أريحا-افتتح يوم الاثنين، "سفاري أكوابارك" أول مشروع مدينة ألعاب مائية متكاملة في فلسطين، في مدينة أريحا، برعاية وحضور كل من وزيرة السياحة والآثار رلى معايعة، ووزيرة الإقتصاد الوطني عبير عودة، ومحافظ أريحا ماجد فتياني، وبمشاركة ممثلين عن القطاعين العام والخاص ورجال أعمال وإعلاميين.
وتُعد "سفاري أكوابارك" في أريحا المشروع الترفيهي الأضخم في فلسطين، وهي أكبر مدينة ألعاب مائية فيها تمتد على مساحة 32 ألف متر مربع، وهي واحدة من أكبر مدن الألعاب المائية على مستوى منطقة الشرق الأوسط، كما أنها الأكبر في المنطقة من حيث عدد المنزلقات المائية بإحتوائها على 32 منزلقاً مائياً.
وتميزت "سفاري أكوابارك" بأنها الوجهة السياحية والترفيهية الأكثر تنوعاً وجذباً في واحدة من أقدم مدينة بالعالم، وبكونها إستثماراً نوعياً وفلسطينياً خالصاً وبمواصفات عالمية، فقد صُمم المشروع ليلبي إحتياجات المواطن والعائلة الفلسطينية وفقاً لرؤية متكاملة بخدمات وخيارات ترفيهية عالية الجودة، مع الإلتزام بمعايير وإجراءات الأمان والحماية والسلامة الشخصية في مرافق المشروع كافة، وكذلك بإتباع المواصفات المحلية والعالمية في كل مراحل تنفيذ المشروع، وبإشراف خبراء عالميين في هذا المجال.
معايعة: إستثمار مميز يساهم في تنشيط السياحة ودعم الإقتصاد
من جهتها، أشادت معايعة بهذا المشروع الذي وصفته بالمميز، مبينة أن مثل هذا الاستثمار يساهم في استقطاب وتنشيط السياحة الداخلية من كافة المدن الفلسطينية وفلسطيني الداخل، مؤكدة أن التوسع المستقبلي لهذا المشروع يمكنه أن يساهم أيضاً في استقطاب المزيد من السياحة الخارجية، مشددة أن وجود مثل هذه الإستثمارات يساهم في دعم إقتصاد محافظة أريحا بشكل خاص ودعم الاقتصاد الوطني بشكل عام.
عودة: مثل هذه المشاريع جزء من مقومات الصمود على أرضنا
واشارت عودة، أشارت إلى أن مثل هذه المشاريع جزء أساسي ومتكامل مع مقومات الصمود على أرضنا رغم محاولات الاحتلال وسياساته الهادفة إلى مصادرة الأرض وتفريغها من أهلها، مؤكدة بأن الوزارة تدعم جهود المستثمرين في إنشاء استثماراتهم في فلسطين، وتشجعهم من أجل تحقيق النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، والتي تتقاطع مع الخطة الإستراتيجية الاقتصادية 2017-2022.
وبينت أن الوزراة تتعاون مع جميع الشركاء المحليين والدوليين لتحسين بيئة الأعمال وتحفيز الاستثمار، منوهة بالبدء في تطوير البيئة القانونية الناظمة من أجل تخفيف الأعباء البيروقراطية والإجراءات الإدارية التي من شأنها أن تعطل مسيرة الاستثمار والتنمية، ومنها تطبيق قرار بقانون ضمان الحقوق في المال المنقول، الذي نجم عنه إنشاء سجل الأموال المنقولة في وزارة الاقتصاد وساهم بدوره في زيادة فرص الشركات الصغيرة والمتوسطة في الحصول على التمويل والتسهيلات.
وأشارت إلى الجهود الموازية بما فيها خفض تكلفة بدء نشاط الأعمال في فلسطين عن طريق إلغاء مطلب الحد الأدنى لرأس المال المدفوع عند التسجيل، والذي ساهم في تحسين ترتيب فلسطين في تقرير ممارسة بدء الأعمال الذي يصدر عن البنك الدولي، مؤكدة أن فلسطين حققت قفزة نوعية وإحتلت المرتبة رقم 114 عالميا مقارنة بالمرتبة 140 العام الماضي.
وأوضحت عودة أن وزارة الاقتصاد الوطني بالتعاون مع الشركاء أعدت مشروع قانون الشركات، الذي يتضمن الممارسات الجيدة الخاصة بالتسجيل، وحماية المستثمرين أصحاب حصص الأقلية، وتنظيم تسوية الديون، مشددة بأن التحدي الأكبر يتمثل في ارتفاع نسبة البطالة وخاصة بين الشباب والتي تعتبر الأعلى في العالم، مبينة أن توجهنا في دعم المشاريع يكمن في ضمان خلق فرص العمل التي تنعكس ايجابيا في تحقيق النمو الاقتصادي.
