لندن-أخبار المال والأعمال- بينما شهدت بيتكوين العام الماضي ارتفاعا كبيرا، من المتوقع أن يكون 2025 عاما تتفوق فيه أجزاء أخرى من سوق العملات المشفرة، كما يقول خبراء في الصناعة.
مع تداول بيتكوين ضمن نطاق سعري ضيق في الأسابيع الأخيرة وبحث المتداولين عن محفزات جديدة تدفع العملة إلى أعلى، يقول محللون ومعلقون إن العملات البديلة - أي عملة مشفرة غير بيتكوين- على استعداد للارتفاع هذا العام استنادا إلى الوعد بتقليص تنظيم الأصول الرقمية في عهد دونالد ترامب.
ارتفعت بيتكوين 116% في 2024، بسبب موجة من الحماس للتطورات مثل الموافقة على صناديق المؤشرات المتداولة لبيتكوين، وفقا لـ"بزنس إنسايدر".
تجاوزت بيتكوين عتبة 100 ألف دولار لأول مرة وحققت مكاسب تبلغ 51% في شهر واحد فقط. وبالمثل، ارتفعت العملات البديلة. ارتفع سعر إيثريم 59%، وسط أداء قوي لعملات أخرى مثل سولانا وترون.
لكن زخم بيتكوين تباطأ بعد التعليقات المتشددة من الاحتياطي الفيدرالي، وتظهر العملات المشفرة الأخرى علامات على استمرار الزخم.
أدى الاتجاه المتشدد من البنك المركزي إلى عمليات بيع واسعة النطاق في سوق الأسهم الأميركية بعد ارتفاعها في تشرين الثاني/نوفمبر، ولم تسلم بيتكوين منها، حيث خسرت نحو 15% في الأسبوعين الأخيرين من العام من ذروتها. وبالمثل، شهدت صناديق المؤشرات المتداولة الفورية لعملة بيتكوين تدفقات خارجية ضخمة، حيث خسرت 680 مليون دولار في اليوم التالي لإعلان مسؤولي الفيدرالي توجههم الجديد بشأن الفائدة، وفقا لبيانات جمعتها "بلومبرغ".
في الوقت نفسه، أظهرت العملات المشفرة الأخرى أداء أفضل، ما عزز حصصها في السوق. في استطلاع حديث أجراه بنك سيتي، يرى المشاركون أن 2025 سيكون عاما تتفوق فيه العملات البديلة على وجه الخصوص.
وقال محللو سيتي في مذكرة نشرت يوم الإثنين: "تفوقت العملات المشفرة الأخرى والعملات البديلة بشكل ملموس، ما يشير إلى أن بعض المشاركين في السوق يعولون على موسم العملات البديلة الذي سيتحقق في 2025 بعد عام قوي شهدته بيتكوين".
ويقول الخبراء إن التحركات المتباينة في بيتكوين والعملات المشفرة الأخرى هي نتيجة لاختلاف جوهري فيما يحرك أجزاء السوق.
تتمتع بيتكوين بدعم تنظيمي قوي إلى حد ما، مع العقود الآجلة وصناديق الاستثمار المتداولة والخيارات وغيرها. ونتيجة لذلك، يقول أندرو باهر من "كوين ديسك إنديس" إن أي تحركات سعرية تصاعدية هي نتيجة تزايد الحماس لتبني بيتكوين بشكل عام.
في المقابل، ظلت العملات البديلة في حيز تنظيمي غير مؤكد وكانت هدفا لهيئة الأوراق المالية والبورصات، التي صنفت عدة عملات مشفرة على أنها أوراقا مالية غير مسجلة.
لذلك، فإن احتمال التنظيم الملائم للعملات المشفرة سيكون المحرك الرئيسي لتحركات أسعار العملات البديلة في 2025. وقد ظهر ذلك عندما ارتفعت عملة إكس آر بي، التي كانت في مرمى دعوى قضائية من هيئة الأوراق المالية والبورصات في الأعوام الأخيرة، بشكل حاد بعد فوز ترامب وقفزت مرة أخرى بعد أن أعلن رئيس الهيئة جاري جينسلر أنه سيستقيل عندما يتولى ترامب منصبه.
يرى محللو بنك سيتي أن السياسة الداعمة الجديدة قد تسهم في تعزيز الشرعية والإقبال على العملات البديلة في السوق، ما يرفع أسعارها ويقدم دفعة كبيرة لها مقارنة ببيتكوين في المستقبل.
المصدر: رويترز
