صندوق الاستثمار الفلسطيني في قطاع غزة: تدخلات إغاثية في القطاعات الإنسانية والتعليم والصحة

Publishing Date

غزة-أخبار المال والأعمال- تلبية للاحتياجات الطارئة لأهلنا في قطاع غزة في مواجهة الحرب التي يشنها الاحتلال، صمّم صندوق الاستثمار الفلسطيني برنامجاً عاجلاً بمثابة مجموعة من التدخلات العاجلة في القطاعات الإغاثية والصحية والتعليمية، حيث أن هذه القطاعات هي أكثر القطاعات تضرراً من الحرب، وهي بحاجة إلى المزيد من الدعم والإسناد.

وفي ظل هذا العدوان والحصار الذي يعيشه أهلنا في القطاع، كان لا بد للصندوق باعتباره مؤسسة وطنية تنتمي إلى هذا الشعب، أن ينفّذ مجموعة من التدخلات العاجلة لدعم شريحة واسعة من أهلنا في قطاع غزة، من خلال دعم مؤسسات المجتمع المحلي العاملة هناك، والتي تنفّذ برامجها الإغاثية في مختلف أنحاء القطاع".

برنامج غزة التمويلي

تم إطلاق هذا البرنامج في قطاع غزة قبل العدوان الذي يشنّه الاحتلال، ويهدف البرنامج إلى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع غزة من خلال تقديم منح تشاركية لتلك المشاريع، وبتنفيذ مؤسسة مجتمعات عالمية Global Communities. وفي أعقاب العدوان على القطاع، عمل الصندوق على تطويع الإمكانيات والشراكات المتعددة بهدف إعادة تشكيل البرنامج ليتناسب مع تبعات الحرب والعدوان على القطاع، وبما يلبي الاحتياجات الطارئة التي خلّفتها الحرب المتواصلة ضد أبناء شعبنا. وفي هذا السياق، قدّم البرنامج منحاً لمجموعة من المشاريع في قطاعات حيوية، مثل دعم بئر ارتوازي بنظام طاقة شمسية، للمساهمة في حصول حوالي 8,400 شخص على المياه الصالحة للشرب والاستخدامات اليومية والزراعة.

كما قدّم البرنامج منحاً لمشاريع في قطاع الأغذية مثل تجهيز وبناء مطبخ متكامل  بمعداته وأدواته اللازمة لتقديم الوجبات الغذائية لحوالي 22 ألف شخص، ومنحة لعدد من المخابز والأفران بهدف تحسين قدرتهم الإنتاجية، والمساهمة في تخفيض أسعار الخبز، وتوفير فرص عمل فيها، وتمكينها من إعداد الوجبات الغذايئة والخبز لأعداد أكبر من أهلنا في القطاع. ويتم حالياً دراسة المزيد من الطلبات لمشاريع أخرى في مجالات حيوية، سيكون لها تأثير مجتمعي لدعم صمود أهلنا في القطاع.

تطوير مناهج تعليمية استدراكية

انضم الصندوق كشريك للمبادرة التي أطلقتها مؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي، لتطوير مناهج استدراكية للمساهمة في تعويض الفاقد التعليمي للطلبة في قطاع غزة، حيث تم إنشاء 18 مركزا تعليمياً في كافة المناطق التي يمكن العمل بها في هذه الظروف، وإيصال المنهاج لأكثر من 2,500 طالب وطالبة، وذلك بعد تنفيذ تدريب لمئات المعلمين. وتم العمل على تطوير مناهج استدراكية للصفوف من السابع وحتى التاسع في تخصصات المواد الأساسية وهي: اللغة العربية والعلوم والرياضيات واللغة الإنجليزية، وذلك استكمالا لبرنامج مؤسسة النيزك الحالي في الصفوف من الرابع وحتى السادس.

ويهدف البرنامج إلى المساهمة في تعويض الطلبة الفاقد التعليمي جراّء حرمانهم من العام الدراسي بسبب العدوان على القطاع، وتمكينهم من الحصول على التعليم في المواد الأساسية أسوة ببقية أقرانهم، مع العلم أن هذا البرنامج سيتوسع قريباً ليشمل صفوفاً إضافية وشريحة أوسع من الطلبة.

1


ولطالما حرص الصندوق على التركيز على دعم وتمكين القطاع التعليمي في فلسطين بشكل عام، وبخصوص قطاع غزة، وبعد العدوان الغاشم الذي تسبب بتوقف العام الدراسي، أعدّ الصندوق برنامجاً بالتعاون مع عدد من المؤسسات المحلية والدولية، بهدف تقليص الفاقد التعليمي من خلال تدريس مناهج استدراكية لصفوف السابع وحتى التاسع تشمل آلاف الطلبة، وذلك استكمالاً للمناهج التي تم إنجازها للصفوف من الرابع وحتى السادس، مع فرصة التوسع في هذا البرنامج ليضم صفوفاً إضافية، وأعداداً أكبر من الطلبة.

