بيت لحم-وفا-عنان شحادة-قالت وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، إن عدد السياح مع نهاية العام الجاري سيفوق مليونين وثمانمئة ألف سائح وحاج من مختلف الجنسيات، وسيكون مميزا مقارنة بالعامين الماضيين.
وأضافت معايعة في حديث خاص لــــ"وفا"، هناك ارتفاع كبير وملحوظ في عدد السياح مقارنة بالعام 2017 حيث وصل العدد الى مليونين وسبعمائة ألف حاج وسائح، مشيرة الى انه منذ مطلع الجاري قدم الى الأراضي الفلسطينية وفودا سياحية كبيرة، وأن معظم الفنادق ممتلئة إذا ما استثنينا شهري تموز وأب فترة الصيف، مؤجلة الإعلان عن الرقم الحقيقي لعدد السياح حتى تاريخ الرابع والعشرين من الشهر الجاري.
وأكدت أن تطور ونهوض الواقع السياحي الفلسطيني سيتواصل خلال العام المقبل من حيث زيادة عدد السياح، وهذا بناء على معطيات ومؤشرات من قبل الفنادق والمكاتب السياحية التي أكدت أن الحجوزات مستمرة، ما يبشر على انه سيكون أفضل حالا مع نهاية العام الجاري.
وبالنسبة للوضع السياحي بشكل عام، قالت معايعة " كل مواطن فلسطيني يلحظ بشكل كبير التطور الحقيقي، وخاصة في مدن الخليل، وبيت لحم، وأريحا، ورام الله ، من خلال أعداد السياح الكبيرة التي وصلت اليه فلسطين، لافتة إلى انه منذ شهر أيلول الماضي امتلأت كافة الفنادق في بيت لحم، وهناك زيادة تم تحويلها الى فنادق الخليل، والفائض حوّل الى رام الله وحتى نابلس.
وأكدت انه في إحدى المرات وأثناء افتتاح فندق، وفي يومه الأول تبين ان نسبة الإشغال فيه وصلت الى 67%، ما يدلل على أن أعداد الأفواج السياحية كبيرة، ونسبة الإقامة مرتفعة، بمعنى ان كافة فنادق محافظات الوطن مشغولة.
ولم تخف حقيقة المشكلة التي تواجههم أمام زيادة عدد السياح، والمتعلقة بأمرين، الأول: هو حل مشكلة كنيسة المهد من خلال طوابير الانتظار لدخولها، ففي العام 2017 كانت تفتح لمدة ثلاثة ساعات ونصف، وفي العام 2018 ينتظر السياح كل يوم دون أن يتمكن عدد كبير منهم من زيارة الكنيسة والمغارة، وعليه الاتصالات جارية مع رؤساء الكنائس الثلاثة لإيجاد توافق، لأن المتعارف عليه تاريخيا انه يتم فتحها من الفجر الى ساعات الغروب، وتمديد فترة فتح الكنيسة، سيكون لأول مرة في التاريخ.
وأوضحت أن العمل جارٍ من خلال الحجز للمجموعات السياحية عبر الانترنت لليوم الذي يريده السائح مع إعطائه الموعد المناسب ليتواجد في الكنيسة، والبدء بالعمل بهذه الآلية ستكون مع بداية شهر شباط من العام المقبل.
وحول الإنجازات التي حققتها الوزارة والقطاع السياحي الخاص، أشارت إلى أنهم عملوا كثيرا لزيادة السياح ونسبة الإقامة، وكنا نشكو في السابق من دخول السائح لساعات قليلة والخروج دون استفادة، ولذلك توجب إقناعه بالإقامة في فنادق فلسطينية، وهو ما تم العمل به مع عدد كبير من الدول.
وأضافت: عملنا على دحض المزاعم الإسرائيلية بأن لا وجود للأمن والأمان في الأراضي الفلسطينية، ونجحنا بإقناعهم من خلال المشاركة في الفعاليات العالمية، والتأكيد على انه لم يحدث عندنا وقوع مشكلة مع أي سائح، وأن إسرائيل تعمل لصالحها في محاولة لضرب السياحة الفلسطينية.
