القدس- أطلق مشروع التعاون الفلسطيني الزراعي الأكاديمي في جامعة القدس، استراتيجيات كليات الزراعة في الجامعات الفلسطينية الشريكة في المشروع الهولندي "ريادة الأعمال الزراعية والتعاون الأكاديمي الفلسطيني".
وتم الاعلان عن الخطط الاستراتيجية خلال ورشة عمل عقدت في مدينة رام الله لكليات وبرامج الزراعة والغذاء في الأربع جامعات الشريكة وهي جامعة القدس، جامعة النجاح الوطنية، جامعة فلسطين التقنية (خضوري)، وجامعة الخليل، وبمشاركة وزارتي الزراعة والتربية والتعليم العالي واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة الفلسطينية، وعدد محدود من المؤسسات الداعمة وشركات القطاع الخاص، وذلك في اطار برنامج بناء القدرات (تعزيز القدرة على عمليات الابتكار المستدامة بما في ذلك قدرة التعليم العالي للاستجابة لاحتياجات قطاع الزراعة والأغذية والأعمال الزراعية المربحة في الأراضي الفلسطينية" الممول من الحكومة الهولندية والذي تديره جامعة القدس عن الجانب الفلسطيني وجامعة ماستريخت للإدارة عن الجانب الهولندي.
ويهدف المشروع إلى تطوير التعليم العالي الزراعي في الجامعات الفلسطينية بحيث يصبح مرتبطا باحتياجات القطاع الزراعي ويستجيب لجميع احتياجاته على مختلف أنواعها وذلك من خلال التجسير بين التعليم الزراعي وتوثيق ارتباطه بالقطاعين العام والخاص، إضافة الى عناصر مهاراتية وريادية للخطط الأكاديمية، وتطوير البحث العلمي الزراعي، وتوطيد التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والقطاعين العام والخاص في المجالات الزراعية من خلال إنشاء هيئات تحرص على تفعيل هذا التعاون واستدامته.
وفي كلمته، أكد د. عماد أبو كشك رئيس جامعة القدس على أهمية الشراكة الحقيقية بين الجامعات الفلسطينية في تطوير قطاع الزراعة في فلسطين لما له من دور كبير في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي الفلسطيني، وذلك من خلال ثقافة العمل المشترك بين الجامعات والذي لا يؤثر على التميز والمنافسة بينها.
وأوضح أبو كشك أن تطوير الأفكار الريادية في فلسطين يعزز القدرة على عمليات الابتكار المستدامة، بما في ذلك قدرة الجامعات الفلسطينية الاستجابة لاحتياجات سوق العمل، وكذلك قطاعي الزراعة والأغذية، مشيراً إلى الحاجة الملحة لتغييرات جذرية لضمان الاستدامة في هذا القطاع، وذلك من خلال الابتكار والعمل قدر المستطاع على حل مشكلاته، بحيث تكون هذه التغييرات قابلة للتطبيق اقتصادياً.
وأشار أبو كشك إلى أن برنامج ريادة الأعمال الزراعية والتعاون الأكاديمي الفلسطيني بين أربع جامعات فلسطينية يعطي المجال لكيفية استخدام العقول في الجامعات الفلسطينية بشكل تكاملي مع احتياجات المجتمع، من خلال النخب الأكاديمية في هذه الجامعات، وبالتالي رفد السوق بالخريجين المبدعين والمتميزين، حيث إن الابداع والابتكار ينبع من الجامعات.
وأوضح رئيس جامعة فلسطين التقنية – خضوري د. نور أبو الرب ان الجامعات الفلسطينية تعد أجيالاً قادرة على تحقيق التنمية المستدامة التي تتوافق وحاجة الشعب الفلسطيني خاصة في المجال الزراعي، داعياً للعمل على التأثير في المجتمع نحو الأفضل من خلال التعاون البحثي الزراعي ما بين الجامعات الفلسطينية.
وتحدث ممثلاً عن رئيس جامعة النجاح الوطنية النائب الأكاديمي د. محمد العملة والذي أكد على أن القطاع الزراعي لم يحصل على الاهتمام اللازم حيث إنه من القطاعات المهمة في فلسطين، "ومن هنا نعوّل على الخريجين من الجامعات الفلسطينية في دعم وبناء المجال الزراعي بكل الطرق المتاحة"، ويجب أن يكون للطالب أيضاً رؤية مستقبلية في مشاريعه وأبحاثه الزراعية والتي يتوجب على الجامعات الشريكة دعمها وتوفير اللازم لها.
وتحدث د. زياد فضة، مدير عام المركز الوطني الفلسطيني للبحوث الزراعية، وممثلا عن معالي وزير الزراعة، عن أهمية تكامل الخبرات والإمكانات والجهود ما بين الجامعات ووزارة الزراعة في إطار العمل المشترك لدعم هذا القطاع المهم للاقتصاد الوطني الفلسطيني على أن يكون ذلك من خلال البحث العلمي الزراعي الهادف لحل مشاكل هذا القطاع.
وتحدث، ممثلا عن وزير التربية والتعليم العالي، د. وليد صويلح، رئيس الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة، عن جودة التعليم العالي وأهميته للجامعات الفلسطينية وأعلم الحضور بمجريات الاجتماع الأخير لرؤساء هيئات الاعتماد في العالم العربي والذي كان مؤخرا في بغداد ووضح أهمية القرارات التي اتخذت.
وتحدث جمال جوابرة الأمين العام لاتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة عن أهمية الشراكة بين الجامعات الفلسطينية والقطاع الخاص وبالتحديد في المجال الزراعي والغذائي وعن اتفاقية الشراكة المنوي توقيعها ما بين الاتحاد والجامعات كما تحدث باختصار عن الدراسة البحثية التي أجراها الاتحاد مؤخرا وفي إطار المشروع الهولندي عن احتياجات السوق لمجال الزراعة والأعمال الزراعية.
وقدم الدكتور حنا عبد النور النائب الاكاديمي لرئيس جامعة القدس ورئيس المشروع الهولندي توضيحاً حول المشروع الهولندي وانجازاته، ود. سهيل سلطان أجمل دور جامعة ماستريخت للإدارة في المشروع، فيما عرض الدكتور سامر جرار قائد فرق اعداد الاستراتيجيات – جامعة ماستريخت للادارة موجزاً لمنهجية العمل والمعالم الأساسية للاستراتيجيات الأربع والتي تم إنشاؤها من خلال منهجية علمية حديثة أشركت كافة المعنيين من داخل الجامعات، إدارات وأعضاء هيئة تدريس وطلبة، ومن خارجها من العاملين في القطاع الزراعي والخريجين، ومن ثم تم فتح باب النقاش بين الحضور حيث أكد الجميع على أهمية هذه الاستراتيجيات وعلى ضرورة عمل كل ما يلزم من أجل إنجاحها.
وفي ذات السياق، أجمع المشاركون على أهمية البحث العلمي الزراعي التطبيقي، وأهمية اطلاق برنامج للماجستير المشترك بين الجامعات الشريكة في الزراعة الربحية الذي تم اعتماده مؤخراً من هيئة اعتماد البرامج الأكاديمية والجودة في وزارة التربية والتعليم العالي.
Publishing Date