الرياض-أخبار المال والأعمال- فقدت شركات التكنولوجيا المالية (فينتك) الزخم بتراجع تمويلاتها العالمية 50 في المائة خلال العام الماضي 2023 ليبلغ 39.2 مليار دولار مقابل 78.6 مليار دولار في 2022، في حين انخفضت الصفقات 37.7 في المائة إلى 3801 صفقة، مقارنة بنحو 6108 صفقات، مسجلة أدنى مستوياتها منذ 2017.
وزادت الولايات المتحدة من هيمنتها على قطاع التكنولوجيا المالية، إذ اجتذبت 41 في المائة من الصفقات في 2023، فيما انخفضت حصة الصفقات في آسيا إلى 20 في المائة.
وجاء ارتفاع حصة الصفقات الأمريكية مع تحول المستثمرين نحو الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة، وذلك بحسب بيانات "سي بي إنسايت".
ومن بين المناطق العالمية، التي شهدت انخفاضا، أمريكا اللاتينية وأوروبا، حيث انخفض تمويل الأولى 68 في المائة ليصل إلى 1.2 مليار دولار وانخفض تمويل الثانية 64 في المائة إلى 6.5 مليار دولار.
ويقول عبد الله الخميس، المحلل المالي لـصحيفة "الاقصادية" السعودية، إن انخفاض الاستثمارات في التكنولوجيا المالية في 2023 يعود إلى مخاوف الاقتصاد الكلي وارتفاع أسعار الفائدة.
وأضاف الخميس أن المستثمرين أصبحوا أكثر حذرا نتيجة التباطؤ الاقتصادي العالمي وظهور حالة ركود محتمل نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة ومرحلة ما بعد الجائحة والاضطرابات السياسية لأزمة روسيا وأوكرانيا، ما أدى ذلك لانخفاض الرغبة في الاستثمارات عالية المخاطر، ولا سيما التكنولوجيا المالية.
وبين "كان لارتفاع أسعار الفائدة تأثير كبير في قرارات المستثمرين من أجل ضخ الأموال في الاستثمارات الجريئة المحفوفة بالمخاطر، إذ وصلت أسعار الفائدة نحو 5.5 في المائة، ما جعل تكلفة الاقتراض عالية، وأيضا يقلل من رغبة الشركات الناشئة بالاقتراض بغرض التوسع والنظر للخيارات الأخرى، ما يعوق قدرتها على جمع رأس المال".
وأوضح أن تراجع أسهم شركات التكنولوجيا المدرجة وانخفاض تقييماتها أثر سلبا في معنويات المستثمرين، ما جعل شراء أسهم الشركات المدرجة أكثر جدوى من الاستثمار في الشركات الناشئة غير المدرجة، ما قلل ذلك من الرغبة في طرح الشركات التقنية في سوق الأسهم وتأخيرها لمرحلة تتحسن فيها السوق، خصوصا تلك الاستثمارات التي تعتمد على استراتيجية التخارج عبر طرح الشركات في أسواق الأسهم.
ولا يزال حجم التخارج السنوي من الاندماجات والاستحواذات أعلى مما كان عليه في أي عام قبل 2021، لتبلغ 612 صفقة بعد مكاسب متواضعة في الربع الرابع من 2023.
وبالنسبة لشركات يونيكورن العاملة في قطاع التكنولوجيا المالية، وهي الشركات الصاعدة التي يتخطى رأسمالها مليار دولار، شهد العام الماضي ولادة 11 شركة جديدة، ساهمت آسيا بخمس شركات يونيكورن منها، فيما تتمركز شركتان منها في السعودية (تمارا وتابي) وواحدة في الإمارات (مختبرات الأندلس).
وتبخرت الاستثمارات في الشركات المصرفية الناشئة، مع انخفاض التمويل 72 في المائة في 2023، وهو أكبر انخفاض على أساس سنوي في قطاعات التكنولوجيا المالية.
وشهدت الشركات الناشئة في مجال المدفوعات انخفاضا في التمويل 30 في المائة على أساس سنوي - وهو أقل معدل في قطاعات التكنولوجيا المالية - على الرغم من أن إجمالي التمويل السنوي تم دعمه بجولتين ضخمتين لشركة ستريب (6.5 مليار دولار) ومتروبوليس (مليار دولار).
في الوقت ذاته، لا يزال تمويل الشركات الناشئة في مجال المدفوعات قويا نسبيا، حيث انخفض 30 في المائة في 2023، وذهبت أكبر صفقة في الربع الرابع إلى منصة الدفع متروبوليس، التي جمعت أكثر من مليار دولار.
وبينما انخفض تمويل التكنولوجيا المالية في مناطق العالم في 2023، كانت إفريقيا الأقل تأثرا بالانكماش الاقتصادي، إذ جذبت الشركات الناشئة في إفريقيا 0.8 مليار دولار بانخفاض 27 في المائة عن 2022.