى في التوسع العمراني، والتي طالت البناء في الأودية، تساهم في تفاقم المشكلة.
بدوره، قال مدير عام الطرق في وزارة الأشغال العامة والاسكان موسى جاد الله إن الشوارع الرئيسية المؤدية للمدن سالكة، ولا يوجد أي تراكم للأمطار على الشوارع، ولم تسجل الوزارة حالات لإغلاق الطرق أو العبارات، مشيرًا الى أن اختصاص الوزارة يكمن في الشوارع الرئيسية وليس شوارع المدن الداخلية.
ولفت الى أن الوزارة في حالة طوارئ، نظرًا لسوء الاحوال الجوية، وأنها تتابع البنية التحتية باستمرار.
طواقم الدفاع المدني سجلت في مختلف محافظات الضفة 260 تدخلا لإنقاذ وإطفاء خلال الساعات الماضي، و170 حالة تصريف مياه، و15 حالة فتح طرق مغلقة، و35 حالة أجسام متساقطة، وإنقاذ محاصرين في 3 حالات، تم إنقاذ أكثر من 20 شخصا خلالها، كما أخلت الطواقم خمسة مصابين في حادثي سير في رام الله والخليل، وحررت 15 مركبة عالقة من الماء، وفقا لعبد الودود النجار من مكتب الإعلام في الدفاع المدني.
وأشار النجار إلى أن أعلى المناطق تدخلًا كانت محافظة رام الله والبيرة والتي بلغت 75 تدخلا، 70% منها تصريف مياه، تليها محافظة القدس بــ70 تدخلا، ثم محافظة بيت لحم بـ45 تدخلا.