كما أن الصندوق يفتخر بدعم المدرسة الأمريكية الدولية في قطاع غزة من خلال مساعدة أكثر من 100 من طلاب الثانوية العامة فيها، والذين تواجدوا في جمهورية مصر العربية بعد ربطهم بعدد من مدارس الضفة الغربية لاستكمال تعليمهم، ما ساهم في اجتيازهم العام الدراسي بنجاح.

برنامج المسؤولية المجتمعية في قطاع غزة

منذ بدء العدوان على قطاع غزة، ركّز برنامج المسؤولية المجتمعية على دعم مؤسسات المجتمع المحلي في القطاع، بهدف رفدها بالموارد المالية التي تمكّنها من تنفيذ مبادراتها الإغاثية، الهادفة إلى دعم صمود أهلنا في القطاع في وجه العدوان، وحصولهم على المستلزمات الصحية والغذائية.

بالإضافة إلى ذلك، حرص الصندوق على تقديم الدعم للمؤسسات العاملة مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وهم بالتأكيد من أكثر الفئات تضرراً من العدوان، ويحتاجون إلى أجهزة ومستلزمات طبية خاصة بهم، قد يسبب انقطاعها تعريض حياتهم للخطر، الأمر الذي دفع بالصندوق إلى اتخاذ خطوات داعمة لهذه الفئة، من خلال تمكين المؤسسات العاملة مع ذوي الاحتياجات الخاصة من الحصول على الأجهزة والأدوات التي يحتاجونها، مثل المعينات السمعية والبطاريات والنظارات الطبية وغيرها.

2


ويهدف برنامج المسؤولية المجتمعية الذي ينفّذه الصندوق إلى تمكين مؤسسات المجتمع المحلي من القيام بدورها، وهو دعم المجتمع بمختلف فئاته. وفيما يتعلق بقطاع غزة، فقد ساهم الصندوق بدعم مجموعة من المؤسسات العاملة في قطاعات إنسانية حيوية، مثل القطاع الصحي والغذائي، وهي القطاعات الإنسانية التي تحتاج إلى تدخلات عاجلة، وبالفعل، فقد بلغ عدد المستفيدين من الدعم الذي قدّمه الصندوق ضمن برنامج المسؤولية المجتمعية في قطاع غزة أكثر من 8,000، حصلوا على مستلزمات طبية، وأدوات صحية ووجبات غذائية.

مبادرة Rise Palestine

وفي مبادرة من بنك فلسطين، انضم الصندوق كشريك استراتيجي في مبادرة أطلقها البنك، تهدف إلى دعم منظومة الابتكار والشركات التكنولوجية الناشئة في فلسطين، التي تضرّرت بشدة جراء الحرب المدمرة على قطاع غزة والتي تقوم انترسيكت، التابعة لمجموعة بنك فلسطين بتنفيذها. وتقوم المبادرة بتقديم منح للشركات الفلسطينية الناشئة في قطاع التكنولوجيا في مراحلها المبكرة، في قطاع غزة والضفة الغربية، لتوفّر لها دعماً مالياً لنشاطاتها اليومية من أجل ضمان استمراريتها وبقائها، كما تقدم المبادرة منحاً للشركات القائمة أو للمتعاقدين المستقلين (Freelancers) وذلك من أجل تمكين الشركة من الاستمرار في احترام التزاماتها التعاقدية مع الشركات الخارجية التي تقوم بخدمتها وتعزيز فرصة استدامتها.

ونجحت المبادرة حتى الآن في دعم حوالي 18 من الشركات التكنولوجية الناشئة والقائمة، بالإضافة إلى 20 من المتعاقدين المستقلين (Freelancers)، ويساهم في هذه المبادرة إلى جانب بنك فلسطين والصندوق عدد من رجال الأعمال الفلسطينيين المغتربين والأخوة العرب في منطقة الخليج العربي، ومن المتوقع أن يبلغ عدد الشركات المستفيدة من هذه المبادرة حوالي 50 شركة قائمة، و50 شركة ناشئة، وحوالي 200 من المتعاقدين المستقلين (Freelancers)، في حين يجري العمل حالياً على استقطاب موارد مالية إضافية للمبادرة.

وعلى الرغم من هذا الدعم، إلا أنه لا يزال متواضعاً بالمقارنة مع حجم الأضرار التي يخلّفها العدوان بشكل يومي. ومن هذا المنطلق، يدعو الصندوق كافة المؤسسات الوطنية والقطاع الخاص إلى تضافر جهودها، وتكثيف الدعم المقدم للقطاع، تلبية للاحتياجات الطارئة والإنسانية للمواطنين في قطاع غزة، وخاصة دعم القطاعات الحيوية كالصحة والغذاء والتعليم.