بكين-أخبار المال والأعمال- تراجعت الأسهم الآسيوية، اليوم الثلاثاء، حيث طغت المخاوف في الشرق الأوسط على الآمال في خفض مبكر لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مع انتظار المتداولين الآن صدور بيانات رئيسة من الصين والولايات المتحدة الأميركية في وقت لاحق من الشهر الجاري.
ومع إغلاق وول ستريت جلسة يوم الاثنين لقضاء عطلة، لم يكن هناك سوى القليل من المحفزات لدفع عمليات الشراء، في حين حذّر المحللون من أن المستثمرين ربما بالغوا في تفاؤلهم بشأن مدى تخفيف البنك المركزي الأميركي للسياسة النقدية هذا العام.
وارتفعت الأسهم في نهاية 2023 حيث أظهرت العديد من التقارير انخفاض التضخم وتراجع سوق الوظائف بينما أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه يستعد لعكس أكثر من عام من رفع أسعار الفائدة، وكانت الرهانات تتزايد على أن المسؤولين سيعلنون خفض سعر الفائدة في آذار/مارس المقبل.
ومع ذلك، شهد كانون الثاني/يناير خروج الرياح من الأشرعة بعد أن أظهر محضر اجتماع البنك المركزي في كانون الأول/ديسمبر أن صناع القرار حرصاء على إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لبعض الوقت، في حين حطم تقرير التوظيف الذي تمت مراقبته عن كثب التوقعات وارتفعت أسعار المستهلكين أكثر من المتوقع.
وقال ستيفن إينيس من SPI Asset Management "تشير أسعار السوق الحالية إلى توقع 7 تخفيضات في أسعار الفائدة خلال 2024، مدفوعة بالظن أن عملية تباطؤ التضخم راسخة بقوة ومن غير المرجح أن يتم إزاحتها بسهولة".
وأضاف: "علينا أن نتذكر أن السوق قللت باستمرار من استعدادات الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة"، مشيرا إلى أن ذلك يثير عدة أسئلة منها: هل بالغت السوق في تقدير استعداد الفيدرالي، لا سيما في سياق ديناميكيات التضخم السائدة؟ وهل يتعين على أميركا تنفيذ تخفيضات في الفائدة خلال الـ12 شهرا المقبلة؟".
في حين أن التضخم يسير في مسار هبوطي عام، هناك قلق من أنه قد يعود إلى الارتفاع في أي وقت، خاصة وأن التوترات في الشرق الأوسط الغني بالنفط لا تظهر أي علامة على التهدئة.
وظلت أسعار النفط منخفضة بسبب مخاوف الطلب مع تفاقم الأزمة، وينتظر المستثمرون الآن صدور البيانات الأميركية هذا الأسبوع حول مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي والوظائف، من بين أمور أخرى.
وتراجعت معظم الأسواق الآسيوية اليوم الثلاثاء، حيث عانت طوكيو من انخفاض طفيف بعد 6 مكاسب متتالية شهدت ارتفاع مؤشر نيكاي إلى أعلى مستوى له منذ 34 عاما بفضل ارتفاع التضخم وضعف الين الذي يساعد المصدرين.
وكانت هونج كونج أيضا في المنطقة الحمراء قبل صدور بيانات النمو الاقتصادي الصيني ومبيعات التجزئة المقرر صدورها غدا الأربعاء، كما حدثت خسائر في سيدني وسيول وسنغافورة وبانكوك ومومباي وويلنجتون وتايبيه ومانيلا.
وجاء الأداء الضعيف بعد خسائر في أوروبا جاءت بعد بيانات أظهرت انكماش ألمانيا أكبر اقتصاد في القارة، بشكل طفيف في 2023، حيث أثرت تكاليف الطاقة الباهظة وارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ الطلب الأجنبي في الاقتصاد.