كما تم المشاركة مع القطاع الخاص في المعارض السياحية العالمية، ومن خلالها تم فتح أسواق جديدة، مثل: الصين، والهند، وهولندا لأول مرة، مع تفعيل الأسواق القديمة، إضافة الى دعوة المكاتب السياحية في دول عديدة مع الإعلام أو منفردا للقدوم للأراضي الفلسطينية والوقوف عن كثب على الواقع السياحي، مع توفير كافة المستلزمات، وسبل الراحة للإقامة، لافتة إلى ان القطاع الخاص يتعاون في ذلك، ويذلل كل العقبات المتعلقة بتوفير الإقامة والوجبات، وكذلك المواصلات، أمام ذلك تشكل الوفود سفراء لنقل واقع فلسطين إلى بلادهم.
وفيما يتعلق بأنماط السياحة، أشارت معايعة إلى أنه قبل سنوات كانت نسبة السياحة الدينية المسيحية تشكل ما نسبته 96%، وكان التوجه نحو السياحة الدينية الإسلامية رغم العقبات التي كانت يفرضها الاحتلال، وعملنا على تشجيع ذلك، ونجحنا بأن نستقطب أعدادا كبيرة من تركيا واندونيسيا وماليزيا لزيارة القدس والخليل.
وتابعت: تم البدء بالعمل وبدعم من مؤسسات سياحة المسارات، أو المجتمعية، والسياحة البيئية التركيز على سياحة المسارات التي تستقطب فئات عمرية مختلفة، ما يساعد على توسيع رقعة السياحة دون الاقتصار على مناطق محدودة، ما انعكس ايجابا على ترميم البيوت القديمة، وأصبحت تستخدم كنزل، وتدريب العائلات لاستقبال السياح في بيوتهم، وبناء خيم، بمعنى واضح توفير مرافق يستقبل فيها السياح وهذا النوع جديد وله مستقبل.
وبالنسبة للمشاريع، أوضحت انه سيتم تنفيذ العمل خلال الفترة القادمة بقصر هشام في اريحا، بإنشاء قبة أو غطاء على مساحة دونم ونصف تغطي الفسيفساء بمساحة 850 مترا مربعا قطعة واحدة، من أجل الحفاظ على الموقع، وسيصار إلى إقامة مسارات للسياح؛ لمشاهدة الفسيفساء، أما مقام النبي موسى، فهو في المراحل الأخيرة، وتم الاتفاق مع وزارتي الأوقاف وشؤون القدس كي يستغل المكان كفندق سياحي للسياحة الإسلامية، مع توفير المرافق الخاصة، كما تم الانتهاء من موقع حرم الرامة في الخليل، والآن يزوره السياح وتتوفر فيه كافة المتطلبات السياحية، اضافة الى إعادة ترميم وتأهيل السلاسل الحجرية في بلدة بتير في بيت لحم، وإنشاء مركز تفسير في مدينة نابلس.
وأشارت الى وجود 250 فندقا في الأراضي الفلسطينية، بسعة (10100) غرفة فندقية، هذا بالإضافة الى عدد كبير من النزل.
وتطرقت الوزيرة الى المضايقات من قبل الاحتلال التي من شأنها ان تعكر الأجواء السياحية، والمتمثلة بقرار منع الإقامة في فنادق فلسطينية، وحتى زيارة مدن ومواقع فلسطينية، حتى يصل الأمر الى توقيع السائح على تعهدات، عدا عن الصعوبات التي تواجه سياح تركيا، واندونيسيا، وماليزيا، حيث يحتاجون الى موافقة قبل مدة ربما تصل لأشهر، مشيرة الى أن المكاتب السياحية شكت في آخر فترة من أزمة الانتظار على المعابر، من حيث الدخول والخروج، خاصة الذاهبين إلى مدينة رام الله، والمشاركة في مؤتمرات جماعية، أو فرادى.
وتطرقت إلى الصعوبات التي يواجهونها في عملية تأهيل المواقع في مناطق "ج"، بهدف زيادة السياح، ومنع العمل فيها، وبالتالي لا يمكنهم الذهاب لها دون تأهيلها، مؤكدة" ان الشيء المميز لهذا العيد هو أننا سنحتفل لأول مرة في التاريخ الفلسطيني بأكبر عدد من السياح يزورون الأراضي الفلسطينية مع أعلى نسبة إقامة، لافتة إلى أن شعارهم للاحتفالات سيكون تحت عنوان "وجود وبقاء".
وبالنسبة لرسالة الميلاد، قالت "رسالتنا هي رسالة الوجود والبقاء، نحن موجودون على أرضنا وباقون عليها، آملين من العالم مشاركتنا في احتفالاتنا، وهذه دعوة".