رام الله-أخبار المال والأعمال- يستعد معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني "ماس" في الرابع من كانون الأول المقبل، لعقد ندوة علمية دولية حول "أولويات اقتصاد فلسطين في خضم الحرب"، يشارك فيها اقتصاديون عالميون كبار، إلى جانب باحثين وخبراء فلسطينيين متخصصين.
يأتي انعقاد هذه الندوة في ظل الحرب المدمرة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وبالتزامن مع مرور ثلاثين عاما على تأسيس المعهد، وكذلك استذكارا لمحاضرة يوسف صايغ التنموية التي عادة ينظمها المعهد.
وأشار المعهد في بيان إلى أن مشاركة أساتذة الاقتصاد العالميين في الندوة بمثابة لفتة تضامنية أكاديمية مع فلسطين في هذه المرحلة الحرجة.
وبحسب المعهد، تهدف الندوة إلى زيادة الوعي وتوسيع التفاعل الأكاديمي العالمي مع فلسطين، ويتخللها جلسات حوارية يقدم فيها باحثون من "ماس" أوراق مختصرة مستمدة من التجارب العالمية والواقع الفلسطيني، مع فحص الخيارات المتاحة على المدى القصير والمتوسط لمعالجة الضعف الهيكلي الاجتماعي والاقتصادي والاستفادة من الإمكانيات المتاحة للنمو.
ويدير كل جلسة أحد أعضاء مجلس أمناء المعهد، بينما يعقّب على الأوراق كبار أساتذة الاقتصاد من جامعات عالمية سبق وقدموا محاضرة يوسف صايغ التنموية، بينهم مشتاق خان (جامعة لندن)، جاياتي غوش (جامعة امهيرست)، جومو كوامي سوندرام (ماليزيا)، ماريانا مازوكاتو (كلية لندن الجامعية)، هينر فلاسبك (جامعة هامبورغ)، وكذلك جيفري ساكس (جامعة كولومبيا).
وتناقش الجلسة الأولى السيناريوهات السياسية واستراتيجيات التنمية لاقتصاد مزقه الحرب، فيما تتناول الجلسة الثانية موضوعين أساسيين متعلقان بالتحديات الفورية في أعقاب الدمار والتقلبات؛ الأول "الزراعة والأمن الغذائي والدخل الأساسي – مداخل للإغاثة والتعافي"، والثاني "الشمول والاستبعاد المالي – إدارة المال والبنوك تحت الاحتلال". أما الجلسة الثالثة؛ ستناقش فرص التنمية المستدامة على المدى المتوسط من خلال ثلاثة محاور؛ الأول متعلق بموضوع الابتكار والسياسة الصناعية – تسخير اقتصاد المعرفة، الثاني يناقش أنظمة الحماية الاجتماعية لمكافحة الفقر والهشاشة، فيما يناقش الثالث الاستثمار في البنية التحتية الخضراء والتكيف مع تغير المناخ.
وبحسب المدير العام للمعهد رجا الخالدي، فإن انعقاد هذه الندوة يأتي انسجاما مع الدور التنموي للمعهد، خاصة في ظل الظروف التي أوجدتها حرب الإبادة غير المسبوقة في صعوبتها على الشعب الفلسطيني، والحاجة الفلسطينية إلى السعي لبلورة سياسات اقتصادية واجتماعية جذرية تحولية تنسجم مع ممارسات التخطيط الفضلى لوضع استراتيجية واقعية تمكّن الاقتصاد المنهك من الخروج من حالة التدمير والكفاف الراهنة.
يٌذكر بأن هذه الندوة تعقد بدعم ورعاية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، والشركة العربية الفلسطينية للاستثمار (ايبك).