وأكدت عودة أن المشروع الحالي يمكنه الاستفادة من حزمة الحوافز الخاصة التي تم إطلاقها من قبل هيئة تشجيع الاستثمار وسلطة الطاقة، لتحفيز الاستثمار في مجال الطاقة، والاستفادة منها في تشغيل المنشآت السياحية، لما له من أثر في تخفيض التكلفة وانعكاسها الإيجابي على المواطن الفلسطيني.
وقالت عودة بأن فلسطين هي الوجهة الدينية السياحية الأبرز في العالم، منوهة بحهود وزارة السياحة في تطوير وتنظيم القطاع السياحي الذي يعتبر من أهم القطاعات الواعدة، فالاستثمار به ضرورة ملحة، من أجل ترويج فلسطين محليا وعالميا كوجهة سياحية.
التحدي على أكثر من مستوى
من جهته، أشاد نائب محافظ أريحا والأغوار، جمال الرجوب بإفتتاح هذا الصرح السياحي المتميز والأول من نوعه ليس في محافظة أريحا وبل في فلسطين، مقدماً التهئنة للقائمين على هذا المشروع وما يمثله من تحدي على كافة المستويات في ظل الأوضاع الاقتصادية والظروف الاحتلالية المعقدة والمناخية الصعبة، أملاً دوام التطور والإستمرار لتعزيز السياحة الداخلية في أريحا والأغوار.
صرح سياحي بمستوى 5 نجوم لكل شرائح المجتمع
إلى ذلك، كان عضو مجلس إدارة، سفاري أكوابارك، أمين اسماعيل رحب بالضيوف المشاركين في إفتتاح أكبر مدينة ألعاب مائية في فلسطين، مشيراً إلى أن الحلم أصبح حقيقة بإنجاز هذا الصرح السياحي والترفيهي الفريد من نوعه ليس على مستوى مدينة أريحا فحسب، بل وعلى مستوى فلسطين والمنطقة، منوهاً بأن فكرة المشروع هي مبادرة من المرحوم جورج رزق في تصميم وإنشاء صرح سياحي نوعي يقدم خدماته الترفيهية بمستوى 5 نجوم وبأسعار مناسبة لكل الفئات في المجتمع ترسخت اليوم وتحققت على أرض الواقع.
وأوضح بأن إفتتاح المدينة المائية على مساحة 32 دونم هو المرحلة الأولى من مشروع أضخم يُتوقع بعد إكتماله أن يمتد على مساحة تزيد عن 54 دونماً، وسيتضمن منتجعاً سياحياً وترفيهياً متكاملاً وعالي الجودة يحوي خدمات ترفيهية متنوعة من فندق وشاليهات ومتاجر وأماكن للتسوق والترفيه وغيرها.
مرافق متنوعة
تتميز "سفاري أكوابارك" بتهيئة المكان بأعلى إجراءات وإحتياطات الأمان والسلامة الشخصية وفقاً للمواصفات الدولية، فقد رُوعي في التصميم ملائمته لذوي الإحتياجات الخاصة، عدا عن كونه متنفساً ترفيهياً لمختلف الشرائح والفئات في المجتمع الفلسطيني، وبمستوى خدمات 5 نجوم وبأسعار مناسبة، ليمنح مرتاديه الشغف والتجربة الشيقة بتجهيزاته ومرافقه من الألعاب المائية والترفيهية وكذلك الفعاليات والأنشطة المتنوعة لجميع أفراد الأسرة، من الأطفال والشباب والبالغين.
تتضمن "سفاري أكوابارك" مجموعة متنوعة من الألعاب المائية والمرافق الترفيهية، وهناك المساحات والألعاب المخصصة للأطفال بمختلف الفئات، كجزيرة القراصنة، وبحيرة التنين، والألعاب المنحدرة والمنزلقات المائية، وأخرى للبالغين من المنزلقات الحادة والملتوية، وشاطئ الصدف، وهو الأول من نوعه في فلسطين، وشاطئ الرمال، والنهر الكسول، وملعب كرة الطائرة، وغيرها. إضافة إلى منطقة المطاعم، والتي تشتمل على المطعم الدائري، والذي سيشكل معلماً بارزاً لمدينة أريحا بطاقته الإستيعابية التي تزيد عن 600 شخص، إضافة إلى 5 مطاعم أخرى من فئة الخدمة الذاتية، والتي تستوعب أكثر من 900 شخص.
وتشكل "سفاري أكوابارك" أحدى أضخم الإستثمارات المحلية في القطاع السياحي والترفيهي في فلسطين، فقد أسهم المشروع منذ تشغيله قبل أشهر قليلة في إعاشة مئات الأسر الفلسطينية من خلال توفيره لأكثر من 120 فرصة عمل مباشرة، والعديد من الفرص الأخرى غير المباشرة.
يُشار إلى أن مدينة "سفاري أكوابارك" المائية، هي أحد إستثمارات شركة تكنو هومز للإستثمار السياحي، وهي شركة فلسطينية تُركز على تطوير إستثمارات نوعية في قطاع السياحة والترفيه في فلسطين، وتعود فكرة تأسيس أول وأضخم مدينة مائية في فلسطين إلى رجل الأعمال الفلسطيني، المرحوم جورج رزق.